يظل حادث قتل 58 سائحًا بالأقصرعام 1997 هو أحد المحطات المهمة في حياة رفاعي أحمد طه، القيادي بالجماعة الإسلامية، وخاصة بعد صدور كتابه “إماطة اللثام عن بعض أحكام ذروة سنام الإسلام” والذى تضمن اعترافًا وتبريرًا لمذبحة الأقصر عام 1997، وقد صدر ضده حكم بالإعدام، لكن تم الإفراج عنه عقب ثورة 25 يناير 2011، ثم اختفى بعد فض اعتصام رابعة وتواترت أنباء عن هروبه إلى تركيا برفقة محمد شوقي الإسلامبولي، وهو الأمر الذى ثبت صحته فيما بعد.
كان رفاعي طه يتولى منصب رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية بالخارج ومسؤول الجناح العسكري بالجماعة، وشارك في تأسيس تنظيم القاعدة، كما ينسب له إصدار البيان الخاص بعملية تفجير المدمرة كول قرب السواحل اليمنية عام 2000.
أهم محطات حياته:
1 – رفاعي أحمد طه من مواليد 1953م ولد بأسوان وانتظم بكلية التجارة في جامعة أسيوط حيث عاصر بزوغ الجماعة الإسلامية في جامعات الوجه القبلي الممتدة من بني سويف وحتي أسيوط وقنا .
2 – وينتمي رفاعي طه للجيل الأول الذي لعب دورا هاما في تأسيس الجماعة الإسلامية المصرية قبل أن تصبح تنظيما، في يناير عام 1980 م وكان أحد الذين شملتهم قرارات 3 سبتمبر عام 1981م التي أصدرها الرئيس الراحل السادات وقضت بالقبض علي 1536 معارضًا من كافة الاتجاهات السياسية المصرية، من أقصي اليمين ألي أقصي اليسار ، وأغلبهم كان من الاسلاميين في هذا الوقت.
رحلته
3 – ظل رفاعي طه هاربا من الملاحقة، حتي وقع حادث اغتيال الرئيس السادات يوم 6 أكتوبر عام 1981م وتم القبض عليه يوم 16 أكتوبر في القاهرة حيث كان يسعي إلي إعادة بناء التنظيم من جديد؛ اتهم رفاعي طه في قضية تنظيم الجهاد الكبرى، وحكم عليه بالسجن 5 سنوات قضاها.
4 – بعد خروجه من السجن تنقل بين عدة دول كان من بينها أفغانستان في فترة الثمانينيات والتي كان للجماعة الإسلامية المصرية معسكا جهاديا هناك.
ويعتقد أن رفاعي تنقل بين عدة دول أوروبية وغربية في إطار دعم وبناء الجماعة الإسلامية المصرية في الخارج ، وكانت السودان أبرز المحطات التي استقر بها لفترة كبيرة في عقد التسعينيات حيث يعتقد أنه التقي هناك العديد من القيادات الإسلامية من العالم كله.
موقفه من المراجعات
5 – حظي رفاعي بمكانة كبيرة بين أعضاء الجماعة الإسلامية لدرجة أنه أصبح رئيسًا لمجلس شوري الجماعة في عقد التسعينيات – وهو الجهة التي تتخذ القرارات، وتضع الخطط والتصورات – لكنه، ومع تصاعد أحداث العنف في مصر حتي بلغت منتهاها عام 1997م ثم إطلاق مبادرة وقف العنف من جانب الجماعة الإسلامية ثم مباركة د .عمر عبد الرحمن أمير الجماعة لهذه المبادرة، ثم إعلان الجماعة الإسلامية للتوقف النهائي عن العمليات العسكرية عام 1999م.
6 – كل هذا فاجأ رفاعي أحمد طه الذي رفض كل هذه المبادرات وتمسك باستخدام القوة والقتال (في مواجهة الأنظمة التي لا تحكم بالشريعة – حسب اعتقاده) وهو ما أدي إلي عزله من رئاسة مجلس شوري الجماعة الإسلامية، واقترابه بقوة من أيمن الظواهري وأسامة بن لادن ، وكان هو الوحيد من الجماعة الإسلامية الذي وافق علي البيان الذي أصدره الظواهري وبن لادن وجماعات إسلامية أخرى، والذي عرف وقتها باسم “بيان قتال اليهود والصليبين والكفار” وذلك عام 1998م وظل رفاعي طه يصدر بيانات صحفية تؤكد موقفه المتمسك بالقوة سبيلا للتغيير، لكن صوته خفت منذ بداية هذه السنة ، وكان اختفاء صوته هذا مثارا لتساؤلات جهات كثيرة ، كما وضع علامات استفهام معقدة، حتي خرجت أنباء لم تتأكد تتحدث عن القبض عليه وتسليمه لمصر أثناء مروره علي سوريا قادما من السودان.
موقفه من مرسي
7 – كان مؤيدًا وداعمًا للدكتور محمد مرسي، ويرى أن الإسلاميين عليهم أن يصطفوا جميعًا خلفه ونصرته، وفي اعتصام رابعة، أعلن أن أي محاولة من الجيش لإقصاء مرسي عن الحكم بالقوة، هي بمثابة تصريح لحمل السلاح من جديد ضد الجيش والشرطة.
8 – هرب طه، عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، إلى مكان لا يعرفه الكثيرون، إلى أن ظهرفي تركيا، وتحديدًا في مدينة اسطنبول، ليقود كتائب أحرار الشام في سوريا.
9 – تتهم وزارة الداخلية المصرية، تنظيم أحرار الشام، بتدريب عناصر وميليشيات مصرية، على الأعمال المسلحة داخل مصر، وأنها تورطت في الفترة الماضية، في تلقى مساعدات وأفراد من جماعة “حازمون”.
رحيله
10 – أكد عاصم عبد الماجد، القيادى بالجماعة الإسلامية، مقتل رفاعى أحمد طه، بعد تعرض سيارته لقصف صاروخى فى سوريا.
وقال عبد الماجد فى تدوينة له عبر حسابه الرسمى بموقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” تعليقًا على خبر مقتل الرفاعي أمس الخميس : “أكتم هذا الخبر بين أضلعى رجاء أن يتم نفيه، يبدو أن بعضهم يؤكده الآن، استشهاد الشيخ رفاعي أحمد طه في سوريا، تعرضت سيارته لقصف بصاروخ جوي، كان فى مهمة لتوحيد النصرة وأحرار الشام”، اللهم ارحمه وتقبله.. وإنا لله وإنا إليه راجعون”.