شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“الفقي” يعدد أسباب استبعاد الشأن الفلسطيني من وعي ثورات الربيع العربي

“الفقي” يعدد أسباب استبعاد الشأن الفلسطيني من وعي ثورات الربيع العربي
قال الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي: إن ثورات "الربيع العربي" في كل الدول التي اندلعت فيها لم ترفع في البداية شعارًا واحدًا معاديًا لإسرائيل أو متعاطفًا مع القضية الفلسطينية بل سيطرت عليها القضايا الداخلية والأمور المحلية

قال الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي: إن ثورات “الربيع العربي” في كل الدول التي اندلعت فيها لم ترفع في البداية شعارًا واحدًا معاديًا لإسرائيل أو متعاطفًا مع القضية الفلسطينية، بل سيطرت عليها القضايا الداخلية والأمور المحلية، ولم تحتل القضية الفلسطينية مكانها اللائق باعتبارها قضية العرب الأولى حتى تتصدر المشهد وتكون هي الشعار الأول فيه.

وأضاف “الفقي” خلال مقاله المنشور بجريدة “الحياة” :”قد يقول قائل إن شباب الثورة المصرية بعد شهور من اندلاعها قام بعضهم بمهاجمة سفارة إسرائيل في القاهرة، بل وانتزعوا علم الدولة العبرية من فوق السفارة، وفي ظني أن ذلك لم يكن تصرفاً جماهيرياً عاماً بدليل أن بعض من يفتقدون الوعي ويعانون من قلة الإدراك هاجموا السفارة السعودية أيضاً، وهي الدولة الشقيقة الأقرب إلى مصر عبر مراحل التاريخ المختلفة”.

وعدد الفقي عدة أسباب جعلت القضية الفلسطينية لم تحتل مساحة في وعي ثورات «الربيع العربي»، خصوصاً في مصر، منها:

–  الشعور القومي لتلك الثورات كان موجوداً، ولكنني أظن أن السبب في تغليب الشأن الداخلي وإعطائه أولوية على السياسة الخارجية إنما يرجع إلى شعور الثوار بأن التغيير يبدأ من الداخل وبأن إعادة ترتيب البيت ستؤدي بالضرورة إلى وضع أفضل تبرز فيه إرادة الشعب وتتأكد قدرته على صياغة سياسته الخارجية وفقاً لتوجهاته الوطنية وانتماءاته القومية. 

– سنلاحظ أن غياب السياسة الخارجية عن أهداف ثورات “الربيع العربي” لم يكن خياراً مصرياً فقط، لكنه فوق ذلك وقبله كان موقفاً عربياً عاماً، إذ لم نجد واحدة من دول “الربيع العربي” تخرج عن السياق أو تغرد خارج السرب.

– لقد ظلت إسرائيل ترقب عن كثب ما يجري في المنطقة العربية، وهي تحصد كل يوم حصاداً إيجابياً نتيجة ما تعانيه الدول العربية من عوامل الإخفاق وأسباب القلق والتوتر. ولا شك في أن إسرائيل وقفت خلف كثير من المشاكل التي يجري تصديرها يومياً إلى دول “الربيع العربي”، وهي لا تعلق كثيراً على مجريات الأمور.

– يرى فريق من خبراء المنطقة أن ثورات “الربيع العربي”، رغم صدق نوايا من قاموا بها، لم تكن خيراً كلها، بل يرى بعضهم أنها جلبت قدراً كبيراً من الفوضى في عدد من دول المنطقة كما أنها أدت إلى أن تتوارى القضية الفلسطينية وتأخذ منحى مختلفاً، وكانت النتيجة الأخطر هي أن قوى الإرهاب الدولي سعت إلى استثمار أحداث “الربيع العربي” كمظلة لدعم أنشطتها وتكريس وجودها. 

– أن مصر ارتبطت تاريخياً بالصراع العربي- الإسرائيلي، حتى إن كثيرين من المؤرخين المعاصرين يرون أن القضية الفلسطينية هي قضية مصرية أيضاً. ولقد جرى استطلاع للرأي في القاهرة قبل سنوات عدة، وكان السؤال الرئيس فيه عن المشكلة الأولى التي تؤرق المواطن المصري. وكان من المتوقع أن تنصرف إجابات العينات المختلفة في ذلك الاستطلاع نحو المشاكل الداخلية، بدءاً من البطالة مروراً بتدهور التعليم وصولاً إلى نقص الخدمات، لكن المفاجأة الحقيقية كانت هي أن معظم من شاركوا في ذلك الاستطلاع قرروا بنسبة تزيد على 78 في المئة أن مشكلة المواطن المصري الأولى هي القضية الفلسطينية، وحال التأرجح بين العداء السافر والسلام البارد.

–  لقد أدرك المصريون أن استهداف مصر في السنوات الأخيرة هو جزء من صراع يسعى إلى تمزيق الأمة العربية وإضعاف دول المركز في مصر وسورية والعراق والسعودية، وتغيير التركيبة التي عرفتها المنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى. 

– إن ما ذكره “الرئيس المصري”، على حد وصفه، في إحدى جولاته الداخلية أخيراً عن استعداد مصر لدعم المصالحة الفلسطينية تمهيداً لمفاوضات فلسطينية- إسرائيلية تتحقق بها الأماني القومية لشعوب المنطقة ويأتي معها الاستقرار السياسي وتخفت حدة المواجهة في الصراع العربي- الإسرائيلي، يدخل المنطقة في مرحلة جديدة تتمكن خلالها من القضاء على الموجات الإرهابية ومواجهة خوارج العصر وتتار القرن الحادي والعشرين.

– لقد جاءت دعوة “الرئيس المصري” بعد مبادرة فرنسية دعت إلى عقد مؤتمر في باريس لأطراف الصراع العربي- الإسرائيلي لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رفضها، بينما رحب بها بعض الدوائر الإسرائيلية ترحيباً يعوزه التقدير للنداء المصري، وقد استقبل الفلسطينيون الموقف المصري الجديد بالترحيب مع تحفظات حمساوية متوقعة.

– جاء بعض كتابات المعلقين الأجانب، بل والعرب، على الطرح المصري الذي تقدم به السيسي، بالتلميح إلى أنها محاولة ذكية للهروب إلى الأمام وإخراج مصر من عنق الزجاجة وإحداث اختراق يسمح للدور الإقليمي المصري المعروف تاريخياً بأن يعود إلى سابق عهده وأن يتحول إلى عامل قوي يعطي مصر قيمتها الحقيقية ويدعم سياستها الخارجية ويقطع الطريق على أعدائها في كل اتجاه.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023