صباح اليوم 12 مايو 2016، وقبيل مغادرة الوفد الإيراني الذي ضم مسؤولين في منظمة الحج الايرانية بهدف التفاوض مع وزارة الحج السعودية حول إبرام عقود موسم الحج هذا العام، قال مدير منظمة الحج الإيرانية سعيد أوحدي: “إن من أهم القضايا التي سيتم مناقشتها مع الجانب السعودي هي توفير الأمن للحجاج الإيرانيين وضمان ذلك من قبل الرياض.
وأشار أوحدي، في تصريحات صحفية، أنه سيتم طرح عدة محاور للنقاش مع وزير الحج السعودي، وفي حال التوصل لأي نتائج سيتم إطلاع الرأي العام بذلك، مشيرًا إلى أنه وبعد كارثة “منى” التي شهدها موسم حج العام الماضي واستشهاد 7 آلاف حاج من مختلف الدول، فإن قضية ضمان أمن الحجاج باتت من أبرز القضايا التي تطالب بها إيران.
وأوضح أوحدي أن القضايا التنفيذية تعتبر من أبرز قضايا الحج ويتم مناقشتها مع الجانب السعودي وخاصة مع قطع الرياض لعلاقاتها مع طهران من جانب واحد، وأنه ستكون هنالك بعض المعوقات، ومن بينها عدم وجود تمثيل دبلوماسي وقنصلي، الأمر الذي سيضر بحقوق الحجاج وخاصة في قضايا إصدار تأشيرة الحج والوفيات والأمراض.
على الجانب الآخر، أكدت وزارة الحج والعمرة السعودية أن المملكة قيادة وحكومة وشعبا ترحب بكافة الحجاج والمعتمرين والزوار من مختلف بقاع العالم ومن مختلف جنسياتهم وانتماءاتهم المذهبية، وأشارت الوزارة، إلى الإجراءات التي تتم كل عام بدعوة جميع المسؤولين عن شؤون الحج في الدول العربية والدول الإسلامية والدول ذات الأقليات الإسلامية للقدوم إلى المملكة لبحث ومناقشة ترتيبات ومتطلبات شؤون حجاجهم، والتي يصل عددها إلى أكثر من 78 دولة، من بينها إيران.
وأفاد البيان بأنه تمت دعوة رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية سعيد أوحدي لزيارة المملكة لبحث ومناقشة ترتيبات شؤون ومتطلبات حجاج إيران للعام الحالي، وتابعت الوزارة آلية قدوم الوفد الإيراني مع الجهات المختصة حتى حصل الوفد على تأشيرة الدخول للسعودية من ممثلية المملكة في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وبحثت الوزارة مع الوفد كافة شؤون الحجاج الإيرانيين.
بعد المفاوضات
يُشار إلى أنه وفي موسم حج 2015، وقعت أكبر كارثة للحجاج في السعودية منذ 25 عاما، حيث أعلنت السعودية أن عدد ضحايا تدافع الحجاج في منى بلغ 769 قتيلًا، و934 جريحا، بينما تقول إيران إن من بينهم 465 حاجا من مواطنيها.
(1) السعودية
أكدت وزارة الحج والعمرة السعودية، أن وفد شؤون الحج الإيراني رفض التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام، معللا ذلك برغبته في عرضه على مرجعيته في إيران، ومبديًا إصرارًا شديدًا على تلبية مطالبه وهي منح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران، وإعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني فيما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل السعودي ما يخالف المعمول به دوليا وتضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي.
وأوضح البيان أن الوفد الإيراني غادر المملكة العربية السعودية دون التوقيع على محضر الاتفاق لترتيبات حجاجهم لهذا العام، مع العلم بأن وزارة الحج والعمرة أوضحت للوفد الإيراني بأنه فيما يتعلق بمنح التأشيرات للحجاج الإيرانيين، فإنه بالإمكان الحصول على تأشيرات الحج إلكترونيًا من خلال إدخال بيانات حجاجهم باستخدام النظام الإلكتروني الموحد لحجاج الخارج.
وفيما يتعلق بتوقف زيارة المعتمرين الإيرانيين من داخل إيران، قال البيان: إن وزارة الحج والعمرة تود أن تنوه بأن السلطات في المملكة لم تمنع مطلقًا المعتمرين الإيرانيين، وأن المنع حدث من قبل الحكومة الإيرانية التي تتخذ المنع وسيلة من وسائل الضغط المتعددة على الحكومة السعودية.
وأضاف: “في كل عام توجه وزارة الحج والعمرة الدعوة إلى جميع المسؤولين عن شؤون الحج في الدول العربية والإسلامية والدول ذات الأقليات الإسلامية، للقدوم إلى المملكة لبحث ومناقشة ترتيبات ومتطلبات شؤون حجاجهم، إذ يصل عدد هذه الدول إلى أكثر من 78 دولة، ومن بين هذه الدول الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
(2) إيران
نقلت وكالة “إرنا” عن أوحدي قوله إن السعودية تتنصل من الرد بشأن 20 مقترحا قدمه الوفد الإيراني المفاوض و4 خطوط حمراء، على الرغم من المساعي الجادة لدى المسئولين الإيرانيين لإجراء مناسك حج الإيرانيين في الموسم المقبل، على حد تعبيره.
ونوه الأوحدي بأن المقترحات تهدف إلى الحفاظ على أمن الحجاج الإيرانيين، وأن مفاوضات الوفد الإيراني مع الجانب السعودي تسير وفقا للضوابط المنطقية، ولضمان كرامة “الإيرانيين”، متابعا بالقول: وبالرغم من اقتراب نهاية الفترة الزمنية المحددة، فإن السعودية لم تقدم أي ردود على المقترحات الإيرانية.
ولفت رئيس مؤسسة الحج والزيارة الإيراني، إلى أن الخطوط الحمراء تتعلق بالاستفادة من أسطول الملاحة الجوية الإيرانية، وطريقة إصدار تأشيرات الزيارة، والاستفادة من الخدمات القنصلية، والحفاظ على كرامة وأمن الحجاج الإيرانيين.
وقال الأوحدي إنه كان من المنتظر من الجانب السعودي أن يوجه دعوة خلال الأسبوعين الماضيين إلى الوفد الإيراني لحسم نتائج المفاوضات، إلا أنه لم يفعل ذلك”، مضيفًا أن هذا الصمت هو مؤشر على عدم وجود نية جادة لدى السعوديين لاستضافة الحجاج الإيرانيين في موسم الحج المقبل.