شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

خبراء لـ”رصد”: اليمن ممزق بين اختراق الهدنة والرغبة في التسوية

خبراء لـ”رصد”: اليمن ممزق بين اختراق الهدنة والرغبة في التسوية
جاء خرق الهدنة باليمن من آن لآخر ليثير مخاوف من عدم صمود هذه الهدنة رغم تفاؤل البعض بتماسك هذه الهدنة حتى الآن، رغم هذه الخروقات، وتحاول الأمم المتحدة من خلال مبعوثها إسماعيل ولد الشيخ تثبيت وقف إطلاق النار وحث كل الأطراف

جاء خرق الهدنة باليمن من آن لآخر، ليثير مخاوف من عدم صمود هذه الهدنة رغم تفاؤل البعض بتماسك هذه الهدنة حتى الآن رغم هذه الخروقات وتحاول الأمم المتحدة من خلال مبعوثها إسماعيل ولد الشيخ تثبيت وقف إطلاق النار وحث كل الأطراف على الالتزام به حتى يمكن الذهاب إلى مؤتمر الكويت الخاص بالأزمة اليمنية في أجواء تسمح بتسوية سياسية توقف نزيف الحرب هناك وتنهي صراعًا على السلطة ومواجهات بين التحالف العربي والحوثيين وقوات صالح على مدار أكثر من عام دون أن يحسم أي طرف الوضع على الأرض لصالحه ومن ثم بات الاحتكام إلى المفاوضات أمرًا واقعًا قبله الطرفان سواءً بالرضا أو بالإكراه.

وما لبث اتفاق وقف إطلاق النار، بين الجانبين السعودي واليمني، أن يبدأ سريانه حتى تم خرقه بعد ساعات، ليتبادل الطرفان السعودي واليمني الاتهامات، الأمر الذي يهدد بشكل كبير مفاوضات الكويت المرتقبة في 18 من الشهر الجاري؛ حيث كانت الهدنة بمثابة تمهيد واتفاق حسن نوايا بين الطرفين يمهد لإيقاف الحرب نهائيًّا.

وانهارت التفاهمات كافة التي سبقت إعلان وقف إطلاق النار، وأوحت بجدية الطرفين في إجراء مفاوضات سياسية حقيقية، وتصفية النية من أجل الوصول إلى حل سياسي للأزمة المستمرة منذ أكثر من عام؛ حيث جاء خرق الهدنة بهذا الشكل السريع ليوحي بوجود انقسامات، خاصة أن وثيقة وقف النار لم تشمل التنظيمات المتطرفة، مثل القاعدة وداعش؛ حيث يعكس انهيار اتفاق وقف إطلاق النار مشكلة تعدد الولاءات والتوجهات لدى الفصائل المسلحة، خاصة تلك الموالية للتحالف السعودي.

وتواصلت العمليات العسكرية بين الطرفين، لتكون النتيجة في النهاية واحدة، وهي خرق الهدنة والاتفاق؛ حيث قالت مصادر عسكرية موالية للجيش اليمني واللجان الشعبية: إن قوى العدوان على اليمن واصلت قصفها بمحافظة الجوف وصعدة وعمران؛ حيث حلق الطيران السعودي بشكل متواصل في سماء المحافظات، وفي تعز قصفت طائرات التحالف جنوب مدينة ذباب بالقرب من السلسة الجبلية، أما في لحج فقد شن الطيران غارات على المعهد الصحي. في المقابل استمر القصف الحوثي للمدن اليمنية خاصة تعز وبعض المدن القريبة من صنعاء وكذلك مقتل أحد القيادات العسكرية الكبيرة من الجيش اليمني على يد الحوثيين.

وعلق المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، على الخروقات بالقول: “إن وقف إطلاق النار إنجاز، وإن حدوث خروقات يهدد فرص الحل، وأضاف أن هناك التزامًا كاملًا من جميع الأطراف للتوصل إلى حل سلمي، أما الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، فقد دعا جميع الأطراف إلى احترام اتفاق وقف الأعمال القتالية، ورأى المتحدث باسم الأمين العام، استيفان دوجاريك، أن اتفاق وقف الأعمال القتالية يبدو متماسكًا إلى حد كبير”.

وتجري الترتيبات بوتيرة متسارعة في كواليس السياسة وفي الميدان العسكري استعدادًا لوقف إطلاق النار في العاشر من إبريل وفي حال نجاحه فإن مباحثات الكويت في الثامن عشر من الشهر الجاري ستكون تتويجًا لرغبة كل الأطراف اليمنية بوقف حمامات الدم والمأساة الإنسانية التي جعلت أكثر من 80 في المائة من الشعب بحاجة إلى ما يسد الرمق؛ حيث سيتم الإعلان رسميًا برعاية الأمم المتحدة عما تضمنته صيغة الرياض التي تنص على عودة السلطة الشرعية إلى العاصمة صنعاء والاعتراف بالحوثيين مكونًا سياسيًا واجتماعيًا أساسيًا، واعتبار مقررات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والمبادرة الخليجية محددات أسياسية لنصوص الاتفاق.

والتقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الرياض، بمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، لمناقشة جدول عمل المفاوضات التي ستعقد في الكويت الأسبوع المقبل.

وقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إن الشعب اليمني يحتاج اليوم للسلام والوئام الذي يستحقه بعد معاناة طويلة من الخراب، والدمار، والحصار، على أيدي العابثين، في إشارة إلى مفاوضات السلام التي ستبدأ في الكويت، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).

وكشف المبعوث الأممي، ولد الشيخ، عن 5 محاور رئيسية ستركز عليها الجولة الجديدة من المفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الصراع في اليمن، وهي: وقف إطلاق النار والانسحاب من المدن وتسليم السلاح وإعادة مؤسسات الدولة، بالإضافة الى ملف الأسرى والمعتقلين.

على صعيد متصل، صرح المتحدث باسم وفد الحوثيين للتفاوض، محمد عبدالسلام، أن فريقه يعتبر الهدنة خطوة مهمة نحو وقف شامل للحرب الدائرة في اليمن منذ أشهر، واعتبر أن الهدنة يجب أن تسبق أي حوار سياسي حتى يثق الشعب اليمني بجدية المفاوضات ويمنحها الدعم الكامل”.

وأكد “عبدالسلام”، في تصريح صحفي، موافقة فريقه للتفاوض، الذي يضم الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح، على قرارات مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن الحوثيين يرفضون بقاء السلاح خارج إطار الدولة.

وقال يسري العزباوي، الباحث بمركز الأهرام -في تصريحات خاصة لـ”رصد”-: إن أي حرب بين أي طرفين لا بد أن تنتهي بالتسوية في نهاية المطاف والاستثناءات في ذلك قليلة إذا كانت بين دولة وأخرى فما بالك بدولة واحدة وشعب واحد وفي الحالة اليمنية تحديدًا الأمر يحتاج إلى مصالحة سريعة لأسباب عديدة؛ منها معاناة شعب اليمن الكبيرة جراء هذه الحرب ووجود أخطار تهدد اليمن وجيرانها وعلى رأسها القاعدة وحربها هناك، أيضا التدخل الخارجي، خاصة من جانب إيران ودعمها للحوثيين في إطار المشروع اليمني داخل العالم العربي.

وأضاف “العزباوي” أن اجتماع الكويت القادم بين الأطراف اليمنية المتنازعة بإشراف المتحدة يمكن أن يكون فرصة طيبة وجيدة هذه المرة للوصول الي تسوية للمشكلة، خاصة أن هناك اهتمامًا دوليًا بهذه الأزمة، خاصة أن الحوثيين وقوات صالح فقدوا الكثير من قوتهم وتاثيرهم وأن التحالف العربي كان يهدف بالمقام الأول إلى تحطيم هذه القدرات أو الحد منها وأعتقد أنه نجح في ذلك، وفي المقابل فإن الرئيس اليمني هادي منصور يريد أن يعيد لليمن هدوءه حتى يمكن أن تكون هناك فرصة لتنمية الأيمن وتعي الشعب اليمن عن خسائره ومعاناته التي يعيش فيها جراء هذا الصراع من هنا أعتقد أن كل الأطراف بحاجة إلى التسوية، خاصة أن السعودية قائدة التحالف اليمني تريد أن تسيو الأزمة اليمنية لتتفرغ للأزمة السورية.

ورأى إبراهيم العشماوي، المتخصص بالشؤون العربية، في تصريحات صحفية، أن المؤشرات تبدو قوية ومتفائلة هذه المرة على احتمالات النجاح ووقف نزيف الدم اليمني منذ أكثر من عام من خلال ما يظهر من جدية الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح في التعاطي مع وقف القتال من خلال المفاوضات الإنسانية المباشرة مع السعودية للتهدئة وتبادل الأسرى والجثث ووصول الحوثيين وحلفائهم إلى مرحلة الإنهاك والضعف بعد تشديد الحصار عليهم برًا وبحرًا وجوًا، بخلاف الضغوط الدولية والإقليمية لإغلاق الملف اليمنى للتفرغ لخطر داعش والتنظيمات المتطرفة في المنطقة.

وأضاف العشماوي، رغم هذا التفاؤل إلا أن رواسب عدم الثقة بين الحكومة الشرعية والحوثيين وصالح التي أعاقت من قبل التوصل إلى حلول توافقية كفيلة بأن تبدد في أي لحظة الآمال المعقودة على الفرصة الأخيرة المواتية، خاصة في ظل ما يتردد عن شروط إضافية من قبل الحوثيين وصالح بشأن مسودة اتفاق وقف النار وملاحظاتهم المتكررة عليها وطلبهم إعادة النظر فيها. وربما يفسر ذلك التصريحات المتتالية للناطق باسم التحالف العميد أحمد عسيري أو رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد بن دغر والتي تركت الباب مواربًا للحسم العسكري في حال أخفقت مفاوضات الكويت.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023