تفاجأ العالم يوم الأحد الماضي، بعدد من الوثائق التي عُرفت باسم “تسريبات بنما”، أزاحت الستار عن أكثر من 11 مليون وثيقة تم تسريبها من مكتب “موساك وفونسيكا” للمحاماة في بنما، وكان للفضيحة صدى عالمي حيث تضمنت أسماء وزراء وقادة سياسيين ولاعبي كرة مشهورين وفنانين وغيرهم الكثير.
موقع “التايم” الأميركي، أفاد أنه من بين العشرات من قادة العالم والمشاهير والسياسيين هناك على الأقل 33 شخصا وشركة تمت معاقبتها من وزارة الخزانة الأميركية، من ضمنها العديد من الشركات من كوريا الجنوبية.
وقال الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين: “وجود اسمك من ضمن الوثائق لا يعني أنك ارتكبت أي خطأ، ولكن هناك العديد من الشركات غير القانونية، والتي أدرجتها الولايات المُتحدة في قائمها السوداء، متورطين في أعمال غير شرعية من تهريب النفط إلى الأسلحة النووية، وسوف يتم إصدار قائمة كاملة تتضمن الشركات والأشخاص التي ورد اسمهم في التسريبات، وسنكتفي بـ”5” شركات الآن:
1- John Bredenkamp, Zimbabwe
ترجع الشركة إلى رجال الأعمال في أفريقيا يدعى “Bredenkamp” واستمرت علاقته مع مكتب “موساك فونسيكا” من 1997 إلى 2009، واتهمته الأمم المتحدة بأن واحدة من شركاته تقوم بتمويل الأسلحة إلى الميليشيات في الكونغو، وتم إدراجه على القائمة السوداء الخاصة بالولايات المتحدة في عام 2008، والتي اتهمته فيها بأنه كان صديقًا لديكتاتور زيمبابوي “روبرت موجابي”، وعلى الرغم من ذلك أنكر رجل الأعمال تلك التصريحات ونجح في إسقاط العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي ضده في عام 2012.
2- DCP Finance, North Korea:
يبدو أن تلك الشركة تبرز بشكل واضح في التسريبات، فتأسست الشركة في 2006، ويُقال أن مؤسسي الشركة ومديريها من كوريا الشمالية ومن عاصمتها “بيونج يانج”، وعلى الرغم من عدم صدور قرار أميركي بوضعها في القائمة السوداء حتى 2013، فقد اتضح للولايات المتحدة أنها تقوم بأنشطة غير قانونية منذ عام 2006، وتضمنت هذه الأنشطة تمويل التجارب النووية التي تُجريها كوريا الشمالية، طبقًا لجريدة “الجارديان” البريطانية.
3- Petropars Ltd., Iran
شركة البترول المملوكة للحكومة الإيرانية والتي تم إصدار عقوبات من الولايات المتحدة الأميركية ضدها في عام 2010، تأسست في عام 1998 تحت إشراف مكتب”موساك فونسيكا”.
وظلت الشركة مملوكة للحكومة الإيرانية رغم اتهام أعضاء مجلس الإدارة في عام 2001 بتهم فساد، حتى اكتشف “جورجان موساك” أن عنوان مكتبه في جزر “فرجينيا” تم إدراجه تحت اسم شركة “Petropars” في القائمة السوداء لوزارة الخزانة الأميركية.
4- Drex Technologies, Syria
يؤكد الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين أن تلك الشركة هي واحدة من الشركات التي يملكها أحد أقارب الرئيس السوري بشار الأسد، وهو رامي مخلوف والذي عاقبته الولايات المتحدة في 2008 بعد أن تلاعب بالنظام القضائي السوري واستخدم مسئولي الاستخبارات السورية لترهيب منافسيه من رجال الأعمال، وتقول الBBC أن مكتب “موساك فونسيكا” استمر في تمثيل شركة مخلوف حتى سبتمبر 2011، كما أن الفرع السويسري لبنك HSBC استمر في تقديم الخدمات المالية له.
5- Pangates International, Syria
وتعتبر شركة “Pangates” التي مقرها الإمارات العربية المتحدة، واحدة من ثلاث شركات تم فرض عقوبات عليها من أميريكا، وذلك لتقديم الوقود المُستخدم في الطائرات التي تقودها حكومة الرئيس السوري بشّار الأسد، لتنفيذ هجمات ضد المدنيين.
وتعد هي شركة فرعية من مجموعة عبد الكريم، وهي مجموعة استثمارية خارج دمشق، وفقا للاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين.
وبالرغم من أن واشنطن فرضت عقوبات على الشركة في يونيو 2014، إلا أن الوثائق المُسربة تُظهر أن مكتب “موساك فونسيكا” استمر في تمثيل الشركة، ولم يقم بالإبلاغ عن الشركة للسلطات السيشيلية حتى أغسطس 2015.
يُشار إلى أن الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين، وهو الجهة التي نشرت هذه المعلومات، بالإضافة إلى أكثر من مائة مؤسسة إخبارية، أمضوا عاماً كاملاً يراجعون أحد عشر مليون وثيقة، سربتها شركة محاماة في بنما، وكانت هذه الشركة قد ساعدت في إنشاء هذه الشركات السرية بقصد نشر القصة.