أتوجه بهذه الكلمات الى اخوانى – فى الحرية والعدالة – الذين فكروا واجتهدوا ، واستخدموا كل وسيلة مشروعة فى انجاح مرشحهم ، فطافوا الشوارع ، ووقفوا على جوانب الطرق ، وقاموا بطرق الأبواب ، واحتماوا الأذى ، وصبروا ، وأنفقوا من قوتهم وقوت أبنائهم ، لينجح المرشح الذى يحمل برنامجا لنهضة البلاد وفق فكرتهم الاسلامية الشاملة الكاملة المتوازنة .
أقول لأخوانى هؤلاء ماقيل لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ، فنحن نفرح لأننا حملنا فكرة الاسلام ، ولأننا لم يكن يدفعنا للعمل لإنجاح مرشحنا هدف دنيوى ، ولاغرض محدود ، بل كنا نهدف الى أن يرضى الله عنا ، ونقدم للشعب برنامجا حرم منه سنين طويلة نريد الاصلاح مااستطعنا ، نحن نفرح لأننا لم نكذب على أحد ، ولم نرم أحد بما ليس فيه ، نحن نفرح لأننا لم نفترى الكذب ، بل كنا نغض الطرف عن المسيئين الينا ، وذلك كله فضل الله علينا ، فبه نفرح منتظرين رضا الله ساعة أن نلقاه .
اخوانى الفضلاء ، مهجة القلب ، وقرة العين ، لابد أن نتذكر الآن ماذا يعنى نجاح الأستاذ الدكتور محمد مرسى كرئيس للبلاد ، لأننا نشأنا فى مناخ سياسى محلى وعالمى له تصوراته عن النجاح ومكتسباته وعوائده ، لسنا ببعد عن أن نقع تحت طائلته ، أو نسير فى دربه ، وإن كان ذلك يتعذر علينا بفضل تربيتنا .
إن نجاح الأستاذ الدكتور محمد مرسى معناه أننا فى حزب الحرية والعدالة قد أصبحنا خدما لشعب مصر ، نتعب ليرتاح ، ونصمت ليتكلم ، واذا تكلم ننصت اليه ، نمسح دمعة المكلوم ، ونقوى الضعيف ، ونمد له حبل الوداد ، لاننام حتى ينام ، ولانشبع حتى يهنأ .
إن نجاح الأستاذ الدكتور محمد مرسى يحتم علينا أن نكون قدوة صالحة ، فى البيت والشارع ، فى المسجد ومحل العمل ، فى الحل والترحال ، فى العسر واليسر ، فى المنشط والمكره ، فى السر والعلن ، نقدم للناس نموذج الفكرة التى ندعوهم اليها ، وهى فكرة الاسلام الشامل الكامل ، التى جعلناها أساسا لبرنامج نهضتنا .
إن نجاح الأستاذ الدكتور محمد مرسى يحتم علينا أن نعفو عن من ظلما ، وأن نعطى من حرمنا ، وأن نواسى من قطعنا ، وأن ننظر الى المستقبل ، نوجه اليه اهتمامنا ، ونشد الناس معنا اليه ، لنصنح مصر الحرية والعدالة والكفاية والريادة .
إن نجاح الأستاذ الدكتور محمد مرسى يحتم علينا أن نخفض للناس الجناح ، كما نخفض لله الرؤوس ، لانشمت فى أحد ولانتكبر عليه ، كما يحتم علينا كذلك ، أن نطوى صفحة الماضى تاركين مافيها لله ، يفعل فيه مايشاء ، عازمين على أن نرص الصفوف ، ونؤلف بين القلوب ، ونحرك المشاعر ، ونوحد القوى تجاه انقاذ بلدنا ، واقامة نهضته ، التضحية خلقنا ، والاخلاص ركننا ، والعمل الدؤب وسيلتنا حتى تبلغ كلمة الله منهاها ، ويومئذ يفرح المصريون بفكرتنا ، ويتمتعون بثمار نهضتنا ، فيحمدون صنيعنا ، ويرضى عنا ربنا .
المصدر: رصد
