انتقد الكاتب الصحفي، أسامة غريب، وجود وثائق سرية تخص الدولة المصرية لدى ورثة جمال عبدالناصر، وعند بعض رجاله، وقال -معلقًا على تصريحات هدى عبدالناصر حول جزيرتي تيران وصنافير-: “إنه في يوم الثلاثاء 12 إبريل 2016 قامت السيدة هدى عبدالناصر بعمل مداخلة تليفزيونية لبرنامج “هنا العاصمة” بقناة “سي بي سي” قالت فيها إنها كانت رافضة التعليق على موضوع جزيرتي تيران وصنافير، لكن ما جعلها تتحدث هو كلام أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، عندما قال إن حديث الرئيس جمال عبدالناصر عن مصرية الجزيرتين كان حديثًا مجازيًا، وأكدت هدى عبدالناصر أن تصريحات والدها لم تكن مجازية، وإنما هي تصريحات حقيقية، تؤكد بلا مواربة أن الجزيرتين مصريتان”.
وأضاف “غريب” -في مقاله بـ”المصري اليوم”- أن الغريب أن الأستاذة نفسها عادت، مساء الأحد 24 إبريل، في مداخلة بالبرنامج نفسه، وأكدت أنها عثرت على وثيقة تم إرسالها من وزارة الخارجية لوالدها الرئيس عبدالناصر تؤكد أن الجزيرتين سعوديتان، وأضافت أن تصنيف هذه الرسالة هو “سري جدًا” وقد تم إرسالها للرئيس لأخذ قراره بشأن مضيق تيران.
وتابع: لن أتحدث هنا عن حكاية تغيير الأقوال التي أصبحت عدوَى منتشرة بين الجميع هذه الأيام، ومنها تصريح اللواء عبدالمنعم سعيد الذي ظهر في التليفزيون وأكد أن الجزيرتين مصريتان مائة في المائة، وحكى للمشاهدين فصولًا من المعارك التي سالت فيها دماء المصريين، وكيف أنه شخصيًا خدم هناك في منتصف الخمسينيات، ثم عاد بعد ساعات في برنامج آخر وقال إن الجزيرتين مملوكتان للسعودية وليس لمصر!.. لن أتحدث كذلك عن السيد أحمد شفيق الذي طرح خمسة أسئلة قال إن على مصر أن تجيب عنها في شأن الموضوع نفسه هي: أين ومتى وكيف وماذا ولماذا؟ وكلها أسئلة تعني اندهاشه من أن تؤول الجزيرتان للسعودية بهذا الشكل، ثم سرعان ما تراجع عن تساؤله وجنح إلى اليقين بأن تيران سعودية ومثلها صنافير!.
وأردف: لن أتحدث عن شيء من ذلك بالنسبة للسيدة هدى عبدالناصر، ولكني فقط أود أن أفهم كيف يمكن لرسالة مصنفة سري جدًا مبعوثة من وزارة خارجية دولة إلى رئيس هذه الدولة في ظروف “مهببة”.. كيف يمكن أن تكون محفوظة في بيت مواطنة مصرية ليس لها شأن بأرشيف وزارة الخارجية ولا أرشيف رئاسة الجمهورية؟.. هل أرشيف الدولة المصرية يتم توارثه بين الأجيال، فتحصل البنت على نصيبها من الوثائق التي تركها الأب في بيته بدلًا من أن تكون محفوظة بدار الوثائق القومية وفي الأرشيف الرئاسي؟!.. هذا شيء غريب والله ولا أستطيع فهمه، ولم يعد يهمني الآن مضمون الوثيقة أو ما تؤكده أو تنفيه.. ما يهمني هو أرشيف الدولة المصرية الذي يوجد جزء منه عند الأستاذ هيكل، وجزء عند السيد سامي شرف، الذي قرأت له منذ شهور ردًا على مقال للدكتور جلال أمين وكان أهم ما في الرد قوله: “إن محضر الجلسة الذي يشير إليه الدكتور جلال أمين موجود لديّ بالنص وأنا على أتم استعداد لنشره”.. والسيد سامي شرف يتحدث هنا عن محضر اجتماع لمجلس الوزراء!”.
وختم “غريب”: “لست أدري هل هناك دول أخرى يتوزع أرشيفها بين كبار الموظفين وأبنائهم، أم أن مصر متفردة وحدها في هذا الأمر؟”.