عندما تقرأ عن تاريخ الصين القديمة ستكتشف أنه مليء بالإنقلابات العسكرية، والثورات، و الصراعات المسلحة، التي تذكرنا بالأوضاع التي نعيشها في الشرق الأوسط مما يدفعنا للتأمل في أحد أبرز الملاحم في التاريخ الصيني ألا وهي “رومانسية الممالك الثلاث”.
قبل أن تتحول رومانسية الممالك الثلاث إلى مسلسل الأنمي الشهير صقور الأرض أو باليابانية Sangokushi، أو”صراع الجبابرة”، قبل أن تصبح رواية رومانسية الممالك الثلاث المنبع الأول والأهم للكثير من أعمال الدراما الصينية أبرزها مسلسل يحمل اسم نفس الرواية، وقبل أن تنتج العديد من الأفلام العالمية عن هذه الملحمة البطولية، ما هي رومانسية الممالك الثلاث ؟
من أكثر روائع الأدب الصيني تأثيرًا في التراث العالمي هي بالأساس ملحمة أدبية تدور أحداثها أثناء صراع الممالك الثلاث، والذي نشأ في نهاية عهد سلالة الهان التي حكمت الصين لمدة 426 سنة كما تتحدث الرواية عن الولاء والوفاء بين أبطالها “ليو باي” و”جوان يو” و”تشانج فاي”.
الثلاث ممالك:
تم إقتسام الصين بين ثلاث ممالك في أعقاب إنهيار حكم سلالة الهان بين ثلاث ممالك :
1: مملكة وي “wei” في الشمال.
2: مملكة وو “wu” تقع في الجنوب الشرقي من الصين.
3: مملكة شو “Shu” تقع في الجنوب الغربي من الصين.
في البداية لابد أن نوضح أن الترجمة الصحيحة هي الثلاث إمبراطوريات منذ أن أعلن كل ملك من الثلاث ملوك نفسه إمبراطور، كانت فترة الممالك الثلاث فترة حرب أهلية أتسمت بالدموية وعنيفة والتي سقط فيها عدد كبير من الضحايا يصل في بعض المصادر التاريخية إلى أنه يعتبر أكثر من عدد القتلى في الحرب العالمية الأولى.
سلالة الهان كانت ثاني إمبراطورية في تاريخ الصين وقد تأسس حكم “الهان” سنة 206 قبل الميلاد، في فترة الحرب الأهلية، ووحدت الصين تحت رايتها سنة 202 قبل الميلاد، حيث كانت أول عاصمة لها هي مدينة “تشانغن”، وأول امبراطور ليو بانغ، الذي عرف فيما بعد بـ”الإمبراطور غاوزو”.
و استمر حكمها حتى محيت آثار الحرب الأهلية والتي عرفت بصراع الممالك الثلاث، أما إمبراطورية الهان امتدت أراضيها عبر الصين وكوريا الشمالية وأجزاء من كوريا الجنوبية وفيتنام ومنغوليا.
ازدهرت إمبراطورية الهان في بدايات عهدها ونشطت التجارة الخارجية مما أدى لتأسيس ما يعرف اليوم بطريق الحرير بين الصين و الإمبراطورية الرومانية كما كان عهد الهان هو العهد الذهبي الأول للصين كما ساهمت في جلب الديانة البوذية من الهند للصين.
تمرد القمصان الصفر :
“Yellow Turban Rebellion” وتترجم أيضا لتمرد الأوشحة الصفراء، وهي ثورة اشتعلت في عهد الإمبراطور لينج عام 184 ميلاديًا، واستمرت حتى تم قمعها في عام 205 ميلادي، كان الثوار يرتدون الأوشحة الصفراء نسبة لديانة الطاوية، و التي لازال لها تأثير كبير في الصين.
ثورة القمصان الصفر كانت مقدمة لما عرف فيما بعد بصراع الممالك الثلاث.
الأسباب :
دائما ما تتشارك الثورات نفس الأسباب ألا وهي الفقر و المجاعات المنتشرة نتيجة لفرض الضرائب الثقيلة على الشعب لتمويل تأسيس طريق الحرير وجشع الجنرالات و السياسيين في القصر الحاكم بالإضافة للعمالة بالسُخرة والتي أٌجبر عليها الكثير من العمال في الصين لتأسيس طريق الحرير في ذلك الوقت والتي تسببت في عدد كبير من الوفيات
أدى كل هذا لكي يقوم معارضي التدخل الخارجي في الصين وخوفاً من أن يتم أختراق الصين من قبل الأجانب بالتحالف مع عدد من الجنود العاطلين وكل من فقد أراضيه بسبب طريق الحرير لتشكيل عدد من الميلشيات المسلحة و التي تحولت لأشبه ما يكون بجيش خاص في قرابة عام 170 في نفس الوقت ضعفت الحكومة المركزية و أصبحت السلطة الفعلية في يد مجلس يسمى مجلس العشرة ( مجلس يضم أقوى 10من السياسين المخصيين في القصر الإمبراطوري ).
كان مؤسس الثورة تشانج جو Zhang Jue هو نفسه مؤسس الديانة الطوية مع أخويه وتم تلقيبه من قبل أتباعه بجنرال السماء
في بداية الثورة لم تكن عنيفة بل كانت مجرد إحتجاجات حتى قام جنود الإمبراطور وبتوصية من مجلس العشرة بقمع المحتجين وقتل الثوار بطرق وحشية وتم إعدام الكثير ممن يعتبرون رموزاً لثورة مما أدى إلى بداية الحراك العسكري ضد الإمبراطورية
في بدايات الثورة توجت بإنتصارت الجيش التابع للثورة و نجحوا في القضاء على الكثير من خصوم الثورة مثل الوزير الأول في مقاطعة Nanyang في عام 185 كان أخر الهزائم الكبيرة للثورة عقب الإستيلاء على Wan وتم تدمير قواتهم في الشمال وتم قتل قادة الثورة الثلاثة ولكن بعد شهرين تم إشتعال الثورة من جديد امتدت لجبال Taihangفي الحدود الغربية وفي 186 وصلت Shaanxi و Liaoning.
وفي عام 188 قام الثوار في مقاطعة Sichuan بإعلان الإستقلال بدون الرجوع إلى باقي الثوار في المقاطعات الأخرى، واستمر الوضع كما هو عليه حتى قام الجنرال “تساو تساو” بهزيمة الثوار بعد أن حاصرهم في حصن يان 192 ثم نجح في أن يضم ما بقى منهم إلى قواته في عام 205 ميلادي.
بداية الإنهيار :
انتهت الثورة واستعادت الإمبراطورية سيطرتها الظاهرية فقد كان ثمن القضاء على الثورة مكلفًا، فالكثير من المواطنين تم تهجيرهم و الكثير تشردوا، وزادت أوضاع المجاعة كما اكتسب الكثير من أمراء الحرب أو الجنرالات القوة على حساب قوة الإمبراطور، بالإضافة إلى اكتساب بعض حكام المقاطعات حكم أشبه بالحكم الذاتي مما أفقد الحكومة المركزية الكثير من قوتها.
في عام 189 توفي الإمبراطور “لينج” و نتيجة للصراع بين أخ الإمبراطورة الجنرال “He Jin”، ومجلس العشرة على الوصاية على الإمبراطور الصغير، قام مجلس العشرة بتدبير مؤامرة لإغتيال الجنرال هي جين في يوم 22 من سبتمبر من نفس العام.
فيما بعد قام الجنرال يان شاو”Yuan Shao” – أحد أتباع الجنرال “هي جين”- بإضرام النار في القصر، وذبح كل أعضاء مجلس العشرة.
نتيجة للأوضاع السياسية المتأزمة وضعف القصر الحاكم قام الجنرال دونغ تشو بالإنقلاب على الإمبراطور بالإستيلاء على السلطة و نجح في سيطرته على العاصمة إلا أن إنقلاب دونغ تشو شجع أمراء الحرب و الجنرالات المختلفين و حكام المقاطعات الذين اكتسبوا القوة في عهد الثورة إلى الإستقلال بمقاطعاتهم مما أغرق البلاد في حالة من الفوضى انتهت بمقتل “دونغ تشو” على يد “لوبو” أحد جنرالات “دونغ تشو”.
عقب مقتل “دونغ تشو” زادت قوة “تساو تساو” مما دفعه ليقود جيوشه لمحاربة الجنرلات المتقاتلين في شمال الصين و إعادة توحيد الشمال من جديد.
أبطال الملحمة :
لعل من أفضل الإقتباسات في رأيي لهذه الملحمة هو ما حدث في فيلم الأنمي الياباني الشهير “صراع الجبابرة”، والذي قام بدبلجته مركز الزهرة تحت اسم “صقور الأرض”.
نظراً لكثرة الشخصيات وتعقيد الأحداث سنتناول الشخصيات الثلاثة التي شكلت الممالك الثلاث:
من اليمين Zhang Fei تشانغ في (أو حكمت وفق الدوبلاج العربي في الأنمي ) وفي الوسط Liu Bei ( ليو باي )، أو عبد الرحمن وفق الدوبلاج العربي في الأنمي وفي اليسار” Guan Yu” كوانج يو، أو حمزة وفق الدوبلاج العربي في الأنمي.
ليو باي :
ليو باي هو أحد أمراء الحرب في أثناء فترة الممالك الثلاث ومؤسس إمبراطورية “Shu” في الجنوب الغربي من الصين، تربى في أسرة فقيرة اضطر للعمل ليعيل عائلته وخصوصا بعد وفاة والده وهو صغير، وعمل في تصليح وبيع الأحذية وصناعة القبعات، إلا أنه كان طموحًا لدرجة أنه بينما كان يلعب مع رفاقه وهو صغير رأي عربة الإمبراطور تقف تحت شجرة أخبر رفاقه أنه سيصبح يوماً ما إمبراطور، وبالفعل في عمر ال14 قام أحد أقاربه المتنفذين في الدولة برعايته لما رأى مافيه من ذكاء وحسن تصرف بوادر قيادة درس تحت يد الحكيم Lu Zhi وهناك إلتقى بصديقهGongsun Zan والذي لمع نجمه فيما بعد كأحد أمراء الحرب في شمال الصين.
قابل ليو باي مع جوان يو والذي كان فلاحاً إلا أنه كان قوي البنية و ضخم الجثة وعليه علامات الحكمة، و” تشانغ فاي” فيما بعد قاموا بما يعرف بقسم حديقة شجر الخوخ، والذي يعتبر أحد أبرز أحداث الملحمة، حيث أقسم الثلاثة على أن يظلوا أخوة حتى يفرقهم الموت، قائلين “لم ندعوا أن نولد في نفس اليوم ولكن ندعو الله أن نموت في نفس اليوم “.
وهو ما حدث بالفعل حيث شارك الثلاثة علاقة أخوة قوية ظلت حتى مقتل “جوان يو” في 220، ثم مقتل “تشانج فاي” في 221 ثم وفاة “ليو باي” في 223.
قام الثلاثة بتكوين جيش من المتطوعين لحماية الإمبراطورية من السقوط أثناء ثورة القمصان الصفر و أقسموا على أن يستعيدوا مجد الإمبراطورية
بعد القضاء على الثورة قام الثلاثة بالإنضمام للتحالف الذي تم تشكيله لمحاربة دونغ تشو بعد مقتل دونغ تشو على يد لو بو انفض التحالف على الفور و انتشرت الفوضى والحرب الأهلية، انضم ليو باي لـ Gongsun Zan و الذي كان في حرب مع الجنرال “يان شاو”، وتم تعيين ليو باي وزيرا لمقاطعة Pingyuan County تحت قيادة Tian Kai لمواجهة يان شاو.
ونتيجة لهذه المواجهة تكون حلف بين كلاً من يان شو، و”Yuan Shu” و”Tao Qian و “Gongsun Zan” ضد يان شاو و تساو تساو انضم Tian Kai ، وليوبي لحلف الأول ضد يان شاو وتساو تساو.
و بالرغم من إنتصار قوات تساو تساو إلا أن أحد جنرالاته تمرد ضده وسمح لو (لو بو ) بإحتلال قاعدة تساو تساو في مقاطعةYan مما دفع تساو تساو لإنسحاب لمقاطعة تشو عندها توجه ليو باي لمقاطعة “Xiaopei” وأحضر معه جيشه فيما بعد أتخذ ليو باي من Tao Qian قدوة له و اعتبره مستشاره.
فيما بعد قام ليو باي بإكتساب شعبية بين المواطنين الذين يسكنون المقاطعة، واتصل بالقبائل الموجودة فيما بعد أكتسب ليو باي دعم القبائل المؤثرة وتزوج من قبيلة ماي ليكسب دعمهم وبعد وفاة Tao Qian ورث ليو باي مكانه عوضاً عن أبنه بدعم من قبيلة ماي و تمكن من السيطرة على مقاطعته وقواته نتيجة للتغيرات قام يانشو بإعادة التفكير في مسئلة الحلف مما دفع مستشارين ليو باي بدفعه في الإتجاه لتغير الحلف هو الأخر لحلف يان شاو مما ساعد ليو باي في النهاية على السيطرة على حصن تشو
في عام 195 تمكن تساو تساو من هزيمة لوبو عندها فر لو بو ولجأ للحماية عند ليوباي والذي قابله بالترحاب و أحسن إستضافته
نتيجة للصراع بين ليو باي و يانشو على السيطرة على مقاطعة تشو توجه ليو باي بقواته لمقاطعة Xuyi وهناك دارت معركة بينه وبين قوات يانشو
بينما كان ليو بي في الحرب قام تشانج فاي (أحد أخوة القسم الثلاثة ) و الذي تركه ليو باي لحماية مدينة Xiapi عاصمة مقاطعة تشو بقتل Cao Bao و الذي كان من أكثر الرجال نفوذا في المدينة مما أدى لعدد من الإضطرابات و التي أستغلها لو بو لإختطاف عائلة ليو باي و زوجاته و فرض سيطرته على المدينة في هجوم مفاجيئ
عاد ليو باي فورا لمدينة Xiapi عقب خيانة لو بو وترك باقي قواته على الجبهة في مواجهة يانشو مما أدى لهزيمة القوات مما دفع ليو باي لإنسحاب ل Haixi وهناك فقد الكثير من قواته و الدعم أثر دخوله في عدد من المعارك على أكثر من جبهة حتى أنه قبيلة ماي قامت بدعم الجيش من أموالها بسبب الحصار الشديد أضطر جيش ليوباي لأكل لحوم الموتى و فيما بعد أضطروا لإستسلام لقوات لو بو فيما بعد سلم لو بو ليو باي عائلته وطلب منه مساعدته في مواجهة يانشو وفي نفس الوقت قام لو بو بالتحالف مع يانشو للقضاء على ليو باي
عسكر ليو باي في Xiaopei وهناك قام بإعادة بناء جيشه ثم التوجه لإحتلال مقاطعة Xiaopei فيما بعد أنتقل ليو باي لمقاطعة Xuchang وهناك أستقبله تساو تساو و عينه حاكماً على مقاطعة Yu فيما بعد أستعاد ليو باي منصبه في مقاطعة Xiaopei ليبقى عيناً على لو بو.
في 198 جدد لو بو تحالفه مع يانشو لمواجهة زيادة قوة تساوتساو وفي نفس العامة هاجمت قوات يانشو ليو باي و لكن تساو تساو أرسل الدعم لقوات ليو باي مما ساعده على هزيمة قوات يانشو أثر هذه الهزيمة تغيرت معادلة القوى مجددا لصالح تساو تساو والذي نجح في قيادة جيش للقضاء على لوبو شخصيا والذي نجح في تحقيقه في معركة Xiapi.
في عام 199 تمكن تساو تساو من إستحضار الإمبراطور Xian من سلالة الهان مما أكسبه شرعية سياسية و نفوذ أكبر نظراً لتعينه المستشار الأعلى لإمبراطورية الهان من قبل الإمبراطور Xian و الذي كان في الحقيقة إمبراطور صوري نظراً لأن القوة الحقيقية كانت في يد تساو تساو.
شكل ليو باي و معه عددًا من القادة الأخير تحالفاً جديد ضد سيطرة تساو تساو على الإمبراطورية . قلق ليو باي من مغادرة تساو تساو الحصن عندما علم أن يانشو قد أستسلم لتساو تساو لذا سارع ليو باي بالتحالف مع يان شاو في الشمال.
نجح تساو تساو في دفع ليو باي و قواته لتراجع للجنوب تحت ضغط قوات تساو تساو الهائلة، ثم نجح في استعادة السيطرة على مقاطعة Xu و الذي قد تم منحه لأحد القادة من قبل الإمبراطور وترك ورائه جوان يو لحماية Xiapi .
بعد ذك قام يان شاو بمدبرة مؤامرة بمساعدة جواسيس ليو باي داخل العاصمة في عام 200 لإغتيال تساو تساو لكن المؤامرة فشلت ونجح تساو تساو في إعدام المتأمرين و عائلاتهم جميعا
تمكن تساو تساو من هزيمة يان شاو في معركة Guandu أثر هذه الهزيمة هاجم تساو تساو قوات ليو باي مما اضطر ليوباي للفرار لمقاطعة Jing (جينج ) وتحت حماية حاكم المقاطعة Liu Biao.
أقام ليو باي في مقاطعة جينج سبعة سنوات، وفي عام 202 أرسل تساو تساو قواته لمهاجمة ليو باي و بالفعل نجحوا في نصب مكيدة لقوات ليو باي مما أدى لهزيمته في معركة Bowang.
فيما بعد توجه ليو باي لمقابلة الإستراتيجي Zhuge Liang و الذي قام بوضع خطة طويلة المدى تعرف بأسم Longzhong Plan للسيطرة على مقاطعة جينج و مقاطعةYi.
توفي Liu Biao في عام 208 وخلفه في حكم المقاطعة أبنه و الذي أستسلم لتساو تساو دون إخبار ليو باي مما أضطر ليوباي لإخلاء Fancheng ومعه المدنين نحو الجنوب حيث وصلوا Dangyang ومعه من الأتباع قرابة المئة ألف، ليستقر ليو باي في Changban فيما بعد قام مستشاره Zhuge Liang بزيارة صون جوان لترتيب تحالف خصوصا بعد إتمام تساو تساو سيطرته على الشمال و وسط الصين أي ما يمثل ثلثي مساحة الإمبراطورية، وخوفاً من إمتداد نفوذ تساو تساو للجنوب نجح صن جوان و ليو باي على تشكيل تحالف.
معركة الجرف الأحمر:
كانت قوات تساو تساو تقدر بحوالي 230,000 الى 270,000 بينما قوات التحالف تقدر بـ 50 ألف جندي، حتى أن ألتقى الجيشان عن الجرف الأحمر في موقعة عرفت باسم “الجرف الأحمر” أو “تشيبي” كما تعرف في التاريخ الصيني، وهي من أهم المعارك في ملحمة الممالك الثالث، وربما لأنها قضت على طموحات تساو تساو للتوسع جنوب نهر يانجتسي كما تعد هذه المعرك من أشهر المعارك النهرية في التاريخ.
جيش تساو تساو كان أغلبه من سكان الشمال و لهذا لم يتمكنوا مع الطقس في الجنوب مما شكل ميزة لصالح قوات التحالف،وبسبب تخطيط مستشار ليوباي تمكن الحلفاء من تحقيق النصر وإغراق أغلب سفن تساو تساو مما سبب هزيمة معنوية لتساو تساو.
بعد المعركة نجحت قوات الحلفاء في السيطرة على مقاطعة Jiangling فيما بعد أرسل ليوباي Liu Qi ليكون حاكم مقاطعة جنيج ولكن بعد فترة قصيرة توفي Liu Qi مما أدى لفراغ المنصب وليضمن ليو باي الحفاظ على مكتسباته قام الزواج من أخت صن جوان الصغرى Lady Sun أعترف صن جوان بسيادة ليو باي على جنيج
بعد وفاة Zhou Yu قائد جيوش صن جوان في جينج 210 ميلادي تنامى نفوذ ليوباي في جينج هذا بالإضافة لشعبيته بين المواطنين وفقاً لهذه التغيرات أصبحت مملكة وو مكشوفة من ناحية الشمال لذا قام لو سو الوزير الجديد وقائد جيوش صن جوان بالإيعاذ له بأنه لم يمنح ليو باي جنيج ولكنه “أعارها ” له مما يمنحه الحق في إستردادها ليحافظ على حدود مملكته من هجمات تساو تساو المحتملة
ظهرت بعض الشائعات أن تساو تساو سيقود هجوماً جديدا على مقاطعة Yi لذا تحرك ليوباي تاركاً أخوته في القسم للدفاع عن جينج
بعد أن غزى “ليو باي” قام لو سو قائد جيوش صن جوان بالمطالبة بحق ” عودة ” مقاطعة جنج لمملكة وو بالطبع رفض ليو باي مطالبه مؤكداً أنها أصبحت تابعة له , أرسل “صن جوان” جيشًا يقدر بـ 20,000 مقاتل لمهاجمة جنوب جينج وعندما أمر ليو باي أخاه في القسم جوان يو بالمسير لمواجهة جيش ( وو ) أرسل صن جوان 10,000 مقاتل كدعم لجيوشه لمواجهة جيوش ليو باي ال 30.000 مقاتل الذين قادهم جوان يو في نفس الوقت وصلت أخبار ل ليو باي تخبره أن تساو تساو يحرك قواته ل Hanzhong, و خوفاً من عودة خطر تساو تساو طالب ليوباي بهدنة مع صن جوان
في 215 اجتاح تساو تساو مقاطعة Hanzhong كما نصحه مستشاروه أن يغتنم الفرصة ليستعيد مقاطعة Yi خصوصا أن الحاكم الذي عينه ليوباي غير مستقر في الحكم كما أن ليو باي شخصيا بعيدٌ عن مقاطعة جينج أيضاً لكن تساو تساو رفض إنتهاز الفرصة بسبب أنه غير مغرم بطبيعة هذه المقاطعات
ليوباي يصبح إمبراطور :
بعد إستعادة ليوباي Hanzhong و إستقرار الوضع مجدداً نصحه مستشاروه أن يخاطب تساو تساو بلقب ( ملك وي Wei ) لهذا قرر ليوباي تسميت نفسه ( ملكHanzhong ) أسوة بتساو تساو كما أختار أبنه Liu Shan ليكون وريثه في الحكم كما تم تعيين جوان يو جنرال المقدمة للجيوش و أصبح تشانج فاي جنرال اليمين.
إنهيار التحالف :
في مرحلة سابقة سعى تساو تساو لإستمالة جوان يو ليخدم معه في ( وي ) ولمدة من الزمن أنضم لتساو تساو بالفعل ولكن سرعان ما عاد لينضم لجيش ليو باي من جديد في هذه الأثناء أرسل ليو باي أبنه بالتبني Liu Feng لصد هجمات Cao Pi ( أبن تساو تساو وقائد جيوشه ) لكنه هزم هزيمة منكرة مما أغضب ليوباي منه وبعد أن رفض Liu Feng إرسال الدعم ل جوان يو في عام 219 في شتاء 220 هاجمت قوات صن جوان مقاطعة جينج مجددا و لكن في هذه المعركة و بعد هجمات دامية تم هزيمة جوان يو و الذي تحكي الأسطورة أنه ظل يقاتل وحيداً حتى تم إعدامه رمياً بالسهام عقب مقتل جوان يو حزن تساو تساو كثيراً والذي كان يعتبر جوان يو من أكثر الناس الذي كان يحترمهم لدرجة أنه طالب بأرسال جثة جوان يو ليقيم له جنازة تليق به في العاصمة و قام بتطيب روحه في مراسم الدفن بنفسه فيما بعد سمع ليوباي بخبر مقتل أخيه جوان يو مما أغضبه و جعله يعلن الحرب على ( وو Wu ) في هذه الأثناء قام ليو باي بإعدام أبنه بالبتني 221 بعد مقتل جوان يو بسببه
توفي تساو تساو وورثه أبنه تساو بي Cao Pi و الذي خلع الإمبراطور الأخير من سلالة هان وعين نفسه إمبراطوراً لإمبراطورية Cao Wei. مما دفع ليو باي لإعلان نفسه إمبراطوراً على إمبراطورية ( Shu Han) ونصب أبنه Liu Shan الأمير المتوج لإمبراطورية
في خريف 222 قاد ليوباي جيشاً بنفسه لمهاجمة صون جوان و لكنه هزم للمرة الأخيرة، بعدها في صيف عام 223 توفي ليو باي على فراش الموت.
“صورة قبر ليوباي”.