حالة من التوتر في العلاقات السياسية بين أنقرة وأثينا هذه الأيام، وترجمت في رفض وزارة الخارجية التركية استياء نظيرتها اليونانية، من بث برنامج ديني وتلاوة القرآن الكريم خلال أيام شهر رمضان، في مُتحف “أيا صوفيا” بمدينة اسطنبول.
وتقوم قناة تركية حكومية ببث برنامج ديني داخل “أيا صوفيا” خلال فترة السحور، طيلة أيام شهر رمضان المبارك، ويتضمن البرنامج تلاوة القرآن ودروسًا دينية، عبر استضافة علماء ومشايخ الدين الإسلامي.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية، طانجو بيلغيتش، في بيان أصدره الأربعاء 9 يونيو 2016م، إن استياء الخارجية اليونانية “أمر غير مقبول”.
جاء بيان الخارجية التركية أمس ردًّا على بيان أصدرته الخارجية اليونانية، في وقت سابق أمس، أعربت فيه عن “استيائها” من بث البرنامج الديني في “أيا صوفيا”، منذ مطلع رمضان.
ودعا بيلغيتش الحكومة اليونانية إلى “التحلي بالمنطق السليم” في تصريحاتها، مشيرًا إلى أنها “تمنع بناء المساجد في أثينا (العاصمة اليونانية)، وتتدخل في الحريات الدينية لأتراك تراقيا الغربية، وتخلط بين الحداثة ومعاداة الإسلام”.
وتوجد تراقيا الغربية في اليونان، وتوجد بها مجموعة من الأقليات، التي تصر أنظمة الدولة حتى الآن على عدم الاعتراف بها، ويأتي في مقدمتها الأقليات الأتراك البالغ عددهم 121 ألف نسمة.
وأثينا هي العاصمة الأوروبية الوحيدة التي لا يوجد فيها مسجد، وكانت الحكومة اليونانية، قد قدمت للبرلمان عام 2000م، مشروع بناء مسجد، إلا أن قرار البناء لم يصدر إلا عام 2011م، بعد نقاشات استمرت 11عامًا، ورغم عرض الحكومة مناقصة البناء، إلا أن اعتراض القساوسة وكبار رجال الدين المتشددين تسبب في تأجيل المناقصة التي لم تطرح بعد.
وكانت أيا صوفيا كاتدرائية قبل تحويلها إلى مسجد، عقب فتح السلطان محمد الفاتح القسطنطينية (إسطنبول) عام 1453، وظلت كذلك حتى عام 1935م، حين تمَّ تحويلها إلى متحف إلى يومنا هذا.