شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

جدل حول “جزيرة سقطرى” اليمنية.. هل اشترتها الإمارات أم استولت عليها؟

جدل حول “جزيرة سقطرى” اليمنية.. هل اشترتها الإمارات أم استولت عليها؟
سقطرى هي أرخبيل يمني مكون من أربع جزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن

سقطرى هي أرخبيل يمني مكون من أربع جزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن، على بعد 350 كم جنوب شبه الجزيرة العربية، يشمل الأرخبيل جزيرة رئيسية وهي سقطرى، وثلاث جزر هي سقطرى ودرسة وسمحة وعبد الكوري، وجزيرتين صخريتين صغيرتين.

تعتبر جزيرة سقطرى أكبر الجزر العربية واليمنية، ويبلغ طول الجزيرة 125 كم وعرضها 42 كم ويبلغ طول الشريط الساحلي 300 كم، عاصمة الجزيرة حديبو، وبلغ عدد سكان الجزيرة حسب تعداد 2004م، 135,020 ألف نسمة.

في 12 فبراير 2016م، تداولت وسائل إعلام ومصادر عربية وغربية خبرًا مفاده أن الرئيس اليمني الذي تعترف به الدول الغربية والسعودية عبد ربه منصور هادي، قد وقّع على اتفاق لتأجير الإمارات العربية جزيرة سقطرى اليمنية الاستراتيجية، في حين نفى المكتب الرئاسي لهادي هذه المعلومات كـ”ثمن مشاركتها في التحالف بقيادة السعودية في حربها على اليمن”.

وفي ما نفى الإعلام الموالي لهادي في اليمن صحة المعلومات حول تأجير الجزيرة في اليمن للإمارات، إلا أن نسب هذه “الشائعات” كما وصفها للحوثيين المدعومين من إيران ويقاتلون لصالح الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح غير صحيحة، بحيث كان أول من غرّد في تويتر عن تفاصيل صفقة تأجير الجزيرة للإمارات، هو المغرّد السعودي الشهير المعارض الذي ينشط تحت اسم “مجتهد” في تويتر، وبعد ذلك تناولت عدة وسائل إعلام هذا الخبر.

الإمارات تستولي على الجزيرة

أفادت مصادر أن إماراتيين موجودين في اليمن استولوا على مساحات واسعة من شواطئ وأراضي الجزيرة الأهم الموجودة في خليج عدن، فيما لم يُعرف ما إذا كان الإماراتيون الذين وضعوا أيديهم على المنطقة مستثمرين وأصحاب رؤوس أموال أم عسكريين قادمون مع جيش بلادهم، لكن غضبا واسعا في الجزيرة وفي اليمن عموما، اضطر الحكومة إلى التدخل من أجل وقف عمليات الاستيلاء ووضع اليد.

وقد أصدرت الحكومة اليمنية الشرعية توجيهاتها بشكل عاجل مؤخرا لمحافظ الجزيرة بأن يوقف التصرف بشواطئها وأراضيها غير الواقعة في المناطق السكنية، لحين إصدار قوانين وقرارات منظمة للأمر، وذلك في أعقاب عمليات وضع اليد التي يقوم بها الإماراتيون هناك والتي أثارت غضبا واسعا، وشكل مجلس محافظة “سقطرى” لجنة حكومية للنزول الميداني إلى الجزيرة والاطلاع على ما يجري في شواطئ الأرخبيل. 

وأثارت هذه الخطوة الكثير من التساؤلات، خاصة مع الجدل الدائر حول قيام الحكومة اليمنية والرئيس عبد ربه منصور هادي، بتسليم مقاليد الجزيرة اليمنية المعروفة بتفردها وموقعها الهام لدولة الإمارات العربية المتحدة، خلال رئاسة نائبه ورئيس الحكومة السابق خالد بحاح الذي زار “سقطرى” أكثر من مرة خلال رئاسته للحكومة برفقة مسؤولين ولجان إماراتية.

وقالت مصادر حكومية مطلعة، إن نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة المقال خالد بحاح، وقع في شهر مارس الماضي اتفاقية مع دولة الإمارات لإعمار وتنمية “سقطرى”، مشيرة إلى أن “القرار الحكومي الأخير بوقف التصرف في الأراضي والشواطئ يهدف إلى مراجعة تلك الاتفاقية، بعد قيام بعض رجال الأعمال الإماراتيين بحجز مناطق واسعة في شواطئ سقطرى وشراء مساحات واسعة في الجزيرة”.

وأضافت المصادر أن شخصا إماراتيا كنيته “أبو طارق” واسمه محمود فتح الله خلجة، يتردد على الجزيرة بشكل دائم تحت مسمى “منسق عملية الدعم الإماراتي لسقطرى”، ويقوم بالتنسيق مع مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية.

وكشفت المصادر، أن أبا طارق قام بحجز مساحات واسعة وكبيرة من الشواطئ والأراضي في الجزيرة، واشتراها من المواطنين اليمنيين، الأمر الذي لفت أنظار أبناء الجزيرة والمنظمات البيئية العاملة فيها، وهو ما دفع الكثيرين منها إلى طلب وقف تلك الأعمال، ما أدى إلى صدور القرار الحكومي الأخير بوقف التصرف بشواطئ وأراضي الجزيرة غير الواقعة في المناطق السكنية حتى يتم إصدار قوانين وقرارات بشأنها.

مساعدات إماراتية للجزيرة

يشار إلى أن الإمارات انضمت الى التحالف الذي تقوده السعودية في حربها على اليمن لمحاربة الحوثيين والميليشيات المسلحة التي تدعم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وذلك بعدما تمت الإطاحة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي هرب إلى السعودية قبل بدء عملية “عاصفة الحزم”، وهي الحرب التي شنتها السعودية على اليمن منذ أواخر شهر مارس من العام الفائت وراح ضحيتها آلاف القتلى.

وتسلم محافظ أرخبيل “سقطرى” العميد سالم عبد الله السقطري 80 آلية عسكرية مقدمة من دولة الإمارات للجزيرة، تزامنا مع تخريج دفعة المتدربين في دولة الإمارات، ورغم أن مواطنين من أبناء “سقطرى” يقولون إن هناك رجال أعمال خليجيين يحاولون الاستثمار في الجزيرة، إلا أنهم يقولون إن التحركات الإماراتية في الجزيرة تبدو مقلقة وملفتة ونشطة خلال الفترة الأخيرة.

وكان وزير السياحة اليمني معمر الإرياني، قال إن مجلس الوزراء في حكومة رئيس الوزراء السابق محمد سالم باسندوه، اتخذ قرارًا سابقا بمنع البيع أو التصرف بأراضي “سقطرى” وإن هذا القرار ما زال ساريا، وإن أي عملية بيع أو شراء للأراضي في “سقطرى”، خصوصًا في المناطق السياحية والمحميات الطبيعية والمناطق المطلة على السواحل، يُعتبر لاغيا بحكم القانون.

وأضاف: “أي عملية بناء تتم سوف يتم التعامل معها بحزم وصرامة خلال الفترة القادمة”، مطالبًا السلطة المحلية باتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف هذا العبث والتصرف، الذي سيؤدي إلى تدمير الخصوصية التي تتميز بها “سقطرى”.

وأشار إلى أن الاستثمار في مجال السياحة البيئية لن يتم إلا من خلال شراكات عالمية تراعي البيئة وتستخدم الأماكن المسموح بها، بحسب الدراسة التي أعدتها الدولة بالتعاون مع الأمم المتحدة، وأنه سيتم وفقا للمعايير والشروط اللازمة، منوها إلى أن الدولة لن تتهاون مع هذا الموضوع مطلقا، عاجلا أم آجلا.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023