استغل مئات الصحفيين المؤيدين لنظام عبدالفتاح السيسي، أزمة الصحفيين مع وزارة الداخلية لقلب الطاولة على مجلس النقابة الحالي، وإعادة تشكيل المجلس، حيث أعلنوا عن تشكيل جبهة أسموها “تصحيح المسار” يقودها قيادات صحفية بعضهم من مؤسسة الأهرام، في الوقت نفسه بدأ الحديث عن الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين السابق، الذي خرج من نقابة الصحفيين بعد عقد جمعية عمومية طارئة أطاحت به بسبب تضامنه مع نظام مبارك إبان ثورة 25 يناير، حيث بدأ الظهور كضيف على بعض القنوات الفضائية، فيما مدحه العديد من الكتاب، ووصفوه بأنه رجل المرحلة.
معارض لثورة يناير
كان مكرم أبرز المؤيدين للرئيس المخلوع حسني مبارك، وسياسته في جميع المجالات، وكان كاتبًا لخطابات مبارك لأكثر من 15 عامًا، قبل أن تتشكل لجنة السياسات بالحزب الوطني وتطيح به خارج المشهد وتتولّى تنظيم أمر خطابات مبارك، وكان أحد المعارضين لثورة يناير.
أعاد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، نشر مقطع فيديو يرصد لحظة طرد الصحفيين للكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق، في عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وذلك إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير2011م.
ويظهر الفيديو المتداول، قيام الصحفيين بطرد مكرم محمد أحمد، ومهاجمته لاتهامه بموالاة النظام الحاكم مرددين هتافات “الشعب يريد إسقاط النقيب”.
الاستنجاد بالسيسي ضد النقابة
وبعد أزمة نقابة الصحفيين التي اندلعت مؤخرا بعد اقتحام قوات الأمن نقابة الصحفيين واعتقال صحفيين، انضم مكرم لصفوف صحفيو النظام، حيث دعا عبد الفتاح السيسي للتدخل سريعًا لحل الأزمة بين نقابة الصحفيين ووزارة، موضحًا أن النقابة بيت لكل صحفي، لكنها ليست مكانًا لمن يخالف القانون.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية في برنامج “الحياة اليوم”، على قناة “الحياة”، أنه كان يجب على النقابة أن تحترم القانون، وكان من الأجدى أن يقوم الزميلان بتسليم نفسيهما للشرطة، قائلًا: “سبب أزمة النقابة مع وزارة الداخلية هو تشبث كل طرف بأنه الأحق في تنفيذ مقتضيات وظيفته”.
وأكد نقيب الصحفيين الأسبق أن النقابة من مؤسسات الدولة ولا يجب أن يكون هناك تناحر وخلاف داخلي بين أي من مؤسسات الدولة، موضحًا أن أزمة اقتحام مقر نقابة الصحفيين لا علاقة لها بحرية الرأي أو التعبير، إنما تتعلق بآلية تنفيذ قرار النيابة العامة.
الانضمام لأسرة الصحفيين
وانضم مكرم إلى جبهة “تصحيح المسار” التي عقدت اجتماعا تحت عنوان “أسرة الصحفيين”، حيث قال خلال لقاء الأسرة الصحفية، الأحد الماضي، إن الأزمة مفتعلة، وأن مجلس النقابة الحالي كان على علم بكل التحركات، مضيفًا بأن نقابة الصحفيين واحدة من مؤسسات الدولة، وعليها احترام القانون وإلا فعلى القانون السلام.
وأشار إلى أن الصحفيين ليس على رؤوسهم ريشة، كما أن الحكومة ليس على رأسها ريشة، وشدد على أن مجلس النقابة ليس حزبا سياسيا يدار لمصلحة البعض دون الآخرين.
وطالب أعضاء مجلس نقابة الصحفيين الخمسة الذين تصدروا هذه الأزمة التقدم باستقالتهم،وذلك لإيجاد حل للمشكلة.
سحب الثقة
وخلال مؤتمر الأهرام لبحث أزمة نقابة الصحفيين والداخلية، مع كلمة الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، وردّد الحضور: “النقيب أهو.. النقيب أهو”، في إشارة إلي مكرم محمد أحمد.
من جانبه قال النقيب الأسبق: “نحن مجتمعون اليوم لسحب الثقة من المجلس الذى فقد ثقته بالفعل”.
 (1).jpg)
وطالب مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، بأن يتم تعديل قرارات الجمعية العمومية وليس القيام بإلغائها، إلى جانب أن يقدم أعضاء مجلس النقابة الخمسة استقالتهم، مشيرا إلى إن طلب الاستقالة ليس رجاءًا شخصيا منه، ولكنه ضرورة لإنقاذ مستقبل الصحافة، مرددا: “هؤلاء الزملاء الشرفاء عانوا كثيرا، وعليهم أن يوفروا مجهودهم ويستقليوا”.
وبالتزامن مع هذه المطالب وزعت الجبهة التي تطلق على نفسها جبهة تصحيح المسار استمارات لسحب الثقة من مجلس نقابة الصحفيين أثناء لقاء لعدد من الصحفيين بمقر جريدة الأهرام، في ضوء الأحداث التى شهدتها لجنة النقابة من صدام مباشر مع مؤسسات الدولة.
ودعت الجبهة الصحفيين للتضامن معها وإعلان تأييدهم لمطالبها بالدعوة لجمعية عمومية طارئة لسحب الثقة وإجراء انتخابات جديدة على مقاعد المجالس.
وفي ذات السياق، أعلن مجلس أمناء جوائز مصطفى وعلى أمين الصحفية، أسماء الفائزين بالجوائز عن الأعمال الصحفية المنشورة خلال عام 2015م، وفاز الكاتب مكرم محمد أحمد بجائزة شخصية العام الصحفية.
