شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“الدول العربية” تدافع عن حلب بالبيانات وخبراء لـ”رصد”: موقف متخاذل

“الدول العربية” تدافع عن حلب بالبيانات وخبراء لـ”رصد”: موقف متخاذل
جاء إعلان جامعة الدول العربية عن اجتماع طارئ، الأربعاء المقبل، لبحث ما يحدث بحلب، ليذكرنا مرة أخرى بالعجز العربي وعجز جامعته التي تتحرك بسرعة السلحفاة في المواقف المشتعلة، وهو ما عودتنا عليه الجامعة دائمًا بداية من أحداث....

جاء إعلان جامعة الدول العربية عن اجتماع طارئ، الأربعاء المقبل، لبحث ما يحدث بحلب، ليذكرنا مرة أخرى بالعجز العربي وعجز جامعته التي تتحرك بسرعة السلحفاة في المواقف المشتعلة، وهو ما عودتنا عليه الجامعة دائمًا بداية من أحداث لبنان عام 1982 والغزو الإسرائيلي لبيروت مرورًا بغزة وانتهاء بحلب، فضلًا عن المواقف والأحداث الأخرى التي بدا فيها التخاذل العربي وعجز الجامعة وهروبها من هذه الملفات الساخنة بتصديرها إلى المؤسسات الدولية التي تكيل بمكيالين وتتصرف حسب المصلحة وليس وفقًا للأخلاق والمبدأ الإنساني الذي أقرته مواثيق حقوق الإنسان.

ويبدو أنه لولا التحرك القطري وطلب قطر عقد اجتماع طارئ ربما ما كان للجامعة حس ولا خبر كما يقولون، ففي هذا السياق طلبت دولة قطر عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين لبحث تطورات الأوضاع في مدينة حلب السورية.

وبعثت المندوبية الدائمة لدولة قطر لدى الجامعة العربية مذكرة بهذا الخصوص إلى الأمانة العامة للجامعة تطلب فيها عقد اجتماع لبحث التصعيد الخطير الذي تشهده مدينة حلب وما يتعرض له المدنيون فيها من مذابح على يد قوات النظام السوري التي تستهدفها بالقصف منذ بضعة أيام ما أوقع مئات القتلى والمصابين.

وعقب الطلب القطري أعلنت الجامعة العربية عن اجتماع للمندوبين الدائمين، الأربعاء المقبل؛ لبحث الأوضاع في حلب وأعلنت الجامعة في مذكرة عممتها على مندوبيات الدول الأعضاء، أن الاتفاق على عقد الاجتماع تقرر بعد المشاورات والاتصالات التي أجرتها الأمانة العامة ومملكة البحرين الرئيس الحالي لمجلس الجامعة مع الدول الأعضاء وبعد موافقة دولتين اثنتين على عقد الاجتماع هما السعودية والبحرين وهو ما ينص عليه النظام الداخلي للجامعة في مثل هذه الأحوال.

وكانت دولة قطر طلبت في مذكرة بعثت بها للأمانة العامة للجامعة في وقت سابق اليوم، عقد هذا الاجتماع الطارئ لبحث الأوضاع المتدهورة في حلب وسقوط مئات الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح نتيجة للقصف المتواصل من جانب قوات النظام السوري على المدينة.

ووفقًا للغة البيانات وثقافة الإدانة والشجب وعلى استحياء دانت الجامعة على لسان أمينها العام الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية، بـ”أشد العبارات”،! عمليات القصف “الوحشي” التي استهدفت مستشفى القدس في حلب السورية، أمس الأول الأربعاء.

وطالب الأمين العام، في بيان له بـ”معاقبة المسؤولين عن ارتكاب الجريمة النكراء، بحق المدنيين السوريين”، مؤكدًا ضرورة بذل الجهود من أجل تثبيت الهدنة، واتفاق وقف الأعمال العدائية، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة والمحاصرة.

وتابع العربي: “لا بد من العمل على تنفيذ ذلك، وفقًا لما جرى إقراره من آليات عمل ومتابعة في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا، الذي انعقد بتاريخ 11 فبراير الماضي بميونيخ، والقرار رقم 2268 الصادر عن مجلس الأمن الصادر في هذا الشأن”.

يذكر أن مجلس الأمن الدولي، اعتمد بالإجماع في 26 فبراير الماضي، قرارًا أميركيًا روسيا، حمل رقم 2268، بشأن “وقف الأعمال العدائية” في سوريا، والسماح بـ”الوصول الإنساني للمحاصرين”.

وأكد الأمين العام مجددًا، موقف جامعة الدول العربية الداعم لمسار الحل التفاوضي السلمي للأزمة السورية، باعتباره المدخل الوحيد المتاح لوقف نزيف الدماء والدمار في سوريا، وإنجاز عملية الانتقال السياسي، وفقًا لما نص عليه بيان جنيف 2012، وقرار مجلس الأمن 2254، الذي صوت عليه مجلس الأمن يوم 18 ديسمبر 2015، وينص على بدء محادثات السلام بسوريا في يناير 2016.

وتصاعدت العمليات القتالية في مدينة حلب، التي تتعرض أحياؤها منذ أيام لقصف عنيف من قبل طيران النظام وروسيا، لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية، وكذلك المدنيون، فضلًا عن تدهور الأوضاع الإنسانية هناك، وهو ما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاءه، واعتبرت استهداف المشافي “انتهاكا واضحا للقانون الدولي”.

وشنت مقاتلات “ذكرت مصادر معارضة سورية أنها روسية”، قصفًا استهدف مستشفى “القدس” الميداني في حلب السورية، الأربعاء الماضي، وأدى إلى مقتل 30 شخصًا على الأقل، وجرح عشرات آخرين.

ومن جانبها، كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية، عن إحصائية كارثية جديدة فيما يتعلق بالمجازر المتواصلة في حلب شمالى سوريا، قائلة إن الأسبوع الأخير شهد مقتل طفل كل25 دقيقة.

وحذرت الصحيفة، في مقالها الافتتاحي، من أن ما أسمته “جزار دمشق” بشار الأسد سيرتكب مجازر أبشع مما سبق في حلب في الأيام المقبلة.

وأضافت “نظام الأسد يسعى لتطويق حلب لطرد مسلحى المعارضة من الأحياء التي يسيطرون عليها شرقى المدينة”.

واستطردت: “إذا نجح نظام الأسد في حلب وشمالي سوريا وإحكام السيطرة على دمشق واللاذقية، التي يهيمن عليها العلويون، فإنه سيربح الحرب”.

وأشارت إلى أن “الحفاظ على نظام الأسد وإبقاء موطئ قدم لروسيا في الشرق الأوسط يمثلان أيضًا نصرًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.

وأوضحت الصحيفة “المخططات السابقة تفسر تصاعد المجازر في حلب؛ لأنه ليس هناك التزام من قبل نظام الأسد وموسكو بمفاوضات جنيف، فيما يركز الغرب فقط على مواجهة تنظيم الدولة”.

ونفذ في الأيام القليلة الماضية، نظام الأسد وروسيا غارات جوية وحشية غير مسبوقة استهدفت تحديدًا مراكز طبية في حلب بينها مستشفى القدس في حي السكري الذي تعرض في 27 إبريل لغارة أوقعت المئات من القتلى.

وأنهت هذه الغارات عمليًا الهدنة السارية منذ 27 فبراير و أعلن الدفاع المدني أن حصيلة الغارات بين 21 و29 إبريل بلغت على الأقل 600 قتيل وجريح، واستهدف الغارات أحياء بستان القصر والهلك وباب النيرب والكلاسة والطراب وعزيزة وطريق الباب والجزماتي والأنصاري وبستان الباشا وكرم حومد، وهي تقع في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب.

وحسب “الجزيرة”، تعيش المدينة شللًا شبه كامل بسبب هذه الغارات، التي تعتقد المعارضة السورية أنها محاولة لإفراغ معاقلها من السكان قبل هجوم بري محتمل يستهدف اجتياحها. وقالت صحيفة الجارديان في تعليقها على مجزرة مستشفى “القدس” في حلب شمالي سوريا إن هذا الهجوم هو جزء من نمط أوسع لاستهداف ممنهج للمستشفيات من قبل نظام بشار الأسد.

من جانبه، وصف السفير إبراهيم يسري -في تصريحات خاصة لـ”رصد”- موقف الجامعة العربية بالغريب والعجيب وتكرار الأخطاء نفسها والمواقف مع كل كارثة تتعرض لها أي مدينة عربية سواءً غزة أو بيروت أو حلب أو أماكن أخرى ولا تريد الجامعة الخروج من هذه الشرنقة بموقف فاعل وملموس على الأرض الأمر الذي جعل ملفها متخم بالمواقف المتخاذلة ولا تريد حتى مجرد المحاولة وإن كنا نتفهم أنها مجموع إرادة الأنظمة العربية العاجزة ولكن على الأمين العام أن يحاول بطريقة أو بأخرى أو يترك منصبه معلنًا الأسباب.

وطالب “يسري” الدول العربية على الأقل التي لها موقف من بشار الأسد والتي تطالب برحيله بأن تمثل رأسًا أو مقدمة لتحرك عربي ضاغط أولًا لوقف هذه المجازر والقصف المتوالي من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن طالما هناك عجز واضح للجامعة وأن يكون هناك تعاون أوسع مع تركيا صاحبة المصلحة في وقف ما يجري بسوريا وسقوط الأسد بحيث يكون هناك قوة ضاغطة على المجتمع الدولي من ناحية وعلى روسيا وإيران من ناحية أخرى.

وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة، أنس العبدة، في تصريحات صحفية، إن التصعيد العسكري من قبل النظام في حلب ومناطق أخرى، هروب من استحقاقات تتعلق بالانتقال السياسي.

ووصف ما يجري في حلب بالعار على الجامعة العربية والإنسانية والمجتمع الدولي، وأن ما يجري هدفه تحقيق أمر واقع على السوريين من قبل روسيا والنظام السوري وهو ما لن يحصل، على حد تعبيره.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023