رأى الكاتب والمحلل الإسرائيلي “تسيفي مازل” في تحليل له نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” أن التقارب المصري الذي تجسد في الزيارة الأخيرة لملك السعودية، والتنازل المصري عن جزيرتي تيران وسنافير يصبان في مصلحة إسرائيل.
استهلّ الكاتب بالإشارة إلى ما ذكره عبدالناصر في الثاني والعشرين من مايو قبيل حرب 67 حيث قال: “خليج العقبة ضمن مياهنا الإقليمية، وتحت أي ظرف لن نسمح للعلم الإسرائيلي بأن يمر من خلاله، ويهدد اليهود بالحرب فأهلاً وسهلاً بهم، فقواتنا المسلحة وكل شعبنا مستعد للحرب، وتحت أي ظرف، لن نتخلى عن أي حق من حقوقنا، هذه المياه هي لنا”.
وتابع الكاتب: “لاحقاً بعد 49 عاما في التاسع من إبريل عام 2016 ، وفي أعقاب اجتماع بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك سلمان في قصر عابدين التاريخي في القاهرة، وهو الاجتماع الذي وافقت السعودية فيه على ضخ القليل من مليارات الدولارات عن طريق اتفاقيات الاستثمار والتجارة، أعلنت القاهرة أنها وافقت على نقل سيطرة الجزيرتين الواقعتين في فم مدخل خليج العقبة إلى السعودية.
واستطرد “مازل”: “أصبحت هذه الجزر والمياه على عكس كلمات عبدالناصر ليست ملكا للمصريين، وفي حال تمرير الاتفاق من قبل البرلمان، وهو إجراء شكلي فإن الجزر التي تقف حارسة لمدخل الممر المائي المؤدي إلى البحر الأحمر، سوف تسيطر عليها السعودية، وهي نفس السعودية التي ما زالت في حال حرب ضد “إسرائيل”، وهي نفسها التي قطعت العلاقات وأوقفت المساعدات لمصر بعد أن قامت بتوقيع معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1987”.
وأوضحت الصحيفة أنه على النقيض مما كان متوقعا فإن المسؤولين اللذين ناقشا الأمر بشكل علني ، وهما وزير الدفاع “موشية يعلون”، ورئيس الدفاع والشئون الخارجية في الكينست “تساحي هنغبي” امتدحا الصفقة ، وقال “تساحي”: “إن السعوديين ملتزمون بحرية ملاحة السفن وفقاً للقانون الدولي”، ويضيف “تساحي”: “كلما زاد ارتباط السعوديين والخليجيين بالدول التي على سلام وعلاقات استراتيجية معنا ونشكل معها جبهة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وحزب الله، وضد كل الأطراف التي تشكل عدوا حقيقيا لنا، فإن ذلك في النهاية سيوحد ولن يضعف”.
وأشار الكاتب إلى تصريح “يعلون” بأن الإتفاقية تم التوصل إليها من قبل أربعة أطراف هم السعودية، ومصر، والولايات المتحدة، و”إسرائيل”، وأن الاتفاق ينص على أن تحل السعودية مكان مصر فيما يتعلق بالملحق العسكري الخاص بالجزر في الاتفاقية، ووفقاً للاتفاقية فإن الجزر تحت السيطرة السعودية ستكون ضمن المنطقة “سي”، وهي المنطقة التي يتواجد بها القوات الدولية والشرطة المدنية فقط.
ورأى الكاتب أن هذا الاتفاق يثير قضية مهمة، وهي أنه إذا كانت السعودية و”إسرائيل” بإمكانهما التوصل إلى تفاهم بشأن مثل هذه القضايا، فإنه ربما يمهد ذلك للتوصل إلى تفاهمات أخرى لقضايا أخرى، وعلى مدر شهور، وحتى سنوات يتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي عن التقاء المصالح بين “إسرائيل”، والعديد من الدول السنية الأخرى، ويلمح إلى المحادثات السرية بين “إسرائيل” والعديد من الدول الأخرى التي ليست على علاقة دبلوماسية معها.
واستطرد الكاتب: “لكن كما تكشف الصفقة عن العلاقة غير المعلنة بين السعودية وإسرائيل، فإنها تكشف عن علاقة السعودية المتنامية مع مصر، وهو ما له تداعيات إيجابية كبيرة لصالح إسرائيل”.
ويقول “إرنان ليرمان” زميل مركز “بيجين- السادات” للدراسات الإستراتيجية إن انتقال الجزر إلى السيادة السعودية هو بشكل واضح جزء من صفقة أكبر لربط البلدين معاً من منظور أن “أي شيء يساعد مصر هو أمر جيد، ومن شأن هذا التحرك أن يساعد مصر على الاستقرار؛ لأنه في المقابل سيحصل الاقتصاد المصري على مليارات الدولارات ، كما أن هذه العلاقة الوثيقة ستجذب مصر بشكل أقرب إلى السعودية في مواجهة إيران، وهو الموقف الأقرب إلى الموقف الإسرائيلي في هذا الشأن.