أكد الصحفي رائد جبر، مدير مكتب صحيفة “الحياة” في موسكو، أن ما يحدث من جرائم حرب من قِبل النظام السوري، في مدينة حلب، محاولة واضحة لكسر شوكة وفد المعارضة وإضعاف شعبيته.
وقال جبر -في تصريح خاص لـ”رصد”-: “ما جرى في حلب من جرائم حرب يندى لها الجبين قوض الهدنة وأطلق مرحلة جديدة من العنف الدموي ضد الشعب السوري بمباركة روسية، وصمت مخجل من جانب واشنطن”.
وأضاف: “التطورات المأساوية في حلب هي جزء من رد فعل النظام وحلفائه على مواقف المعارضة السورية في مفاوضات جنيف، ومحاولة واضحة لكسر شوكتها وإضعاف حاضنتها الشعبية”، وتابع: “أرى أن النظام سعى إلى تحقيق اختراق كبير ميدانيا يعزز مواقفه في جولة المفاوضات المقبلة، لكنه فشل فلجأ إلى العنف الأعمى ضد المدنيين”.
وأكد جبر أنّ روسيا تُحاول حاليًا إنقاذ ماء وجه النظام، تارة بالحديث عن أنه ليس مسؤولًا عن مجازر حلب وتحميل فصائل المعارضة مسؤولية التصعيد، وتارة بالإعلان عن اتفاق تهدئة مع واشنطن يشمل ريفي دمشق واللاذقية؛ بهدف تخفيف الضغط عن النظام ومنحه مجالًا لشنّ عملية عسكرية في دير الزور ليبدو أنه يحارب فعلًا “داعش” وليغطي على جرائمه في حلب.
وتابع: “وليعزز مواقعه على طاولة المفاوضات إذا نجح بتحقيق اختراق ضد “داعش”، في كل الأحوال حلب الشهيدة دفعت ثمن الرغبة المشتركة عند النظام وموسكو بمعاقبة المعارضة وواشنطن ما زالت للأسف تلعب دور شاهد الزور”.
وكان قد سقط مئات القتلى والجرحى جرَّاء القصف الجوي على أحياء مدينة حلب خلال الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام على المدينة، التي دخلت يومها السابع.
وأدى التصعيد العسكري في حلب إلى تقويض مباحثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف؛ ما دفع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا إلى مناشدة الرئيسين الأميركي والروسي التدخل لإنقاذ الهدنة “التي تحتضر”.