أكد “هيلاري بن”، العضو البارز في حزب العمال البريطاني، ووزير الخارجية في حكومة الظل، أن سياسة بريطانيا في الحفاظ على علاقات أمنية وتجارية وثيقة مع الأنظمة القمعية مثل النظام السعودي، والمصري تضر بصورة ومصلحة المملكة المتحدة.
وقال الكاتب، في مقال نشرته صحيفة “نيوستيتسمان”: إن صوت بريطانيا في العالم لا يكون فقط مجرد انعكاس لقوة اقتصادها، لكن أيضًا تكون بقيادتها للانحياز للحقوق الأساسية حول العالم، وحقًا فإن تحقيق الرفاهية، والأمن على المدى البعيد، يعتمد على سعينا للتمسك بحماية حقوق الإنسان، والحريات الديمقراطية خارج حدودنا.
وبحسب الكاتب، فإن النهج الذي تتخذه الحكومة البريطانية تجاه السعودية يتسم بالضعف في ظل الإعدامات بالجملة التي تقوم بها المملكة، وعندما يتعلق الأمر بمبيعات الأسلحة فإن وزارة الخارجية البريطانية تتحول إلى مراوغ.
ولفت إلى أنه وفقًا لقانون المملكة المتحدة، فإن الحكومة البريطانية يجب ألا تصدر رخص مبيعات الأسلحة إلى الدول في حال وجود “خطر واضح” لاستخدام هذه الأسلحة في ارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي.
واعتبر عضو حزب العمال البريطاني، أن مصر تحت حكم عبدالفتاح السيسي انحدرت بشكل عميق إلى الحكم الديكتاتوري، فتميزت الثلاث سنوات الماضية بصعود حاد في عدد الاعتقالات العشوائية، وأحكام الإعدام، والإعدامات الفعلية، ونحو ما يقرب من 40.000 معتقل، بما في ذلك مئات من الصحفيين.
ووصف استقبال بريطانيا للسيسي، نوفمبر الماضي، بأنه انقلاب دبلوماسي، وخلال المؤتمر الصحفي في مقر رئاسة الوزراء فشل “ديفيد كاميرون” في الإشارة إلى انتهاكات حقوق الإنسان أو التطور الديمقراطي.
وانتقد الكاتب ما كتبه وزير الخارجية البريطاني في مقال بصحيفة “الإندبندنت” من أن الحكومة البريطانية فضلت التدخل الهادئ من خلف الكواليس والذي قد يكون أكثر فاعلية من “إعطاء الشعوب المحاضرات”، معتبرًا أن مثل هذا النهج يوجد به مشكلتان هما أولًا: هو عدم الدراية بميعاد حدوث نقاش خلف الكواليس، وعدم وجود تدقيق ومعايير لهذا النقاس، وثانيًا هو أنه على الرغم من أن النقاشات الخاصة قد تكون مفيدة فإنها لا يجب أن تكون على حساب النقاشات العلنية التي هي مهمة وضرورية أيضًا.