قارن الكاتب الصحفي، وائل قنديل، بين إعلان موت “سامح سيف اليزل”، وإحياء ذكرى رحيل “عصمت سيف الدولة”، المفكر القومي الراحل قبل عشرين عامًا.
وقال “قنديل”، في مقاله المنشور بـ”العربي الجديد”، المسافة بين مصر في طورها الإنساني العروبي الحضاري الصادق، ومصر في طورها الفاشي المتصهين المتخلف الزائف، هي الفرق بين “سيف الدولة” و”سيف اليزل”، الذي كان حاضرًا ومشاركًا بقوة وحماس شديدين في تغذية وإدارة الهولوكوست الذي يشوي مصر، منذ قرّر عبدالفتاح السيسي الانقضاض على السلطة، بالقوة المسلحة.
وأضاف أن عصمت سيف الدولة ترك منارتين، تسعيان بيننا بالخير والحق والجمال، الأولى: عايدة سيف الدولة، مديرة مركز “النديم” لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب، والثانية: محمد سيف الدولة، الباحث والمثقف القومي المنشغل، منذ عرفته، بفلسطين وعروبتها، ناشطًا لا يهدأ في مناهضة الهمجية الصهيونية.
وأوضح أن عايدة سيف الدولة نوع نادر من الحقوقيين المصريين الذين يدافعون عن الإنسان، بما هو إنسان، وليس إنسان الشلّة والتيار والحزب والأيديولوجيا، وهذا ما أكسبها فرادتها، وجعل حنق عصابات الاستغباء السلطوي عليها مضاعفًا.
وتابع: “في الجهة الأخرى، لا تجد أكثر من الحضّ على الفاشية، والتحريض على المقتلة والتكريس لوطنيةٍ فاسدةٍ ومبتذلة، تجسّدت في وقائع لقاء أشرت إليه، تلفزيونيًا وكتابة، بين سيف اليزل وجنرالات صهاينة سابقين، ومانحي أرز مضاد للثورات، انعقد في العاصمة البريطانية بعد أسابيع من انقلاب السيسي، ونشر تفاصيله موقع الجمهور الإلكتروني، وتمنيت أن ينفي سيف اليزل ما نُشر، لكنه لم يفعل.