قال الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن المقال الذي كتبته الدكتورة هدى عبدالناصر، ونشرته بصحيفة “الأهرام” عدد اليوم الثلاثاء، وعنوانه المثير للجدل هو: “لنكن حقانيين.. تيران وصنافير سعوديتان” هو مقال مهلهل تختلط فيه نصوص الوثيقة أحيانًا بفهم الدكتورة هدى عبدالناصر.
وأضاف، في مقاله المنشور بموقع “البديل”، أن من ضمن الوثائق التي قدمتها هدى، الوثيقة المزعومة والمؤرخة 20 مايو 1967، لكنها لم تقتنص منها نصًا واحدًا يقول بملكية المملكة العربية السعودية لأي من الجزيرتين، ولا هي وجدت في الوثيقة نصًا واحدًا يتحدث عن أن مصر قد “استأذنت” في احتلالهما من أحد، أو عن أن المملكة العربية السعودية قد “طلبت” من مصر الدفاع عنهما، ولا هي أشارت الوثيقة لأية اتفاقيات مكتوبة بين المملكة المصرية والمملكة العربية السعودية سنة 1950 بشأن الجزيرتين أو بشأن المضايق.
وتابع: “إن الوثيقة التي اعتبرتها الدكتورة هدى عبدالناصر حجة على القائلين بمصرية الجزيرتين تقول بشكل صريح إن الحكومة المصرية قد “أمرت” باحتلال الجزيرتين في أعقاب احتلال القوات الإسرائيلية لأم الرشراش، ورفض لجنة الهدنة للشكوى المصرية بحجة أن القوات المسلحة المصرية لم تكن تحتل أم الرشراش قبل احتلال القوات الإسرائيلية لها!.
وأكد “أن ما أقدمت عليه مصر وقتها كان -كما هو واضح من نص الوثائق- عملًا من أعمال السيادة، ومارست بشأنه الحكومة المصرية لغة “الأمر” لا لغة “الاستئذان” ولا لغة “الاستجابة لطلب الشقيق السعودي”، ومع ذلك، فقد قفزت الدكتورة هدى عبدالناصر على هذه الحقائق لتصل إلى استنتاجها المجاني.. قالت هدى عبدالناصر: “يتضح بالأدلة أن ملكية جزيرتي تيران وصنافير هي للمملكة العربية السعودية، ومصر هي التي قامت بالدفاع عنهما بعد قيام دولة إسرائيل في 15 مايو 1948، وتهديدها للجزيرتين”.
واستطرد: “أنه بعد استنتاجها المجاني هذا باستجداء لا يليق بها ولا بنا تقول فيه: “أعتقد أن الشعب المصري في حاجة إلى إيماءة معنوية من جانب الملك سلمان؛ لقاء الدماء التي بذلت من جانب المصريين في سبيل المحافظة على هذه الأرض العربية، وإلا لكان الإسرائيليون احتلوها وصمموا على الاحتفاظ بها، كما يحدث الآن بالنسبة للجولان السورية”.
وتساءل “حسني”: “إذا كان الرئيس عبدالناصر قد فهم من المذكرة المزعومة ما فهمته هي من أن الجزيرتين سعوديتان، فلماذا إذن تحدث في مؤتمره الصحفي الذي عقده بعد استلامه المذكرة بساعات عن أن تيران مصرية؟.
وختم: “من المعروف لكل من عاصروا هذه الفترة أن الرئيس عبدالناصر قد برر إغلاقه المضايق -في حديث مذاع له- بأن كثيرًا من القادة العرب كانوا يعايرونه بأنه يسمح بعبور السفن الإسرائيلية في المياه الإقليمية المصرية، ومن ثم فإن إغلاقه المضايق وإنهاءه لمهمة المراقبين الدوليين، إنما أنهى آخر مظاهر نقص السيادة المصرية التي تسببت فيها حرب 1956؛ فلماذا إذن لم يتخلص عبدالناصر من حرجه في مواجهة القادة العرب الذين عايروه”.