طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية، ومقرها نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية، القوات الحكومية العراقية بالسماح بسرعة بدخول المساعدات إلى مدينة الفلوجة، مشددة في الوقت ذاته، على ضرورة سماح مسلحي “تنظيم الدولة” للمدنيين بالخروج من المدينة.
وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “هيومن رايتس ووتش”، جو ستورك، في تصريحات صحفية، اليوم الخميس، إن “سكان الفلوجة يواجهون الجوع بسبب الحصار الذي تفرضه الحكومة و”تنظيم الدولة”، وعلى الأطراف المتحاربة ضمان وصول المساعدات إلى المدنيين”.
وقالت المنظمة في تقريرها، إنها لم تتمكن من الوصول إلى الفلوجة، وصار من الصعب جدًا الحصول على معلومات من السكان المتبقين نظرا لحظر “تنظيم الدولة” استخدام الهواتف المحمولة والإنترنت.
ونقلت المنظمة، عن نشطاء عراقيين على اتصال بعائلاتهم في الفلوجة قولهم، إن “الناس باتوا يتناولون الخبز المصنوع من نوى التمر وحساء العشب، ويُباع ما تبقى من الطعام هناك بأسعار باهظة”.
وقال أحد السكان، بحسب التقرير، إن “كيس 50 كيلوغراما من الطحين يباع بسعر 750 دولارا، وكيس السكر بـ500 دولار، بينما في بغداد، على بعد 70 كيلومترًا شرقًا، تباع نفس الكمية من الدقيق بـ 15 دولارا، والسكر بـ 40 دولارا”.
ونقلت المنظمة عن ثلاثة مسؤولين عراقيين قولهم، إن “القوات الحكومية قطعت طرق الإمدادات إلى المدينة منذ أن استعادت مدينة الرمادي القريبة، عاصمة محافظة الأنبار، أواخر ديسمبر 2015، ومنطقة الجزيرة الصحراوية شمالي الفلوجة في مارس 2016”.
وفي بداية عام 2014م سيطر مسلحو “تنظيم الدولة” بالكامل على المدينة، وكانت القوات الأميركية قد أنهت وجودها بالمدينة في 18 مايو 2008م، وشهدت المدينة هدوءا واستقرارا بعد سيطرة الشرطة العراقية عليها، بعد إخراج مسلحي “القاعدة”، وحسب تصريحات قيادة شرطة الفلوجة فقد عاد “155,000 شخص” من النازحين إلى الفلوجة خلال عامي 2007م-2008م.
يذكر أن الفلوجة كانت أول مدينة وقعت تحت سيطرة التنظيم قبل الهجوم الشاسع الذي شنه التنظيم على مدينة الموصل شمال البلاد والتي احتلها في يونيو 2014 وانهارت على إثرها وحدات الجيش العراقي ليحتل التنظيم بعدها مناطق تلو أخرى تصل مساحتها لثلث مساحة العراق.