لا تتوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، بل إنها مستمرة مع حرص قادة الكيان الصهيوني على تنويعها من زهق للأرواح إلى الاعتقال والتعذيب داخل أقبية السجون، إلى السعي الدائم لطمس الهوية الفلسطينية، حتى لا تتذكر الأجيال حقهم في فلسطين التاريخية، لذلك تقوم قوات الاحتلال بطمس كل معلم من معالم التاريخ الذي يؤكد عروبة وفلسطينية المكان، وذلك بطمس الأبنية والتراث الفلسطيني، وذلك ما يفسر نشاطها الحالي في هدم المنازل والمساجد والآثار.
وتسعى بعض المنظمات لإعادة إحياء وترميم الأماكن التراثية والأثرية بالإضافة للأبنية التي يحتاج عائلتها لإعادة ترميمها مع عدم قدرتهم على الدفع.
وصرح خالص موتلو، المسؤول في جمعية حماية وإحياء الميراث العثماني في القدس المحتلة، وجوارها (ميراثنا) التركية، أن الجمعية رممت 45 مسجدًا تاريخيًا، وأكثر من 70 منزلاً قديمًا في مدينة القدس والأراضي الفلسطينية.
وقبل أربع سنوات أرسلت بلدية حيفا كتابًا من أجل ترميم المسجد الكبير أو إنها ستهدمه، بحسب تصريحات موتلو.
وتضع دائمًا حكومة الاحتلال العوائق والعراقيل أمام أعمال الترميم، سعيًا لهدم تاريخ فلسطين، حيث تحدد مدة معينة لإنهاء أعمال الترميم في مناطق متعددة بفلسطين، وفي مقدمتها القدس وحيفا، وتقدم على هدم المبنى الذي لا ينتهي خلال تلك المدة.
ويعد مسجد الجرينة أو مسجد النصر أو مسجد حيفا الكبير، أحد المساجد الفلسطينية الأثرية، ويعود للحقبة العثمانية في فلسطين، ويقع في البلدة القديمة لمدينة حيفا، حيث قام العثمانيون بإنشاءه بعد القضاء على حاكم منطقة الجليل ظاهر العمر عام 1775م، كجزء من التكريم للقائد حسن باشا الذي قام بهذه الحملة.
ويعد المسجد الكبير هو ثاني أقدم مساجد حيفا بعد المسجد الصغير، وبنى العثمانيون برج ساعة بمحاذاة هذا المبنى، في عام 1901م، كجزء من عدة أبراج أقيمت تخليدا للسلطان عبد الحميد الثاني.
واُطلق عليه إسم “الجرينة” بسبب وجود ساحة حجرية كبيرة أمامه مخصصة للحبوب المعدّة للتصدير إلى الخارج عبر ميناء حيفا في ذلك الوقت.
وانطلقت يوم 10 يونيو، حملة بعنوان “معًا نحمي أوقافنا في حيفا”، تهدف لحماية أوقاف حيفا وجمع التبرعات لترميمها، وخصوصًا مقبرة ومسجد الاستقلال، حيث تواجه هجمة سلطوية لتصفيتها ومصادرتها.