أكدت مجلة “ذا إيكونومست” البريطانية على وجوب عدم الثقة في نتائج فريق التحقيقات المصري في حادث تحطم الطائرة المصرية فوق المتوسط؛ نظراً لتاريخ الجانب المصري الحافل بالمماطلة في التحقيقات أو الوصول إلى نتائج في صالح الحكومة.
وقالت المجلة إنه بعد ساعات من حادث تحطم الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء أكتوبر الماضي، ومقتل ركابها البالغ عددهم 224؛ وأعلن فرع تنظيم الدولة بمصر مسئوليته عن الحادث، وبعد أقل من أسبوع قالت بريطانيا إنها تشتبه في أن سبب الحادث كان قنبلة، وأقر المسؤولون الأميركيون بأن تنظيم الدولة الإسلامية يقف وراء الحادث ، وبعد ذلك بأسبوعين خلصت روسيا إلى أن الطائرة أسقطت بعمل إرهابي .
واضافت: مصر رفضت كل هذه النتائج واصفة إياها بأنها نتائج مسبقة ، وفي ديسمبر أصدر محققوها تقرير النتائج الأولية بأنه ليس هناك ثمة دلائل على عمل إرهابي أو فشل أمني، وحتى الآن لم يتم إصدار التقرير النهائي (علناً على الأقل) .. فقط في فبراير اعترف عبدالفتاح السيسي بشكل غير مباشر بأن التحطم كان نتيجة عمل إرهابي .
وتابعت المجلة :”الآن مصر تحقق في تحطم آخر، طائرة مصر للطيران، والتي سقطت في البحر المتوسط في التاسع عشر من مايو، ويقول أيمن المقدم قائد فريق التحقيقات المصري والذي قاد أيضا فريق تحقيق الطائرة الروسية إن التقرير الأولي سيظهر في غضون شهر ، ولا يعتقد الكثيرين أنه سيلقي الضوء على سبب الحادث، خاصة إذا كان هذا السبب سيحرج مصر .
وأشارت المجلة إلى ان ما ذكره السيسي بأن “التحقيقات تستغرق وقت ، وأنه لا حاجة إلى التسرع ” لكن مصر- والكلام للمجلة– تبدع طريقة جديدة للتحقيقات المطولة التي لا تؤدي إلى لا شىء أو تؤدي إلى نتائج في صالحها.
وعادت المجلة لتذكر حادث مقتل ثماني سياح مكسيكيين وأربعة مصريين في الصحراء الغربية بقصف جوي من الجيش المصري حيث فرضت مصر التي تحقق بشكل “شفاف” في الحادث حظر نشر على نتائج التحقيقات، ولم يتم الإعلان عن أي نتائج، إلا أن السلطات المصرية لامت شركة السياحة على إحضار السياح لمنطقة محظورة، وفي الثاني عشر من مايو أعربت وزيرة الخارجية المكسيكية عن استيائها ودهشتها من نتائج التحقيقات.
وأوضحت المجلة أن التحقيقات التي يجريها الجانب المصري حول مقتل الطالب الإيطالي “جوليو ريجيني” والذي حمل جثمانه آثار التعذيب: الثمة المميزة لقوات الأمن المصرية خلصت إلى قتله على يد عصابه إجرامية قتلوا في مواجهة مع الشرطة ،وحتى الآن لا تجيب السلطات المصرية على العديد من أسئلة الجانب الإيطالي حول مقتل “ريجيني” ،ولا يتوقع أحد رد القاهرة عليها .
ولفتت المجلة إلى رفض الجانب المصري لفرضية تمايل الطائرة قبل سقوطها أو حدوث إنفجار على متنها ،فيما تصف وسائل هذه الإعلام الموالية للحكومة هذه الفرضيات بأنها مؤامرة خارجية تهدف إلى إضعاف السيسي ;الذي يدعي أنه منقذ البلاد. ومن المرجح أن يزيد الحادث من ضرر صناعة السياحة: الدعامة الأساسية للاقتصاد ومصدر مهم من العملة الصعبة .
وختمت المجلة بالقول: “اشتكى السيد السيسي نفسه من محاولة إعاقة التحقيقات” ،لقد أمر مسئوليه بإبقاء الجمهور على علم بنتائج التحقيقات ، قال ذلك بعد فترة قصيرة من حادث الطائرة الروسية في حين أن حكومته فشلت في كشف الحقيقة .