شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

في ذكرى تحريرها.. سيناء آمنة للإسرائيليين دون المصريين

في ذكرى تحريرها.. سيناء آمنة للإسرائيليين دون المصريين
ما عادت سيناء أرض الفيروز والبطولات فقط؛ لأنها أصبحت مسكونة بالهم وغارقة في الدم. حين انقطع التيار الكهربائي لمدة 13 ساعة عن منطقة التجمع الخامس بأطراف القاهرة، خصصت إحدى القنوات التلفزيونية في اليوم نفسه حلقة نقاشية...

ما عادت سيناء أرض الفيروز والبطولات فقط؛ لأنها أصبحت مسكونة بالهم وغارقة في الدم.. حين انقطع التيار الكهربائي لمدة 13 ساعة عن منطقة التجمع الخامس بأطراف القاهرة، خصصت إحدى القنوات التليفزيونية في اليوم نفسه حلقة نقاشية حول الموضوع شرحت أبعاده وحذرت من تداعياته، وهو ما أثار انتباه ودهشة أهالي شمال سيناء؛ لأن الكهرباء ومياه الشرب مقطوعة منذ 30 عامًا عن رفح والشيخ زويد، ولم يحرك ذلك شيئًا لدى أهل القاهرة أو منابرها الإعلامية.

هذه بداية مقال للكاتب المصري فهمي هويدي تحت عنوان “أسئلة سيناء الحائرة والموجعة” يسلط الضوء على هذه البقعة المصرية المنسية، والتي لم تعد آمنة لسكانها الأصليين، بينما هي برد وسلام على الغرباء الإسرائيليين.

كشف موقع المصدر الإسرائيلي المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية، أن مئات الإسرائيليين اختاروا أن يقضوا أيام عيد الفصح على شواطئ سيناء المصرية الذهبية، على الرغم من التحذيرات المُتكررة الابتعاد عن شبه جزيرة سيناء.

ويشير الموقع إلى أن شواطئ سيناء، التي خلت من السياح الإسرائيليين، خلال السنوات الأخيرة، تبدو في الأيام الأخيرة كما لم تبدو منذ 7 سنوات.

وتراجع عدد السياح الإسرائيليين في سيناء عقب عملية التفجير التي استهدفتهم في فندق طابا قبل 12 عامًا، ليصل إلى بضع عشرات من السياح فقط.

ويؤكد الموقع الإسرائيلي أن الإسرائيليين بدءوا يشعرون هذا العام بالاطمئنان أكثر ولذلك يعودون تدريجيًا إلى شواطئ سيناء.

يعترف معظم السياح الإسرائيلي حسب الموقع، بشوقهم إلى المشهد الذي يدمج بين الصحراء والبحر، الهدوء والموسيقى والأكواخ البسيطة الموزعة على خط المياه الزرقاء.

هذا المشهد المريح الهادئ الآمن، لا يشعر به السيناوي ابن البلد الأصلي، فهو لا يجد إلا القهر والقتل، في حين يتمتع أعداؤه بخيرات بلاده.

سيناء في دائرة الاشتباه

ويشير “هويدي”، في مقاله، إلى أن سيناء لا يتناولها الإعلام المصري إلا في دائرة الاشتباه وأصبحت تقدم في وسائل الإعلام بأنها جبهة قتال ووكر كبير للإرهابيين لا يذكر إلا على لسان المتحدث العسكري بين حين وآخر، أما بقية مسؤولي الدولة فلا يذكرونها إلا في ذكرى تحرير سيناء التي تحل في 25 إبريل من كل عام.

ويطرح الكاتب المصري بعض الأسئلة المتراكمة، في مقدمتها ما يلي: هل تم تحرير سيناء حقًا، أم أنها تحررت من الاحتلال الإسرائيلي ثم احتلها الإرهابيون بعد ذلك؟ وهل تم تقييم حملة مكافحة الإرهاب وتحديد نجاحاتها وإخفاقاتها؟ ولماذا استمرت العمليات الإرهابية طوال السنوات الثلاث الماضية من دون أن تنجح عملية القضاء على الإرهاب في سيناء؟ وهل تتحول الاشتباكات المستمرة هناك إلى حرب لاستنزاف الجيش والشرطة؟ ومن هم هؤلاء الإرهابيون، وهل جاءوا من سيناء أم من خارجها وما مصادر تسليحهم؟ ثم كيف تسير حياة المجتمع السيناوي الذي أصبح ضحية الحرب الدائرة، حين تكالبت عليه ضغوط الإجراءات الأمنية وقبضة الجماعات الإرهابية؟

في محاولة الرد على التساؤلات، يزعم الكاتب أن السؤال الأول مسكون بالمبالغة، فلا تحرير سيناء من الاحتلال كان كاملًا ولا بسط الإرهابيون سيطرتهم عليها. ذلك أن المادة الرابعة من معاهدة السلام قيّدت من سيطرة مصر على سيناء، بعد تقسيمها إلى أربع مناطق “أ وب وج ود” وتركز الوجود العسكري المصري في المنطقة «أ» المحاذية لقناة السويس، ولكنه يضعف في العدد والعدة في الوسط وبدرجة أكبر بمحاذاة الحدود مع إسرائيل. من ناحية ثانية، فإن العمليات الإرهابية تتركز في شمال سيناء فقط، بوجه أخص في شريط بطول 50 كيلو مترًا يضم العريش والشيخ زويد ورفح، الذي يضم الكتلة الكبرى من السكان “نحو 300 ألف نسمة”، أما وسط سيناء وجنوبها فهي مناطق مؤّمنة ولا عمليات إرهابية فيها.

واقتبس “هويدي” جملة من تقرير لصحيفة “المصري اليوم” تلخص أحوال المواطنين العاديين في سيناء بذكرى تحريرها، وردت على لسان رجل ستيني اسمه سلمان أبو عبيد؛ حيث قال: “تستطيع أن تقول إننا ميتون إلا ربعًا”.

ووصف “هويدي” حال أهل سيناء مع استمرار عمليات القصف العشوائي والاشتباكات المتكررة مع المسلحين هناك بالقول إن أهل شمال سيناء صاروا بين مهجرين أجبروا على ترك دورهم في رفح، أو نازحين دمرت بيوتهم وزراعاتهم جراء قصف الغارات فهاموا في العراء يبحثون عن ملاذ، أو معذبين حبسوا في دورهم بلا مياه أو كهرباء أو اتصالات من أي نوع، احتياجاتهم المعيشية عند حدود الكفاف، وموت المريض عندهم أرحم من عذاب الوصول إلى مستشفى والتعرض للاحتجاز والتحقيق عند الكمائن وأمام نقاط التفتيش، ناهيك عن ان المجتمع أصبح يعاني من البطالة، فلا زراعة ولا تجارة ولا رعي للأغنام. وحدهم موظفو الحكومة ضمنوا رواتبهم، وفي كل الأحوال، فإن من يغامر بالخروج من بيته لقضاء أي مصلحة لم يعد واثقًا أنه سيعود إلى بيته حيًا.

وختم مقاله بالقول: “هي مشكلة أن يكون المرء إرهابيًا في سيناء، ومشكلة ألا يكون كذلك”.

لا أمل

ورأى “تسفي برئيل” المحلل الإسرائيلي للشؤون العربية، في مقال له، أن سكان سيناء لا يمكن أن يتوقعوا تحسن أحوالهم الاقتصادية، حتى في المستقبل المنظور، مع استمرار الحرب التي يشنها الجيش المصري على التنظيمات الإرهابية، ما يحول سيناء إلى منطقة طاردة للاستثمارات الأجنبية.

وتوقع “برئيل”، في مقال على موقع “ذا ماركر” الملحق الاقتصادي لصحيفة “هآرتس”، أن تبقى خطط تنمية سيناء حبرًا على ورق، لا سيما مع تزايد الضغوط الاقتصادية على نظام السيسي الذي باتت خزائنه خاوية، وانهيار قيمة الجنيه مقابل الدولار، فضلًا عن البيروقراطية المهولة. على حد وصف الكاتب.

ويؤكد مسافرون فلسطينيون قدموا غزة عبر معبر رفح خلال فترات فتحه المحدودة، أن عينك لا تقع إلا على دمار وخراب للبيوت على طول الطريق الواصل من العريش إلى رفح، فيما تملأ الحواجز العسكرية الطريق الرئيسي وفي أحيان كثيرة يضطر السائقون إلى سلك طرق رملية التفافية، من صنيع الجيش المصري، لإبعاد حركة السيارات عن المواقع العسكرية الرئيسية خوفًا من استهدافها من قبل مسلحين.

وفي رفح الفلسطينية على الجانب الآخر، تسمع على الدوام أصوات تفجيرات وإطلاق النار من العيارات الثقيلة خاصة في الليل ومع ساعات الصباح الأولى، فيما تبدو مشاهد الدمار على جانبي الحدود واضحة للعيان.

وأقدم الجيش المصري بعد انقلاب 3 يوليو على هدم جميع المنازل المحاذية لحدود قطاع غزة البالغة 14 كيلو مترًا وتشريد ساكنيها، ضمن مخطط مدعوم أميركيًا وإسرائيلية لمحاربة الأنفاق الحدودية مع غزة وتشديد الحصار.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023