نفى مصدر مسؤول في حركة حماس لشبكة “رصد” ما نقل على لسان وزير خارجية الاحتلال الأسبق “أفيغدور ليبرمان” أن إسرائيل تجري مفاوضات مع حماس عبر مصر ومبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط “نيكولاي ملادينوف”. 

ولم يكشف “ليبرمان”، حسب ما نقلت عنه “معاريف” العبرية، مزيدا من التفاصيل، لكنه أشار إلى أن المفاوضات من أجل الحفاظ على الهدوء في غزة، متهما في السياق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأن يتبع سياسات خاطئة مع حماس مكنتها من تطوير قدراتها العسكرية.

وقال المصدر لـ”رصد”: “إن وفد حماس الذي زار مصر مؤخرا لم يناقش ملف الأسرى وما جرى هناك نقاش الملفات ذات العلاقة بين الحركة والقاهرة ورفع الحصار عن غزة”.

وأكد أن حماس لن تقدم أي معلومات عن أسرى الاحتلال ولن تفتح الملف إلا بعد أن يفرج الاحتلال عن أسرى صفقة شاليط الذين أعيد اعتقالهم في الضفة وأن يتعهد بعدم ملاحقتهم.

ويحيي الفلسطينيون هذه الأيام يوم الأسير الفلسطيني؛ حيث يقبع قرابة 7 آلاف أسير وأسيرة في سجون الاحتلال العديد منهم قضوا أكثر من 20 عاما في الأسر وكثير منهم محكوم مدى الحياة.

ويعلق الأسرى وذووهم آمالا كبيرة على الجنود المأسورين في يد القسام، أسوة بزملائهم الذين تحرروا في صفقة شاليط نهاية 2010.

هنية: تحرير الأسرى التزام على المقاومة

وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن حركته “لن يهدأ لها بال حتى ينعم أسرى الشعب الفلسطيني بالحرية والكرامة، كما في صفقة وفاء الأحرار”. 

وأوضح هنية خلال خطبة الجمعة أمام مقر الصليب الأحمر بمدينة غزة، أن أفعال المقاومة تسبق أقوالها؛ وترجمت ذلك الشعار حقيقة واقعية في صفقة وفاء الأحرار، مضيفًا: رسالتنا لأسرانا رسالة ممهورة بالدم والبندقية والنفق، وستكون بالوعد الصادق لهم.

وأكد هنية أن الأسرى هم أمانة في أعناقنا، وتحريرهم التزم على المقاومة وفصائلها، وأن “أي تفريط بذلك؛ إنما تفريط بمبدأ وطني”. 

ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني أمام التزام وطني وديني لتحرير جميع الأسرى، مؤكدًا أن كتائب القسام وفصائل المقاومة التزمت بتحرير جميع الأسرى وإعادتهم من سجون الاحتلال لذويهم، وتابع حديثه “فرحة الأمة يوم تحرير الأسرى في صفقة وفاء الأحرار على أيدي المجاهدين؛ ولكن فرحتنا لن تكتمل إلا بتحرير جميع أسرانا من سجون الاحتلال”.

وذكر “هنية” أن المقاومة وكتائب القسام تضع نصب أعينها، وهي تخوض المعارك مع الاحتلال تحرير الأسرى، مضيفًا: “هذا حدث في جميع المعارك وانتهاءً بالعصف المأكول وما كشفته القسام في هذا الملف.

وشدد على أن عناصر القوة التي تمتلكها المقاومة وفرضتها على الاحتلال للاستجابة لصفقة وفاء الاحرار ما زالت ذات المعادلة.

وتابع كلمته “المفاوض الفلسطيني الحمساوي كانت له كلمته في صفقة وفاء الأحرار وسيمضي على ذات النهج، وسيكون أقوى في أي صفقة مقبلة بحكم التجربة وما حققه في صفقة “شاليط”.

وحيّا هنية جميع الفعاليات الشعبية والسياسية والقانونية وحركات التضامن والجاليات الفلسطينية في أوروبا التي تتفاعل مع قضية الأسرى وحملات التضامن الدولي معهم

وسيط أممي

وكان موقع المصدر الإسرائيلي نقل عن مصادر فلسطينية مطلعة قولها إن المبعوث الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، نقل معلومات من قيادة حركة حماس إلى “إسرائيل” بشأن الإسرائيليين الموجودين بغزة “أبراهام منغستو” وهاشم السيد.

وأوضحت المصادر أن “ملادينوف” استطلع خلال وجوده لعدة أيام في قطاع غزة منذ نحو أسبوعين عن ظروف اعتقال منغستو والسيد وعن ما إذا كانا أحياء وأنهم يتلقون رعاية جيدة من عدمه، وهو الأمر الذي أوضحت حماس بشكل لا لبس فيه أنهما بخير، ولن يفصحا عن مزيد من المعلومات.

المصادر أشارت إلى أن المبعوث الأممي نقل إلى الجهات الرسمية في إسرائيل تلك المعلومات بشأن منغستو والسيد وهي ذات الإشارات الإيجابية التي كان تحدث عنها “نتنياهو” وفقا لما نسب إليه.

وذكرت المصادر أن ملادينوف طلب المعلومات من حماس بناءً على طلب إسرائيلي رسمي بالتدخل لمعرفة مصيرهما، وأن الأمر لا يتعدى ذلك، ولم يكن هدفه الوساطة بين الطرفين لإتمام أي صفقة تبادل، فيما ينفي مكتب نتنياهو هذه الأنباء كما تنفيها حماس.

وكان نتنياهو صرح قبل أسابيع قليلة عن وجود اتصالات بشأن الجنود المفقودين في غزة، بعيدا عن الإعلام، كما تتحدث إسرائيل عن جثث لجنود قتلوا في العدوان الأخير صيف 2014 على غزة خلال اشتباكات مع جنود القسام.

وظهر الناطق باسم القسام في تسجيل مقتضب كذب فيه تصريحات نتنياهو عن وجود اتصالات، وقال إنه يكذب على الجمهور الإسرائيلية لامتصاص الضغوط الداخلية عليه.

وظهرت في خلفية الناطق باسم القسام صورة لأربعة جنود يعتقد أنهم أسرى في غزة دون أن يوضح مصير أحد فيهم.