سلط تقرير لموقع “فويس أوف أميركا” الضوء على العلاقات المصرية الأميركية، في ظل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يرتكبها النظام المصري، مرجحا استمرار الدعم الأميركي لمصر.
وقال التقرير: إنه على مدار الأشهر الماضية طالب بعض النواب والنشطاء الحكومة الأميركية بإيقاف المساعدات الأميركية لمصر، بسبب القمع العنيف ضد المعارضة، لكن المحللين يقولون إنه بالرغم من هذه المخاوف فإن حجم المساعدات سيظل في الأغلب دون تغيير، بل وربما سيزداد.
وخلال الأسابيع الماضية، كانت هناك موجة من زيارات المسؤولين الأميركيين الكبار إلى مصر، والذين أكدوا وجهة نظر واشنطن لـ عبدالفتاح السيسي كشريك مهم في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
وأشار التقرير إلى ما ذكره رئيس لجنة مخصصات المساعدات الأميركية السيناتور ” ليندسي جراهام “، أنه سيدفع من أجل منح مليارات الدولارات للدول التي تحارب تنظيم الدولة، مثل ليبيا ومصر.
ويقول “جراهام”: “أعتقد أن السيسي هو الشخص الذي سيحافظ على مصالحنا، أعتقد أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، وندرك جميعًا أنه ليس مثاليًا، لكن فشل مصر سيكون كارثة لكل العالم”.
ولفت التقرير إلى المكاسب المشتركة التي يحصل عليها البلدان من العلاقة المشتركة، إذ تحصل مصر على 1.3 مليار دولار في صورة مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة، كما أن مصر ذات تأثير كبير، ويوجد بها جامعة الأزهر معقل الإسلام السني، وثقل موازن في مواجهة النفوذ الشيعي الإيراني، وفي المقابل فإن الولايات المتحدة حصلت على حق الدخول إلى المجال الجوي المصري وقناة السويس، والأهم من ذلك هو تمسك مصر باتفاقية السلام مع إسرائيل”.
ويقول “جون .بي. ألترمان” مدير قسم الشرق الأوسط بمعهد الدراسات الدولية والإسراتيجية: “لن يكون هناك حرب إسرائيلية عربية دون مشاركة مصر، التي أوضحت بما لا يدع مجالاً للشك أنها لن تدخل في حرب أخرى مع الإسرائيليين”، ويضيف “هذا لم يغير فقط العلاقة بين الولايات المتحدة عن طريق جعل إسرائيل أكثر أمنًا، بل منعت العديد من الاحتمالات في حال حدوث خلاف ذلك “.
ورأى التقرير أن الولايات المتحدة أجبرت على تقييم العلاقة مع مصر في أعقاب الإطاحة بمحمد مرسي، والحملة العنيفة ضد مؤيديه.
ويؤكد “مايكل أوهانلون” الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية بمعهد “بروكنجز” على أن الولايات المتحدة واجهت معضلات مشابهة في الماضي، مثل دعم الولايات المتحدة ل”بيونشية”، و”موبوتو”، ومع ذلك فإن ” أوهانلون” يرى أن الولايات المتحدة ما زال لديها خيارات مثل خفض المساعدات للنصف، وتخفيض مستوى المسؤولين الأميركيين الذين يزورون مصر، كما يرى “أوهانلون” أن الولايات المتحدة ستستطيع الاستمرار في التعاون مع مصر في الحرب في سيناء، والحفاظ على قدرتها على ممارسة النفوذ على مصر”.