نددت نقابة الصحفيين بعمليات القبض العشوائي التي طالت الصحفيين، دون سند من قانون، وترويع ذويهم، مطالبة أجهزة الأمن بالتحقيق الجاد والفوري في تلك العمليات.
وكانت قوات الأمن، قد شنت حملة اعتقالات، فجر الجمعة الماضية ، في القاهرة و عددٍ من المحافظات، مستهدفة الشباب الرافض لتنازل السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.
وقالت النقابة، في بيانٍ لها، أمس السبت: “وما جرى مع الزملاء خلال الفترة الأخيرة يستوجب وقفة جادة وحاسمة لوقف الانتهاكات بحق المصريين عمومًا، وفي القلب منهم الصحفيون، فعودة الدولة الأمنية وإطلاق يد الأجهزة في التعامل مع أصحاب الرأي المختلف سيدفع ثمنه الوطن بكامله”.
وأضافت: “نطالب أجهزة الأمن بالتحقيق الجاد والفوري في واقعتي القبض العشوائي على زملاء صحفيين من على أحد المقاهي، ومداهمة منزلي الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا فجرًا، والكشف العاجل عن الأسباب الحقيقية لما تمَّ مع الزملاء، فلن يكون مقبولاً بأي حالٍ من الأحوال أن يتم ترويع الصحفيين، وذويهم بسبب ممارستهم لمهنتهم”.
وأشارت النقابة الى أن تقدُّم الوطن لن يكون بعودة سياسات القمع والترهيب، ولكن بإطلاق الحريات العامة، وفتح المجال أمام أصحاب الآراء المخالفة للتعبير عنها بكل حرية، وليس بمصادرة هذه الآراء أو ترهيب أصحابها.
وتابعت “سياسات الخوف لن تصنع أمنًا، وعودة القمع لن يبني وطنًا، ولا مستقبل لنظام لا يستمع لمعارضيه ويحقق في التجاوزات التي يتم ارتكابها”.
وأكملت بحسب البيان: “نتمسك بأن تكون النقابة دومًا قلعةً للحريات وملاذًا آمنًا لكل صاحب حق للمطالبة به وللمواطنين للتعبير عن شكواهم وهمومهم ونقلها للمسؤولين، ومن منطلق هذا الدور لا يمكن أن نقبل بأي حالٍ أن يدفع أعضاء النقابة ثمن ممارستهم لدورهم في التعبير عن هموم الوطن والمواطنين في إطار من الحرية المسؤولة، ونهيب بالزملاء الصحفيين التزام الحيطة والحذر أثناء تغطيتهم للأحداث في أماكن التجمعات العامة والشوارع”.
وجدَّدت النقابة مطالبها المتكررة بالإفراج عن الصحفيين المحبوسين في قضايا الرأي والنشر، ووقف الانتهاكات بحق أعضائها، وآخرها ما جرى خلال تغطيتهم لوقائع محاكمة متظاهري “جمعة الأرض”، وإطلاق يد البلطجية في الاعتداء عليهم، تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية، مشدِّدةً على أنَّ الحرية ليست مطلبًا شعبيًّا فقط، مهمتها الدفاع عنه ولكنها بالنسبة لنقابة الصحفيين قضية مهنية، مؤكِّدةً أنَّه لا صحافة بدون حرية ولا مستقبل لمن يهدرها.