سلط تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، الضوء -في تقرير لها- عن قرية ميت بدر حلاوة التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية، والتي فقدت أربعة من أبنائها في حادث الطائرة المنكوبة.
يقول التقرير: هناك علاقة قوية تربط بين القرية وفرنسا منذ عقود؛ بسبب هجرة العديد من أبنائها سواءً للتعلم أو العمل في فرنسا، ونظرًا لاقتراب شهر رمضان الكريم، الذي سيحل بعد أسبوعين تقريبًا، فقد بدأ العديد منهم في العودة لقضاء الإجازة.
في قرية ميت بدر حلاوة، ترى النساء بعيونهن المتورمة من البكاء وملابسهن السوداء في شوارع القرية.. خيم الصمت على أزقتها التي كانت تمتلئ بالضجيج وأصوات الأطفال أثناء لعبهم وضحكات الناس.. المكان الوحيد الممتلئ بالناس هو خارج المسجد؛ حيث توجه مئات الناس لتقديم التعازي لأصدقائهم وأحبابهم.
يقول أحد مزارعي القرية ويدعى حسن العشري: “الحزن يخيم على القرية بعد خسارتها الفادحة في حادث تحطم طائرة مصر للطيران؛ فقد فقدت القرية أبًا وابنته البالغة من العمر ١٨ شهرًا بالإضافة إلى اثنين من قاطنيها، الذين تسكن أسرهم على بعد شوارع قليلة من بعضهم البعض، وهم أربعة من الضحايا المصريين الثلاثين الذي قضوا في الحادث”.
ويضيف محمد شداد، أستاذ جراحة الأعصاب، وابن عم اثنين من الضحايا: “لقد علمت عندما سمعت أن طائرة قد تحطمت أنه سيكون على متنها أحد من القرية”، فقد سافرت على هذه الرحلة بنفسي عندما كنت أدرس في أوروبا، وقد كان هناك دائمًا عليها أشخاص أعرفهم..
بعد ساعتين اتصل بي أخي وقال: “لقد كان هيثم على متن الطائرة، وكذلك ابنته دنيا “ذات الثمانية عشر شهرًا”.
ويشير آخر إلى أنه قد بلغه الخبر بشكل أكثر قسوة، فقد كان يتصفح موقع “فيس بوك” عندما ظهر اسم ابن عمه أمامه في الأخبار كأحد ضحايا الطائرة.
وتبدو في الشوارع الخلفية لهذه المدينة الصغيرة حقيقة واضحة عن المشاكل التي خلقها تحطم الطائرة في مصر، وهي البلد الذي يعاني من عدم الاستقرار وانهيار صناعة السياحة بها.
ويعلق مصطفى عيسى، ٣٠ عامًا، وقد عاد من فرنسا مؤخرًا: “هناك من يستهدف صورة واستقرار مصر، إنهم يريدون زعزعة استقرارها، لكي يحولوها إلى سوريا أخرى.. يفترض أن أسافر خلال ١٥ يومًا، لكنني خائف من السفر.. ربما أقوم بتأجيل رحلتي حتى أشعر بالراحة”.
يقول حسن ابن عم هيثم “أحد الضحايا”: “جميعهم كانوا يعتمدون على هيثم، فقد كان يدعم العائلة بأكملها.. لقد كان رجلًا استثنائيًا في كل شيء، لقد كان لامعًا.. بعض الناس لا تملك إلا أن تنظر في وجوههم لترى الذكاء والسعادة.. لقد كان واحدًا منهم، وقد كان مهذبًا وداعمًا”.
