استطاع الفريق المدريدي أتليتكو مدريد عبور دور الـ 8 من دوري أبطال أوروبا بعد فوزة بثنائية نظيفة مقابل لا شيء على مواطنه برشلونة ليقطع تذكرة العبور إلى نصف نهائي البطولة بهدفي نجم الفريق كريزمان عن طريق رأسية في الدقيقة 36 بعد عرضية مباغتة من سيول وأنهاها بركلة جزاء في الدقيقة 88 بعد لمسة يد واضحة من أنيستا.
أثبت سيميوني أنه مدرب من طراز عالمي بدهائه في الملعب وتكتيكه الرائع الذي استطاع به أن يتغلب على رفقاء ميسي، ويبقي على أسطورة الـ”شامبيونز ليج”، ويبقي على أسطورة التشامبيونز ليج الحية، معلنًا ألا فريق يستحق هذه البطولة لمرتين متتاليتين سواه.
سيميوني دخل المباراة من أول دقيقة بثقة كبيرة جدًا، وبتواجد لاعبيه خلال معظم الشوط الأول في نصف ملعب برشلونة بضغط عالٍ على حامل الكرة بطول الملعب، أتليتكو مدريد كان يتحرك ككتلة واحدة بتنظيم على أعلى مستوى بطريقة 4-4-2، واستغلال قوة أطراف الأتليتي المتمثلة في “سيول” و”كوكي” الذي أزعج البرسا من الجهة اليسرى حتى استطاع سيميوني أن يحقق ما كان يريده من الشوط الأول ويخرج متقدماً بهدف، فبرشلونة لم يقم إلا بتسديدة واحدة فقط على المرمى!
أين ميسي؟
عنوان الشوط الثاني “أين ميسي؟!” لك أن تتخيل أن ميسي لم يدخل منطقة الجزاء طوال الـ 90 دقيقة وكان مختفيا طوال اللقاء، لم نره إلا في تسديدتين فقط، لم تكونا على المرمى أيضًا، ليفشل في القيام بـ 5 تسديدات متتالية منذ عام 2012. أين برشلونة يا سادة؟!
سيميوني نجح بتصحيح أخطاء مباراة الذهاب خاصةَ في الشوط الثاني عندما حصر لاعبو برشلونة لاعبي الأتليتي التسعة في منطقة الجزاء، واستخدم لاعبو الأطراف “داني ألفش”، و”الابا” ودخول “سواريز” و”نيمار” داخل الـ18 حتى “بيكيه” الذي كان يتقدم في العرضيات، لذلك قرر سيميوني إنهاء أزمة الأطراف بإغلاقها، والضغط بلاعبين أو ثلاثة على الأطراف، بالإضافة إلى التمركز المثالي من جانب لاعبي أتليتكو مدريد الذين كانوا يلعبون بخطة 4-5-1، خاصةً بعد تبديل كروسوكو، ونزول الغاني توماس، وقرب المسافات بين الخطوط، وترك الكرة للبرسا ليصل الاستحواذ للبرسا إلى 72% مقابل 28% للأتليتي، و681 تمريره للبرسا مقابل 200 للأتليتي.
حماس لاعبي أتليتكو مدريد وإصرارهم على الفوز ولياقتهم العالية طوال المباراة وأجواء الكالديرون الصاخبة كان لها الأثر الأكبر في صعود الأتليتي اليوم، يجب علينا أن نرفع القبعة لديجو سيميوني الذي استحق التأهل عن جدارة وهذه ليس المرة الأولى له مع برشلونة، من ينسى له اقتلاعه للدوري الإسباني في آخر مباراة في الدوري من فم الأسد في الكامب نو.