أثار الكاتب عبدالناصر سلامة، القضية التي تم تناقلها على مدى شهور حول توزيع أو بيع أطنان من أوراك الدجاج في القاهرة والمحافظات بصفة شبه يومية، صالحة أو غير صالحة، متسائلاً: “أين صدور هذا الدجاج المعلن عنه تحديداً؟، هل هناك بعض الدول التي تذهب إليها الصدور، ودول أخرى متخصصة في استيراد الأوراك؟”.
كما أثار -عبر مقال له على “المصري اليوم”- قضية “اكتفاء مصر ذاتيًّا من البيض”، قائلاً: “إذن من الممكن إنتاج دجاج كامل الأعضاء محليًّا دون حاجة إلى استيراد، خاصة إذا كانت الدول المصدرة تحتفظ لنفسها بالصدور، من الممكن الاكتفاء ذاتيا من الدجاج أسوة بالبيض، الأمران متلازمان”.
وأضاف ساخرا: “من حق الأطفال أن تصلهم المعلومة الصحيحة على الطبيعة، وهي أن الدجاجة تتكون من صدور وأوراك، من حقهم أن يدركوا مكونات الدجاجة كاملة، من حق الكبار أن يتعاملوا مع الصدر الذي طالت غربته وغيبته، من حق أفراد الأسرة الاختيار أثناء الطعام، “ورك ولّا صدر” بما لا نفرض عليهم ما يأكلون، مع الأخذ في الاعتبار أن معظم أفراد الأسرة يحبذون الصدر، لذا بدا واضحا أننا نعاقبهم، هكذا تعودنا من مسؤولينا”.
كما تحدث “سلامة” عن “القوانص والكبدة”، قائلا: “في السابق كنا نجدها مع الدجاجة، لا أدري الآن من الذي طمع فيها، أصبحت تُجمع في أكياس لبيعها بمنأى عن هذه أو تلك، كيلو كبد، أو كيلو أوانص”، مضيفا: “أي أن الطفل يمكن أن يشب على الدنيا ويشيب ولا يدرك أن هذه جزء من تلك، أو أن هذه جميعها مكونات الدجاجة”.
وتساءل مستنكرا: “هل هي المدنية أيها السادة التي فعلت بنا ذلك، أم أنه الجشع والطمع، أم أن وزارة تموين المرحلة تبحث عما هو أرخص ثمنا للناس، فأصبحت تستورد ما يستغني عنه الآخرون؟”، مؤكدا ميله إلى الطرح الأخير”.
وأوضح “سلامة”: “فقد يكونون أكثر حاجة في الخارج إلى الصدر لاستغلاله في أكثر من شكل على مائدة الطعام، من فصيل وسلالة البانيهات والمشويات، على خلاف الورك الذي قد تكون استخداماته أقل حرفية، وقد يكون الاستغناء الخارجي عن الأوراك نتيجة ارتفاع نسبة الكوليسترول بها، حسبما أشارت الدراسات في الآونة الأخيرة.
وأكد أن من حق الشعب على حكومته أن تمده بالصدور على مختلف أنواعها، ومن حق الشعب أن يعلم سر هذه السياسة الغذائية والاستيرادية الغريبة”، معربا عن دهشته من أن الناس يتهافتون على سيارات البيع والتوزيع للحصول على الأوراك، ولم يسألوا عن الصدور، “ربما انطلاقا من نظرية عصفور في اليد، ربما كانت أسعار الصدور مضاعفة، لما لها من بريق جذاب، لنتعامل مع ضيق اليد”.