خرج أمس الإثنين الآلاف من الرافضين لبيع جزيرتي تيران وصنافير للملكة العربية السعودية خلال زيارة الملك سلمان الأخيرة إلى مصر، قابلتها قوات الأمن بقمع أدى إلى اعتقال 233 متظاهرًا بينهم عشرات الصحفيين، بينما فُتحت ميادين القاهرة للمحتفلين بعيد تحرير سيناء، حيث رفع خلالها المحتفلون أعلام السعودية في سابقة هي الأولى بذكرى التحرير، بحسب محللين.
ورأى عدد من السياسين أنه رغم الاعتقالات التي تمت أمس وإطلاق الرصاص والخرطوش على المتظاهرين فإن المتظاهرين حصلوا على 10 مكاسب في عيد تحرير سيناء.
قال محمد سيف الدولة، الباحث المتخصص في الشأن القومى العربي: إن تظاهرات 25 أبريل كان لها العديد من المكاسب ونجاحها بشرط أساسي، وهو استكمال ما بدأه الثوار على الأرض خلال يومي 15 و25 أبريل.
وعدد سيف الدولة في تصريح خاص لـ”رصد” مكاسب الثوار فيما يلي:
1 – نجحت التظاهرات في كسر الخوف، وتوحيد الصفوف بين الجميع حول قضية وطنية مقدسة، بصرف النظر عن المرجعيات الفكرية أو الانتماءات والمواقف السياسية، كانت الحشود خارج معادلة الاستقطاب المدمر الذي بدأت جرثومته مع استفتاء ١٩ مارس ٢٠١١.
2 – نجحت في إسقاط روايات وشعارات السيسي ونظامه، التي يحكمون بها مصر منذ ٣ سنوات، بأنهم يحمون الدولة من الانهيار، فإذ بهم هم الذين يفرطون في أراضي الدولة، وأن الحرية والديمقراطية والتظاهر فوضى، فإذا بالناس تدرك أن الحرية بكل أنواعها هي الطريق الوحيد للدفاع عن الدولة.
3 – أسقطت مظاهرات ٢٥ أبريل رواية النظام التي يرددها ويتذرع بها ليحكمنا ويكبلنا، من أن رقبة الإخوان هي المستهدفة، وأنه موجود لحماية مصر من شرهم، فإذا يتأكد للجميع أن رقبة ثورة وثوار يناير هي المستهدفة، وأن الإخوان ليسوا سوى ذريعة وغطاء لتبرير الاستبداد والقبضة البوليسية، وأن الجميع مستهدف، وأنه لا مكان في نظامه لمعارضة سياسية.
4 – كما أنها كشفت الأسطورة المزيفة لشعبية السيسي، وقدمت للناس الوجوه الحقيقية التي تدعمه من بضعة أفراد أو عشرات من المأجورين والمخبرين من الدرجة العاشرة التي رقصت له على سلالم نقابة الصحفيين وميدان طلعت حرب، فلم يستطع رغم كل عطاياه أن يحشد نخبته من المثقفين المنافقين، الذين رغم كل نفاقهم لم يجرؤوا على أن يظهروا أو يتصدروا مشهد بيع تيران وصنافير للسعودية.
5 – أكدت حقيقة أنه موجود وباق فقط في حماية قوات الأمن، وأنه لولاها لامتلأت الميادين بمئات الآلاف إن لم يكن بالملايين.
6 – نجحت في الثأر للكرامة المصرية، فلقد ظهر للجميع وللرأي العام المصري والعربي والعالمي أن غالبية شعب مصر وشبابه ومثقفيه ترفض صفقة بيع تيران وصنافير.
7 – أضافت قضية تيران وصنافير حقيقة جديدة ووعيا جديدا، يجب أن نتوقف عنده جميعا ونستوعبه جيدا، وهو أن القضايا الوطنية هي الأقدر دائما على تجميع الناس وتوحيدهم، كما أن الشباب قد فاجأ الجميع بقدرته على الحركة والمناورة في مواجهة حشود وحصار قوات الأمن، يختفي من هذا الميدان ليظهر مجددا في هذا الشارع وهكذا، ولا شك أنه اكتسب خبرات ومهارات جديدة ستضيف إلى رصيده الطويل الذي تراكم منذ ثورة يناير.
8 – عدالة القضية ووطنيتها، أجبرت السلطة على الامتناع عن قتل المتظاهرين، كما اعتادت أن تفعل منذ مذبحة الحرس الجمهوري.
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور أحمد نصار إن “أهم مكاسب مظاهرات 25 أبريل جاءت في نقطتين:
أولاهما: “أنها أكدت أن رغبة الجيش في خروجه من معادلة قمع الثوار في الشوارع، ليس رأفة ورحمة منهم، ولا وطنية تفجرت فيهم فجأة، ولكن حتى لا يظهر الأمر وكأن السيسي باع الأرض، فنزل شباب وبنات طاهرون يعترضون على ذلك، فقمعهم الجيش وقتلهم واعتقلهم، وهو المنوط به أصلا حماية الأرض”.
وتابع: إن “أهم دروس 25 أبريل أن نحشد بقوة قريبا قبل أن تهدأ قضية تيران وصنافير ويزول السبب الذي قد يجعل من تدخل الجيش في المشهد محرجا”.
واختتم: “أن تقوم الحركة بنشر بيان الإخوان على صفحتها فهذا يعني أن خطاب الحركة الإعلامي قد تغير، وأنهم أيقنوا ألا حركة في الشارع بدون الإخوان، دون أن يتنازل الإخوان عن ثوابتهم المتمثلة في عودة الشرعية”.