شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

يا أم ريجني أثبتي !

يا أم ريجني أثبتي !
لعل شكل جوليو ريجني لم يعجب أحد ضباط أو أفراد الشرطة عندما رآه للوهلة الأولى يتسكع في شوارع مصر، وربما ساقه حظه السيئ لدخول إحدى المناطق الأمنية المحظورة المعروفة عند المصريين فقط ويمكن أن يكون قد تسور سياج "سلخانة"
لعل شكل جوليو ريجني لم يعجب أحد ضباط أو أفراد الشرطة عندما رآه للوهلة الأولى يتسكع في شوارع مصر، وربما ساقه حظه السيئ لدخول إحدى المناطق الأمنية المحظورة المعروفة عند المصريين فقط ويمكن أن يكون قد تسور سياج “سلخانة” تنتزع فيها اعترافات المذنبين وغير المذنبين الذين يختلقون قصصا تدينهم بهدف الهروب من جحيم التعذيب.
 
أيا كانت قصة الشاب الإيطالي فلا شك أن دمه قد يفوق في ميزان الواقع دماء الآلاف من بني البشر لمجرد كونه إيطالي ينتمي لحكومة تحترم حق الإنسان في الحياة.
لم تصل أوروبا إلى ما وصلت إليه إلا على سلم من جماجم الملايين من قتلى الصراعات الدينية وتشربت أراضي هذه الدول التي تتحد الآن دماء شعوبها لمئات السنين. ليس الربيع العربي باستثناء فالتاريخ يعيد نفسه وربما تتفوق هذه الدول بعد عقود من الظلام بجهود العقلاء والمفكرين على دول العالم الأول نفسها فالأم العربية لن تعجز عن إنجاب أمثال كانت وهيغل لتسيير دفة “العصور العربية الوسطى”.
 
أحرق البوعزيزي نفسه يائساً من واقعه فسقطت شرارة من جثمانه على نظام احترف القمع والفساد لعقود ولكن اليأس ليس هو الحل فالحريق الذي أتى على البوعزيزي وعربته لم يأت على بقايا الفساد والدولة العميقة. أما الشاب المصري خالد سعيد فقد تحول إلى أيقونة انطلق منها مئات الشباب المصريين ليعلنوا ثورتهم التي أيقظت الشعب من سبات طال ثلاثين سنة، ولكن الفرحة لم تكتمل فقد عاد النظام السابق بشكل أكثر ضراوة ووحشية فخالد سعيد مجرد مواطن مصري لن يتعدى أن يطالب بدمه إلا الآلاف ممن لا يمتلكون أدوات التغيير.
 
لقد أعادت صورة الشاب الإيطالي المقتول جوليو ريجني المشهد المصري لأيام خالد سعيد فأمه خرجت لكي تطالب بالثأر من قتلته ولم تقنعها “حواديت” الداخلية المصرية التي قتلت خمسة من المواطنين من أجل أن يصبح السيناريو أكثر إقناعا، واستنفرت “أم ريجني” الحكومة الإيطالية للبحث عن من يقف خلف مقتل ابنها والآلاف ممن واجهوا مصيراً مشابهاً في فض رابعة ومحمد محمود في وضح النهار وأمام الكاميرات.
 
تحدث السيسي في لقاء له عن “ديات” تدفع لأهالي المقتولين ولكن لا أعتقد أن أم ريجني ستقتنع ولو بملايين الجنيهات -التي لم يعد لها قوة شرائية أصلا- فابنها قتل بعد تعذيب شنيع لن يبرر بواسطة شيخ أزهر ولا “علي جمعة” يتصدى له فطوبى لمن قتل المصريين والرجم “بالطوبة” لمن قتل الإيطالي.
 
أنا كمحب لمصر والمصريين –وليس ماسر والمسريين- أدعو أم ريجني بالثبات في وجه وفد السيسي فصمودها قد ينقذ آلاف المصريين ممن وقع المفتي على أحكام إعدامهم بيد مرتعشة، وربما ينزع الاعتراف من حكم أهلك الحرث والنسل وجفف النيل –مصدر الحياة- في أقل من سنتين، وإن كنت متفائلا فقضية ريجني هي الممسك الوحيد الذي يرفع الغطاء عن القتلة ويسوقهم إلى محكمة العدل الدولية لينالوا جزءا من جزائهم كميلسوفيتش وكاراديتش
تغريدة: العذر الوحيد للمتسبب في قتل ريجني أنه اعتقد أنه مواطن مصري قرر الهرب من السجان بادعائه الانتماء للجنس الطلياني !
 
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023