شهد السحور الذي نظمته جامعة القاهرة برعاية رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة مساء يوم الأربعاء الماضي فوضى عارمة وتكدسًا وتحرشًا بالطالبات، بخلاف الأزمة التي نشبت بين اتحاد طلاب الجامعة ورئيسها بسبب رعاية رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة للحفل.
تكدس ورقص وتحرش
اقتحم الآلاف من طلاب جامعة القاهرة، البوابات، لحضور السحور حيثُ قدرت أعداد الطلاب “المقتحمين” للجامعة، بنحو 150 ألف طالب وطالبة.
كان السحور مخصصًا لـ 10 آلاف طالب فقط، إضافة إلى 10 أضعاف هذا العدد على سبيل الاحتياط والظروف الطارئة، ما أدى إلى تكدس مئات الطلاب في مكانٍ واحد الأمر الذي استغله البعض للتحرش بالفتيات، فيما وقعت إغماءات كثيرة بين الطلاب.
حضر السحور بجوار أبو هشيمة عدد كبير من السياسيين والبرلمانيين أبرزهم عمرو موسى، والنائب محمد أنور السادات، إضافة إلى رئيس الجامعة، جابر نصار.
كان من المفترض أن يقوم بعملية التأمين فريق “هاو تو بي” بجانب عناصر التأمين الأساسية وأفراد التربية العسكرية.
وبشكلٍ مفاجئ، تحول السحور إلى “حفلة رقص شعبي”، وذلك بعدما قام الطلاب بتشغيل الأغاني الشعبية عبر مكبرات الصوت مستخدمين في ذلك المسرح الذي تم إعداده لإلقاء كلمة من المسؤولين الحاضرين؛ ثم تفاعل معهم زملاؤهم من الطلاب ما أدى إلى تدافع الطلاب وحدوث حالات تحرش بالطالبات.
تبادل المسؤولون عن عملية التأمين الاتهامات، وخاصة لفريق “هاو تو بي” المنظم للسحور، والذي فتح أبواب الجامعة من الساعة الـ 9 أمام الطلاب في حين أنه كان من المفترض أن تُفتح في الحادية عشر.
غضب اتحاد الطلاب
استنكر اتحاد طلاب جامعة القاهرة تورط إدارة الجامعة في الترويج لأحد رجال الأعمال عبر تنظيم حفل سحور جماعي، مؤكدا أن المال السياسي يخترق الجامعات، في محاولة للسيطرة على عقول الطلاب.
وقال عبد الله أنور، رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة: إن جامعة القاهرة أكبر من أي رجل أعمال، أكبر من أي كيان، أكبر من أي شخص يحاول أنه يقلل من قيمتها.. الجامعة مستقلة”.
وأضاف أنور، خلال مداخلة هاتفية مع قناة “دريم2”: إن ما يحدث في جامعة القاهرة يذكره بما كان يحدث في عهد مبارك من الترويج السياسي لنجله جمال.
التسويق السياسي لأحد رجال الأعمال
وأصدر اتحاد الطلاب بيانًا، نشره عبر صفحته على “فيس بوك”، قال فيه: “إن الجامعة تقوم بالدعاية والتسويق السياسي لأحد رجال الأعمال، مستخدمة في ذلك أحد الكيانات الطلابية الممولة والبعيدة عن الحركة الطلابية والنشاط الطلابي”.
وأضاف البيان: “قد سبق أن حاول رجال الأعمال استقطاب الاتحادات الطلابية، إلا أننا رفضنا أن تستخدم الجامعة لتضليل عقول الطلاب، وأن تتحول إلى ساحه للتسابق بين رجال الأعمال”.
زواج السلطة برأس المال
وطالب الاتحاد إدارة الجامعة بأن تنأى بنفسها عن ذلك التوجه؛ لأنه يمثل عودة إلى عصور الظلام وزواج السلطة برأس المال، ما ينتج عنه تنظيمات وكيانات غير شرعية، في محاولة لبسط السيطرة على الجامعات”.
وتابع: “كان من الأولى أن توفر الجامعة جهودها لتحسين أوضاع الجامعة وتوفير أماكن آدمية لامتحان الطلاب بديلا عن الخيام الحالية”.
وانتقد الاتحاد استخدام إدارة الجامعة للطلاب الذين يؤدون تدريبات التربية العسكرية الإلزامية في تنظيم السحور فيما يشبه نظام “السخرة”، على حد قوله.
وطالب الاتحاد إدارة الجامعة بالاعتذار لكل المجتمع الجامعي عن المشهد الذي لا يليق بهيبة جامعة القاهرة وشهر رمضان الكريم، في إشارة إلى رقص الطلاب على الأغاني الشعبية داخل الحرم الجامعي.
نصار: المال السياسي لم يخترق الجامعة
وقال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة: إن رعاية إحدى الشركات المصرية، للحدث أمر معروف فى كل النشاطات التى تقوم بها الجامعة ولدينا مئات الشركات التى ترعى أنشطة طلابية وعلمية بالجامعة.
وأضاف نصار على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”: إن اتخاذ هذه الرعاية تكأة للحديث عن مال سياسى يخترق الجامعة أمر غير صحيح وكاذب، ولست أنا من يسمح بذلك فالأمر لا يعدو رعاية نشاط طلابي اجتماعي لا سياسة فيه.
وتابع نصار: أكثر من 70% لتجهيزات السحور تمت فى دار ضيافة الجامعة وكلية الزراعة جامعة القاهرة، و أن الشركة الراعية للحفل مجرد شركة رعت نشاطًا اجتماعيًا نظمه مجموعة من الطلاب.
وأردف: ” من الواضح أن للبعض أسبابًا لا يعلمها إلا الله، يروج لمعلومات مغلوطة وتأويلات غير صحيحة لحدث أرادت الجامعة من تنظيمه إدخال البهجة على طلابها وبعض أهاليهم”.
وزير التعليم العالي: روحوا حاسبوا رئيس الجامعة
وقال الدكتور أشرف الشيحي، وزير التعليم العالي، تعقيبًا على أزمة اتحاد طلاب جامعة القاهرة ورئيس الجامعة الدكتور جابر نصار – بعد حفل السحور الجماعي،” روحوا حاسبوا رئيس الجامعة”، مؤكدًا أن أي جهة لو تقدمت بشكوى ضد إدارة الجامعة سيتم التحقيق في وقائعها.