شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

محلل إسرائيلي: بعد تراجع شعبيته.. السيسي يحارب من أجل البقاء

محلل إسرائيلي: بعد تراجع شعبيته.. السيسي يحارب من أجل البقاء
رأى الكاتب والمحلل الإسرائيلي "جاكوس نريا" أن حملة السيسي الشرسة ضد أي صوت معارض له في الآونة الأخيرة خاصة بعد تنازله عن الجزيرتين للسعودية يرجع إلى رغبته الشديدة في الدفاع عن نظامه.

رأى الكاتب والمحلل الإسرائيلي “جاكوس نريا” أن حملة السيسي الشرسة ضد أي صوت معارض له في الآونة الأخيرة، خاصةً بعد تنازله عن الجزيرتين للسعودية يرجع إلى رغبته الشديدة في الدفاع عن نظامه.

وقال الكاتب، الذي عمل مستشارا لرئيس الوزراء الأسبق “إسحاق رابين”، في مقال له نشر اليوم، إن الأمور تتجه للأسوأ بالنسبة لعبدالفتاح السيسي الذي يعاني خلال الأشهور الأخيرة من تدهور شديد في الشعبية، والانتقاد العلني، فالأحداث الأخيرة أشعلت هجوما لم يسبق له مثيل ضد حكم السيسي، وتمثلت هذه القرارات في التنازل عن جزيرتي “تيران” و”صنافير” المتحكمتين في مدخل خليج العقبة للمملكة العربية السعودية، وتصاعد الشكوك حول السلوك المصري إزاء مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني.

وأوضح الكاتب أن التفسير الرسمي للتنازل عن الجزيرتين للسعودية لم يرض المصريين، مشيرا إلى ردود الفعل الغاضبة لدرجة معارضة الشخصيات المؤيدة للنظام أمثال أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة صحيفة الأهرام، وكذلك مقدم البرامج جابر القرموطي.

ورأى الكاتب أن قرار السيسي بالتنازل عن الجزيرتين أصبح أداة في يد المعارضة لكشف الأخطاء الأخرى له منذ توليه الحكم، فخصمه المرير أحمد شفيق المقيم في الإمارات أشار إلى فشل السيسي في إدارة ملف السياسة الخارجية للبلاد، والذي تمثل في عدم إيقاف بناء سد النهضة، وتدهو العلاقة مع إيطاليا، لكن في النهاية نشر شفيق تصحيحا للبيان -في الغالب تحت ضغط سعودي- مبررا فيه تنازل مصر عن الجزيرتين.

ورأى الكاتب أن حرص السيسي على عدم وجود انتقادات لحكمه ترجع إلى استمرار معركته ضد  الإخوان المسلمين، والسلفيين، والجهاديين، وفشله في حل مشكلة المصريين الموجودين في ليبيا، ومطالبة السودان بمنطقتي حلايب وشلاتين، والانطباع السائد بأن مصر تابع للسياسات السعودية بشكل مطلق، وكذلك الفشل في التعامل مع حادث إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء، ومقتل الطالب الإيطالي في القاهرة، وفشل المساعدات الخليجية الضخمة في حل المشكلة الاقتصادية لمصر.

وأضاف الكاتب أن السيسي فقد الكثير من سحره، فهو لم يعد معصوما من الانتقاد، ولم يعد الطفل المدلل، والساحر ذا العصا السحرية، والرجل الذي طبعت صوره على علب الحلوى، ولم يعد يقارن بعبدالناصر مثلما كان يحدث في بداية حملته الانتخابية ، وأصبح انتقاد حكمه أمرا شائعا اليوم.

واستطرد الكاتب: “رد فعل السيسي على الانتقادات الموجهة له يظهر أنها أثرت عليه بشكل كبير، فأصبح  غير متسامح مع أي انتقاد لدرجة أنه خلال أحد خطاباته الأخيرة منع الجمهور من إلقاء أسئلة، مدعيا أنه هو الوحيد المسموح له بالحديث، وهو ما أثار سخرية المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي.

ورأى الكاتب أن السيسي مدرك أن القرار غير الحكيم بالتنازل عن الجزر سيتم استغلاله من قبل جماعة الإخوان المسلمين، والمعارضة الليبرالية لإدانة نظامه وإجباره على التنحي؛ فمنذ الإعلان عن القرار ألقي القبض على المئات من الليبراليين، والإخوان المسلمين، وبالرغم من ذلك فإن الاحتجاجات اندلعت في مناطق مختلفة في مصر، لكن من المبكر القول إنها ستزداد إلى الحد الذي يصعب السيطرة عليه.

وختم الكاتب بالقول: “من بين كل القرارات التي اتخذها السيسي خلال العامين الماضيين فإن القرار  بالتنازل عن الجزيرتين للسعودية سيكون له نتائج مباشرة على النظام نفسه، وهناك عبارة واحدة يمكن وصف سلوك النظام المصري بها، وهي أن النظام  يحارب بلا هوادة من أجل بقائه”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023