أجلت السلطات الفرنسية حوالي 500 لاجئًا، أغلبهم من السودان وإريتريا والصومال وأفغانستان، من منتزه “غاردن ديلو” بالدائرة الثامنة عشرة في باريس، إلى مراكز إيواء مؤقتة بمنطقة “إيل دو فرانس”.
ويعد هذا المكان نقطة تجمع للاجئين المتجهين إلى مدينة كاليه، شمالي فرنسا؛ حيث يسيرون عشرات الكيلومترات من أجل الوصول إلى طرق لا يوجد بها قوات شرطة، ومن ثم الذهاب إلى بريطانيا عبر الحافلات وعربات النقل.
ومنذ مطلع العام الماضي، تم إخلاء هذا المنتزه أكثر من مرة من لاجئين كانوا يقطنون فيه داخل خيام، إلا أنه خلال الشهور التالية كان يتجمع مجددًا مهاجرون آخرون في نفس المكان.
وتواجه باريس انتقادات متكررة من قبل عدد من مؤسسات حقوق الإنسان ورعاية اللاجئين؛ بسبب عدم تأسيسها مراكز إيواء دائمة للاجئين بالبلاد.
وفي 18 نوفمبر الماضي، تعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، بأن تستقبل بلاده 30 ألف لاجئ، وهي حصتها من اللاجئين التي تم الاتفاق عليها في إطار الخطة الأوروبية لإعادة توطين المهاجرين، لكنها لم تستقبل منذ ذلك الحين، سوى 19 لاجئًا.
وفي يونيو الماضي، استنكرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ظروف إقامة اللاجئين في مخيم “كاليه”، داعية باريس إلى تقديم “خطة طوارئ” لتحسين ظروف عيش بضعة آلاف من اللاجئين الذين يضمهم المخيم، وممّن يسعون في معظمهم إلى الذهاب إلى بريطانيا.
وكان وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، أدان تصريحات أطلقها رؤساء بعض البلديات في فرنسا أبدوا رغبة في استقبال لاجئين “شرط ان يكونوا من المسيحيين”، معتبرًا أن هذا التمييز بين المسيحيين وغيرهم “مضر”.
وكانت هذه التصريحات كافية لتنفير اللاجئين المسلمين من الوصول الى الأراضي الفرنسية والاستقرار فيها، بل إن من يصلها يعتبرها محطة بينية للانتقال الى دولة أخرى للمستقر.
وأحدثت هذه التصريحات التي اعتبرها البعض عنصرية لا تربطها أي صلة بطبيعة استقبال اللاجئين، على أنه عمل إنساني قبل ان يكون عملاً سياسيًا، ردود أفعالاً واسعة لدى الكثير من النجوم من عالم الفن والرياضة وغيرها من المجالات، ممن هبوا لمناصرة اللاجئين، وحثوا السلطات الفرنسية على فتح أبواب البلاد أمام اللاجئين وإخماد الأصوات العنصرية التي تتعالى في هذا الشأن.