توافد عشرات الالاف مساء امس من الاقباط على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى حالة انهيار وبكاء حاد غير مستوعبين نبأ وفاة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطرييرك الكرازة المرقسية عن عمر يناهز 89 عاما، حيث طالبو بالقاء النظرة الاخيرة على جثمانه و أطلقت الكاتدرائية اجراسها بالحان جنائزية حزينة حداد على روح البابا وبدأت تجمعات الأقباط في ترديد الترانيم ورفعوا صور البابا شنودة .
وحسب التقليد الكنسي فمن المنتظر ان يتم تحنيط جثمان نيافته ووضعه مرتديا الزي البابوي كاملا على كرسي مارمرقص داخل الكنيسة الكبرى بالكاتدرائية المرقسية ليقوم كل محبيه وملايين الاقباط بالقاء النظرة الاخيرة على الجثمان.
وسيجتمع المجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذوكسية صباح غد برئاسة أكبر الاساقفة سنا الانبا ميخائيل أسقف اسيوط لبحث ترتيبات الجنازة ومراسم التشييع وسيسمح للجميع بالدخول لالقاء نظرة الوداع على البابا لمدة 3 ايام قبل ان تتم مراسم الصلاة الجنائزية رسميا .
وردد المتواجدون امام الكنيسة هتافات يصاحبها الدموع والصراخات "إوعى تقول الابا مات ..البابا شنودة فى السماوات"
مطران البحيره على كرسي البابوية مؤقتا
واكدت مصادر كنائسية ان الانبا باخوميس مطران البحيرة سيتولي كرسي البابوية مؤقتا لحين انتخاب بابا جديد للمسيحيين بعد مرور 40 يوما علي رحيل البابا شنودة في الوقت الذي تواردت فيه أنباء عن قدوم بابا الفاتيكان بنديكتيوس الـ 16 للقاهرة، للمشاركة فى تأبين البابا وفى الوقت ذاته لم يتمكن عدد كبير من الأساقفة الدخول للكاتدرائية نتيجة الزحام الشديد أمام البوابة الرئيسية وظل عدد منهم ما يزيد عن ثلاثة ساعات دون التمكن من الدخول، حتى خاطب بعض الأساقفة الأقباط بإعطاء مساحة للمطارنة والأساقفة من الدخول لترتيب وتجهيز مراسم الصلاة.
وقال النائب البرلماني محمد ابو حامد اثناء وجوده داخل الكنيسة نعزى جميع الشعب المصرى مسيحين ومسلمين كبارا وصغارا شيوخ وقساوسة فى وفاة البابا شنودة الذى كان صمام الوحدة الوطنية .
موضحا انه قيادة دينية وطنية عظيمة لايمكن لاحد أن يغفل دورها الوطني الكبير في الحفاظ على الوحدة الوطنية ووصف البابا بـ"عاشق مصر" لافتا انه لم يكن رمزا لقيادة الكنيسة انما كان رمزا وطنيا مشيرا أن الأمر يقتضى منتهى الحكمة فى التعامل مع الأمور والأوقات الحالية لا تحتمل الكثير من الاحتقان .
فيما وصف النائب ايهاب عادل رمزى البابا بأنه كان رمزا لكل مسيحي فى مصر وكان له دور كبير فى العمل السياسي و قال إن رحيله خسارة لكل المصريين لأنه كان رمزا وطنيا وحصنا منيعا للوطن ومواقفه الوطنية يعلمها الجميع فى رفض التدخل الأجنبى فى شئون مصر رغم تعرض الأقباط لعديد من الاعتداءات لكن حكمة قداسته كانت رمزا للسلام والاستقرار
كما قال أن رفضه دخول القدس إلا مع الأشقاء المسلمين بعد تحريره موقفا وطنيا منه وأضاف ان من الصعب نجد شخص يتمتع بهذه الحكمة وتابع كان مختلفا عن أى بابا فى العالم.
الأزهر داخل الكاتدرائية
كما تواجدت مجموعة من شيوخ الازهر داخل الكاتدرائية واللذين اكدوا ان البابا كان رمز الوسطية لافتين الى ادواره عظيمه فى توحيد الصفوف بين المسلمين والمسيحين .
وأشارو الى انه اول من وقف فى وجه الرئيس الراحل محمد انور السادات واوضحوا ان مصر بكامل شعبها مسلمين ومسيحين فقدوا اهم رجالها.
وقال الشيخ هشام عطية الداعية الاسلامى وصديق الشيخ عماد عفت إن البابا كان يدعو دائما إلى التسامح وكان لا يفرق بين المسلمين والاقباط مشيرا إلي أن البابا لم يكن رمزا فقط بل كان كيانا مهمًا لكل المصريين وقال"كنا نستبشر به خيرا لحل الفتن الطائفية التى كان يصنعها النظام السابق"، مضيفا أن مصر فقدت البابا فى الوقت الذى كانت فى اشد الحاجة اليه.
خرج الانبا موسى والانبا لوكاس الى الالاف من محبين البابا شنوده حيث قالوا :" من الصعب علينا أن نقف هذه اللحظة التى لم نكن نتمناها ولكن سيظل البابا فى قلوبنا لآخر يوم فى عمرنا حتى نلقاه فى السماء "
وطلبوا منهم اللتزام بالهدوء حتى ييستطيعوا عمل مراسم الدفن وطالبهم ايضا بمغادرة الكاتدرائية والعودةالى بيوتهم واضافوا أن المراسم العزاء ستكون مشرفه للعالم اجمعه وسيتم وضع شاشات خارج الكاتدرائية لمتابعة المراسم لمن لا يتمكن الدخول نتيجة الزحام الشديد.
ثم قام الأسقفان بالصلاة لصرف الشعب وبالفعل غادر آلاف الأقباط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية استجابة لطلب الأنبا موسى أسقف الشباب ورفضت مجموعةاخرى واكدوا انهم سيبيتون امام الكاتدرائية .
خليفة البابا
وقال القمص متياس نصر كاهن كنيسة العذراء بعزبة النخل فى تصريحات خاصة لـ"رصد .كوم" سوف يكون اختيار خليفة البابا شنودة من بين خمسة من كبار رجال الكنيسة وهم الأنبا موسى والأنبا بشوي والأنبا بولا والأنبا يؤانس والأنبا إرميا حيث تشترط لوائح الكنيسة القبطية ان من يترشح للكرسي البطريركي ان يكون من الذين لم يسبق لهم الزواج سواء كان مطرانا أو أسقفاً أو راهبا وان لا يقل عمره عن أربعين عاما كما تنص على إجراء قرعة هيكلية بين أول ثلاثة مرشحين في ترتيب الأصوات ويتم اختيار البطريرك من خلال نظام قرعة هيكلية وهي أن يختار طفل معصوب العينين ورقة من ثلاث ورقات لثلاثة أساقفة يتم اختيارهم وقد يكون البابا الجديد أقل الأصوات أو يحتل المرتبة الثانية.
تعزيزات أمنية
ومن ناحية اخرى ، شهدت منطقة الكاتدرائية تشديدات امنية مكثفة كما عززت قوات الامن من تواجدها وقامت بتعرف على هوية الوافدين والراغبين فى الدخول الى الكنيسة كما قاموا بعمل كردونا امنيا حول ارجاء الكنيسة خشية افتعال اى مشاجرات من قبل الخارجين عن القانون والمخربين فضلا عن تشديد الحراسة على جميع المداخل والمخارج الرئيسية والفرعية للكنيسة ، فيما وقف الالاف امام البوابة الرئيسية مما ادى الى حالة شلل مرورى فى كل الشوارع المؤدية للكنيسة منها شارع احمد سعيد وشارع العباسية وشارع رمسيس وكوبرى غمره.