في موكب ضخم وسط حراسته الخاصة المشددة، توجه عبدالفتاح السيسي إلى القاهرة الجديدة عاصمة الأغنياء، لافتتاح مقر وزارة الداخلية الجديد الذي كلف الدولة 200 مليون جنيه، بحسب مصادر إعلامية محسوبة على النظام؛ حيث شارك في بناء المقر الجديد كبرى شركات المقاولات في مصر مثل شركة المقاولون العرب، وشركة أوراسكوم التي يمتلكها نجيب ساويرس.
السيسي يعترض على 12 مليون تكلفة تأمين الوزارة
يقف السيسي أمام النموذج التصميمي للمنشأة وأمامه شرطي برتبة لواء، يسهب في شرح تفاصيل المشروع، في وجود وزير الدفاع ورئيس مجلس الوزراء وبعض القيادات الأمنية.
الأمور سارت بشكل طبيعي، لواء الشرطة يشرح والسيسي يستمع، لكن بعد ذكر عدد المجندين الذين سيحرسون الوزارة تغيرت الأمور؛ ففور أن أوضح الشرطي أن المكلفين بالتأمين سيكون عددهم 1000 مجند، أتى رد السيسي معترضًا: “أنا لما أكون هأمن بألف مجند بعد كل اللي عملته ده!.. دي تكلفة مالية هائلة، أمال احنا جاييبن هنا ليه؟ عشان نستفيد بالأكاديمية والمكان بأسوار وتأمين، ومتكلفش كدولة بإني أحط 1000 مجند”.
وأكمل السيسي: “إحنا عندنا النظم التقنية وطلاب الكلية.. أنا مصرفش فلوس على مكان بيأمنه 1000 مجند”، وتساءل: “يكلفوا كام في السنة؟”، ليضع السيسي بعدها البديل من خلال استخدام التقنيات الحديثة ككاميرات المراقبة وغيرها لتجنب مصروفات المجندين، والتي أوضح أنها ستكلف خزينة الدولة 12 مليون جنيه سنويًا، حسب قوله.
أكثر من مليار و600 مليون تكلفة مبدئية لإنشاء الوزارة
لم يكن حديث السيسي عن تكلفة حراسة مبنى وزارة الداخلية يتوافق مع الموكب القادم فيه، والذي يحرسه مئات الجنود المدربين على أعلى مستوى، ولا مع حجم السيارت التي ترافق السيسي في موكبه، والذي هو في الأصل لم يأتِ فيه ولكنه جاء في طائرة هليكوبتر كنوع من الإجراءات الأمنية.
كما لم يتوافق حديث السيسي مع تكلفة إنشاء الوزارة التي تخطت 200 مليون جنيه -بحسب إعلام النظام- أو تكلفة الأرض التي تبلغ مساحتها 200 ألف متر، بخلاف 300 متر أخرى سيتم العمل فيها قريبًا؛ حيث تقع هذه الأرض في أغلى أماكن القاهرة ويبلغ سعرها المليارات لو بيعت لمستثمرين.
وبحساب تكلفة إنشاء وزارة الداخلية المعلن من الحكومة، نجد أن متوسط سعر الأرض في هذه المنطقة 7 آلاف جنيه، وتبلغ مساحة الأرض 200 ألف متر فيصبح إجمالي ثمن الأرض لو اشتراها المستثمرين مليار 400 مليون جنيه، بخلاف تكلفة المباني؛ حيث إن تكلفة المرحلة الأولى فقط التي افتتحها السيسي 200 مليون جنيه.
وبهذه التكلفة الكبيرة تسطيع الدولة بناء 500 مدرسة تحل مشكلة التعليم في القاهرة وكثافة الطلاب، أو بناء عشرات المستشفيات في الصعيد.
تكلفة مواكب السيسي
وجاء حديث السيسي عن تكاليف تأمين 1000 مجند عكس ما شهده موكبه في مناسبتين خلال شهر فبراير الماضي، الأولى خلال زيارته لمدينة “6 أكتوبر” لافتتاحه مشروع الإسكان الاجتماعي؛ حيث ظهرت “السجادة الحمراء”، والتي اهتمت بها وسائل الإعلام بشكل واسع، ووصلت تكلفتها -حسبما ذكرت تقارير صحفية- إلى 240 ألف جنيه، إضافةً إلى أنها شغلت مسافة تراوحت بين 3 إلى 4 كيلو مترات، وعرضها بلغ 4 أمتار.
المناسبة الثانية كانت خلال توجهه إلى مجلس النواب لافتتاح الدورة التشريعية الأولى للبرلمان، فكان موكبه، كما أظهرت الصور، مبالغًا فيه، والذي تكون من 23 دراجة بخارية تحيط بسيارته الرئاسية، وكذلك 20 سيارة تأمين له، لكن دون إعلان عن مبلغ محدد للتكلفة.
أبو خليل يتساءل عن تكلفة حراسة السيسي
يقول الناشط الحقوقي، هيثم أبو خليل، إن السيسي يظهر أمام الشاشات يتحدث عن رفضه حراسة 1000 مجند لمبنى وزارة الداخلية الجديد حرصًا على التكلفة التي قد تصل إلى 12 مليون في السنة..! بينما هو يعيش في فيلا فخمة داخل قيادة القوات الجوية تحميها كتيبة كاملة من الحرس الجمهوري وعند المدخل دبابات ومدرعات وهناك عدة غرف مكيفة لإقامة 16 كلبًا وإعاشتها..
وأكد “أبو خليل”، في تدوينة له على “فيس بوك”، أن غرف الكلاب مكيفة.. كلاب مستوردة بآلاف الدولارات يجب أن تقعد في غرف مكيفة، ناهيكم عن المجموعة الخاصة التي تحيط به وترافقه في كل رحلة وكل حركة بسياراتهم وتجهيزاتهم.
وأضاف أن الجنود المكلفين بحراسة السيسي لا يتقاضون ألف جنيه في الشهر بل ربما الواحد منهم يتقاضى ما يتقاضاه 50 مجندًا خلاف البدلات والهبات والعطايا للولاء.
وتساءل “أبو خليل”: لو نحن في دولة محترمة حد يقول لنا تكلفة إقامته وحراسته وموكبه وبلاش استخفاف بالشعب.
