شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بالصور.. رقصات تتحدى الموت في المكسيك

بالصور.. رقصات تتحدى الموت في المكسيك
عندما تسافر إلى بلاد أخرى تجد ثقافات مختلفة وعادات متباينة، وبعض هذه الثقافات قد لا تصدق وجودها إلا برؤيتها بعينك، ففي بقعة من بقاع الأرض وتحديدًا في المكسيك، هناك قبائل تتحدى الموت بطقوسها؛ حيث الـ"Voladores"..

عندما تسافر إلى بلاد أخرى، تجد ثقافات مختلفة وعادات متباينة، وبعض هذه الثقافات قد لا تصدق وجودها إلا برؤيتها بعينك؛ ففي بقعة من بقاع الأرض وتحديدًا في المكسيك، هناك قبائل تتحدى الموت بطقوسها؛ حيث الـ”Voladores” أو ما يطلق عليهم الطيارين.

تعتبر رقصة الطيارين، من أقدم الطقوس في قبائل المكسيك، وتندرج تحت الطقوس الدينية، وهي تتكون من 5 أفراد، يتسلقون عمودًا يصل ارتفاعه إلى 100 قدم، أوسطهم يسمى “كابورال”، يقف في المنتصف في الأعلى ليعزف؛ حيث لا شيء لتثبيته أو حمايته من السقوط، فالخطأ منه ثمنه حياته، وباقي المجموعة وهي عبارة عن 4 أفراد يعلقون بحبال من حوله في أعلى العمود، ثم يلقون أنفسهم ويلتوون في الهواء بحركات بهلوانية على أنغام موسيقى الـ”كابورال”، هؤلاء جميعًا يسمون الـ”Voladores”.

أكثر ما يدهشك في هذه الطقوس، التوازن بين موسيقى الكابورال وأفراد الرقصة الذين يتلوون في الهواء.

رقصة الطيارين، هي تقليد يعود تاريخها إلى قرون مضت؛ حيث كان يمارسها السكان الأصليون في المكسيك، وجواتيمالا، ونيكاراجوا، والسلفادور، كوسيلة للتواصل مع آلهتهم، واندثرت بعض الشيء مع الغزو الإسباني.

يمارسها حتى الآن شعب ناهوا؛ حيث لا يزال يحافظ على بعض من أصول الطقوس، وشعوب “تاتوناك” في مدينة بالمكسيك؛ حيث يأتي السياح من كل أنحاء العالم لمشاهدتها في حفل كبير يتم الاستعداد له قبلها بفترة من الزمن.

ملابس الطيارين الراقصين، تمثل لهم رموزًا مهمة لآلهتهم، بحسب معتقداتهم، لكن تم استبدالها بأزياء حديثة لمنع الغزاة الإسبان الرموز الوثنية.

وعند الرجوع إلى الأصل التاريخي لهذه الطقوس، تجد الغزاة الإسبان قد دمروا الوثائق والمخطوطات التي تتحدث عن ثقافات الشعوب ودياناتهم، ولكن قليل من المخطوطات قد نجت من التدمير، مع بعض الكتابات المؤرخة التي تحكي قصة الطيارين وكيف تطورت عبر الزمن.

تقول أسطورة “توتوناكا”، إن في وقت مضى، كان هناك جفاف شديد وندرة في الغذاء والماء، فقرر 5 من الشباب أن يبعثوا رسالة إلى “كسيبي توتيك” وهو إله الخصوبة في معتقداتهم، حتى تعود الأمطار والخصوبة إلى أراضيهم، فذهبوا إلى الغابة وبحثوا عن أطول شجرة ليصعدوا عليها.

وعندما وجدوا الشجرة المطلوبة، ظلوا طوال الليل يصلون ويدعون الشجرة لمساعدتهم في طلبهم، ثم حملوها في الصباح، وعادوا إلى قريتهم دون أن يجعلوها تلمس الأرض إلا عند المكان الذين قرروا أن يبدءوا فيه شعائرهم.

قام الشبان بحفر حفرة لوضع الشجرة بها لتستقيم واقفة، ثم جردوها من الأوراق، وتزينوا بالريش ليبدو كالطيور، ظنًا منهم أن ذلك يلفت انتباه إلههم، ثم صعدوا عليها وربطوا أنفسهم بها وبدءوا يتلون شعائرهم على أصوات الناي.

حاربت الكنيسة هذه الطقوس ووصفتها بالوثنية، ما أجبر أهلها على القيام بها سرًا لأوقات طويلة.

ما زال شعب “التوتوناكا” يمارسون هذه الطقوس حتى الآن، وذلك لعدة أسباب؛ أولها حفاظًا على تراثهم وثقافاتهم، وثانيًا يعتبرونها مصدرًا للدخل لهم ولأسرهم.

جدير بالذكر، أن هذه الطقوس تسببت في موت كثير ممن يقومون بها؛ نتيجة عددم الأمان والارتفاعات الشاهقة التي يؤدون عليها هذه العادات.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023