شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

فيصل القاسم: إذا أردت القضاء على ثورة شعبية ألبسها ثوبا إسلاميا

فيصل القاسم: إذا أردت القضاء على ثورة شعبية ألبسها ثوبا إسلاميا
أكد الإعلامي السوري، والمذيع بقناة الجزيرة الفضائية فيصل القاسم، أنّ النظام السوري أول من صوّر المتظاهرين وكل أنواع النشاطات الثورية السلمية، على أنها أعمال إرهابية إسلامية، مشيرًا إلى أنه إذا أردت القضاء على ثورة شعبية

أكد الإعلامي السوري والمذيع بقناة “الجزيرة” الفضائية فيصل القاسم أنّ النظام السوري أول من صوّر المتظاهرين وكل أنواع النشاطات الثورية السلمية، على أنها أعمال إرهابية إسلامية، مشيرًا إلى أنه إذا أردت القضاء على ثورة شعبية ألبسها ثوبا إسلاميا.

وقال القاسم: “لا شك أنكم سمعتم أبواق النظام السوري في الأيام الأولى للثورة، وهي تصور المتظاهرين وكل أنواع النشاطات الثورية السلمية على أنها أعمال إرهابية إسلامية، أول من وصم الثورة السورية بالإرهاب هو إعلام النظام”.

وفي مقاله المنشور على أحد المواقع الإلكترونية، قال: “لم يكن ذلك عبثًا، بل كان بداية لتنفيذ الخطة الموضوعة لشيطنة الثورة وإلباسها ثوبًا إسلاميًا منذ انطلاقتها لتأليب العالم عليها، لا بل إن أجهزة المخابرات السورية دفعت ببعض عملائها إلى ارتداء ثوب ديني في مناطق كثيرة ليخطبوا أمام المتظاهرين، ويدعوا إلى إقامة نظام إسلامي في سوريا”.

وأضاف: “شاهدت بأم عيني أحد رجال الدين وهو يقف على شرفة إحدى البلديات ويصرخ بأعلى صوته أمام المتظاهرين داعيًا إلى أسلمة البلاد، وقد تساءلت في تلك اللحظات قبل حوالي خمس سنوات، كيف تجرأ ذلك الشيخ على ذلك الفعل، دون أن أدري أنه لم يكن شيخًا بقدر ما كان عميلًا للمخابرات، هدفه إلباس الثورة ثوبًا دينيًا يسهّل على النظام وصمه بالإرهاب والتطرف لاحقًا بسهولة فائقة، ودفع الغرب إلى مواجهته بدل التعاطف مع الثورة”.

وتابع: “بعد أسابيع فقط سارع النظام إلى إعلان عفو عام في سوريا، وقد ظن بعض المغفلين وقتها أنه يريد أن يرطب الأجواء مع الشعب الثائر، بينما كان الهدف من العفو ليس إطلاق المساجين والمتظاهرين السلميين، بل إطلاق الإسلاميين المتشددين، وعددهم بعشرات الألوف، بحيث يؤكد النظام لاحقًا نظريته التي أطلقها بأنه لا يواجه ثورة، بل إسلاميين إرهابيين”.

ونقلًا عن بعض المصادر، أكد القاسم أنّه بحسب لبنانيين مقربين من نظام الأسد، فقد ترك النظام الورقة الإسلامية حتى المرحلة الأخيرة، كيف لا وهو ماهر جدًا في التلاعب بها، فقد اعترف اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن القومي، حسب وثائق ويكيليكس، بأن المخابرات السورية كانت قد أخبرت الاستخبارات الأميركية بأنها قادرة على اختراق كل الجماعات الإسلامية وتسييرها حسب المُراد، وبينما كانت الثورة السورية على وشك أن تضع النظام في الزاوية، راح يركز بشكل مكثف على تضخيم الجانب الإسلامي “الإرهابي” بين قوسين في الثورة، وهو بعبع لا يضاهيه أي بعبع آخر في تخويف الداخل والخارج على حد سواء، وبينما كان الجميع يتحدث عن ثورة شعب، كان النظام وحلفاؤه يتحدثون عن جماعات إسلامية إرهابية في سوريا.

وأضاف القاسم: “وعندما وافق النظام على التفاوض مع المعارضين في مؤتمر جنيف الأول، رفض مناقشة أي شيء باستثناء موضوع الإرهاب، وقد قال ممثله في الأمم المتحدة وقتها: إن مشكلة سوريا تتمثل أولًا وأخيرًا في قضية الإرهاب، ولا يمكن حل أي مسألة دون مكافحة الإرهاب أولًا، ومن الواضح أن رسالته بدأت منذ مؤتمر جنيف الأول تصل إلى العالم، وخاصة الغرب، وقد لاحظنا أن الإعلام الغربي بدأ شيئًا فشيئًا ينسى شيئًا اسمه ثورة شعب في سوريا، وراح يتحدث فقط عن جماعات إرهابية، خاصة بعد أن بدأ اسم داعش يلمع بقوة في سوريا والعراق، وقد استفاد النظام السوري كثيرًا من سيطرة داعش على مدينة الرقة في سوريا وعلى الموصل في العراق؛ بحيث أصبحت المهمة أسهل بالنسبة له عندما يريد إقناع العالم بإسلامية الثورة”.

وبعد مرور 5 سنوات على الثورة السورية، أشار القاسم إلى أن النظام نجح في إقناع العالم بإرهابية الثورة، قائلًا: “واليوم بعد أن أنهت الثورة السورية عامها الخامس، نستطيع القول إن النظام نجح نجاحًا باهرًا في إقناع العالم بأنه يواجه إرهابًا إسلاميًا وليس ثورة شعبية، وقد لاحظنا منذ أشهر كيف بدأ الكبار يتحدثون سرًا وعلنًا عن ضرورة إشراك الجيش السوري في عملية مكافحة الإرهاب في المنطقة، متناسين كل ما فعله ذلك الجيش الفاشي بالسوريين”، مضيفًا: “لقد أصبحت الجماعات الإسلامية ممثلة بداعش وغيرها الشغل الشاغل للعالم، بينما غدا النظام السوري شريكًا في مكافحة الإرهاب المزعوم، ولم يعد ينظر الإعلام الغربي إلى الرئيس السوري كمجرم تاريخي، بل كضحية للإرهاب الإسلامي، وراح يصوره شريكًا استراتيجيًا في التصدي للإرهابيين الإسلاميين الذين أخذوا بدورهم يهاجمون العواصم الغربية كباريس وغيرها”.

وتساءل القاسم، لماذا بعد خمس سنوات توجهت أنظار العالم إلى “تنظيم الدولة”، والجماعات الإسلامية الأخرى ونسيت أصل البلاء؟ لماذا يركزون على تنظيمات إسلامية لم تقتل من السوريين بضع مئات، بينما قتل النظام مئات الألوف وهجّر الملايين، ودمر ثلاثة أرباع البلاد؟

وأضاف: “أيها العالم الأعور، فليذهب “تنظيم الدولة” وأخواته في ستين ألف داهية، لكنها ليست أساس المشكلة السورية، فلماذا أصبح بعبع الإسلاميين الشغل الشاغل في وسائل إعلامكم، بينما تتسابق التلفزيونات الغربية على إجراء مقابلات مع بشار الأسد بهدف التلميع والترويج، مع العلم أنه رأس الكارثة في سوريا؟”.

وتابع: “لا نقول أبدًا إن الثورات يجب أن لا ترفع شعارات إسلامية، لا أبدًا، فمعظم الثورات العربية ضد الاستعمار قادها إسلاميون، وقد كانوا على الدوام مقاتلين صناديد أشداء في ساحات الوغى، لكن بعد أن شيطن الإعلام الغربي وحتى العربي كل ما هو إسلامي، فقد أصبحت أسهل طريقة للقضاء على أي ثورة شعبية إلباسها ثوبًا إسلاميًا، ما على الطواغيت إلا أن يربطوا أي حركة شعبية بالإسلام والإسلاميين، فيهرع العالم الحقير أجمع إلى مساعدتهم في القضاء عليها، حتى لو كانت مشروعة مائة بالمائة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023