تحل علينا غدًا ذكرى أحداث 30 يونيو التي أطاحت بالدكتور محمد مرسي، أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا، وبعد ثلاث أعوام ، نجد اختفاء أو تغيير مواقف لمعظم من أيدوا إسقاط الدكتور محمد مرسي، فمنهم من أعلن صراحة ان ماتم كان انقلابا عسكريا ،فكان مصيره السجن ، وفئة أعلنت ندمها على هذا التأييد، وآخرون آثروا الصمت خشية السجن، والبعض قرر العيش خارج البلاد والاحتماء بالديمقراطيات الأوروبية.
قيادات حركة تمرد
خرج معظم أعضاء حركة تمرد وبعض القيادات ليعلنوا عن ندمهم على المشاركة في الحركة، وانشق أغلب القواعد عنها وأصبحوا بين معتقل ومطارد ، ومنهم من تم مكافآتهم كمحمود بدر الذي اصبح عضوا بالبرلمان.
وأصدر عدد من قيادات الحركة بيانا قالوا فيه: ” نحن نادمون على الانضمام لحركة تمرد وأن الدماء التي سالت في ميدان رابعه العدوية هي دماء طاهرة وشريفة ونعتذر للشعب المصري عن انضمامنا لهذه الحركة التي سفكت وأراقت دماء المصريين”.
وقال أحمد عبده، أحد القياديين بحركة “تمرد”: إن “الوضع الحالي يشبه بل يزيد في الحدة عن ما قبل إعلان الحركة؛ فالاقتصاد أكثر انهيارًا، وحوادث قتل المصريين في الخارج في تزايد وإهانة كرامتهم من قبل أمناء الشرطة والضباط تحدث بشكل دوري”.
وأضاف عبده: “الوضع الراهن يتشابه مع مرحلة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك وإرهاصات ثورة 25يناير، فالنظام الحالي يُحرم تأسيس مثل هذه الحركات تقيدًا للحريات، ويقمع التظاهرات ضده مثلما حدث في 25أبريل الماضي وفي جمعة الأرض والقبض علي الكثير من الشباب بدون وجه حق”.
وأشار عبده الذي أنشق عن الحركة إلى أنه في “حال إحياء حركة تمرد سيلتف الشارع حولها لشعور المواطنين أن النظام لم يوف بوعده تجاه الشعب، شريطة أن يكون القائمون عليها لا يسعون إلى منصب في البرلمان أو في المجلس القومي لحقوق الإنسان”.
حركة شباب 6 ابريل
كانت حركة شباب 6 أبريل من القوى السياسية الداعية لتظاهرات 30 يونيو، ومن أكثر الذين دفعوا ثمن هذه الدعوة، حيث يقبع أغلب قيادات تلك الحركة داخل السجون، بخلاف المطاردين، ومن أبرز قيادات الحركة في السجون أحمد ماهر، مؤسس الحركة والمنسق العام السابق لها، ومحمد عادل القيادي بالحركة، وعمرو علي وشريف الروبي وغيرهم من قيادات الحركة، حيث يحاكم أغلب قيادات الحركة بتهمة التظاهر بدون تصريح.
أحمد ماهر
كان موقف أحمد ماهر مؤسس حركة 6 إبريل، مرتبكًا في البداية، حيث كان تأييدهم الواضح لما حدث في 3 يوليو ببيان رسمي، ثم شارك بعد سقوط مرسي في محاولات “توضيح الصورة” عما جرى في مصر في 30 يونيو للعالم الخارجي والغربي بالأساس، إلا أن هذه المواقف سرعان ما تغيرت، بداية من رفض جمعة التفويض، ثم تصريحه في تغريدة شهيرة له على موقع “تويتر” بأن ما حدث انقلابًا عسكريًا، ووصولًا لاعتقاله على خلفية الدعوة للتظاهر، حيث يقبع في السجن منذ أكثر من عامين ونصف.
جبهة الإنقاذ
جبهة كونتها الأحزاب المعارضة لحكم الدكتور محمد مرسي، رغم اختلاف ميولهم وتوجهاتهم السياسية.
تزعم هذه الجبهة كل من :الدكتور محمد البرادعي ،مؤسس حزب الدستور، وحمدين صباحي المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية، وعمرو موسى المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية ومؤسس حزب المؤتمر.
واختلفت مصائر قيادات جبهة الإنقاذ فمنهم من هرب خارج مصر مثل الدكتور محمد البرادعي، أو اختفى عن المشهد السياسي بعد أن أدى دورة في المرحلة الانتقالية مثل عمرو موسى، أو أقصي من المشهد السياسي بعد قيامة بدور المحلل في الانتخابات الرئاسية مثل حمدين صباحي.
الدكتور محمد البرادعي
بعد 30 يونيو، اختفت بعض الوجوه عن الساحة لعل أبرزها الدكتور محمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا، والذي لاحقته حملة إعلامية شرسة بعد موقفه الرافض لانتهاكات حقوق الإنسان من اعتقالات وتنكيلات بالمعارضين فضلًا عن موقفه الرافض لفض اعتصامي رابعة والنهضة.
تراجع البرادعي عن تأييده 30 يونيو جاء بسبب، وبحسب آخر تصريح له خلال حضوره مؤتمر حالة الاتحاد الأوروبي، الذي نظمته الجامعة الأوروبية، في فلورانس بإيطاليا، من 6 إلى 9 مايو،حيث قال :إن ماحدث في 30 يونيو جاء مخالفًا لما تم الاتفاق عليه بين القوى السياسية وهو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وخروج “كريم” لمرسي، ونظام سياسي يشمل الجميع بما فيهم الإخوان المسلمين، وغيرهم من الإسلاميين، بالإضافة إلى بدء عملية مصالحة وطنية وحوار وطني وحل سلمي للاعتصامات، وعلى الرغم من ذلك رفض في حديث نشرته مجلة “دير شبيغل” الألمانية، ووصف مظاهرات 30 يونيو بـ”الانقلاب العسكري”.
الإشتراكيون الثوريون
تراجع موقف حركة “الاشتراكيون الثوريون”، عقب الأحداث التي سقط فيها ضحايا، وكانت في مواجهة مباشرة مع قوات الأمن بدءاً من أحداث الحرس الجمهوري، مروراً بالمنصة، وانتهاءً بفض اعتصامَي رابعة العدوية ونهضة مصر ويقبع الكثير من قيادات الحركة خلف قضبان السجون ون أبرزهم هيثم محمدين الذي يحاكم بتهمة التظاهر.
ومع قرار إخلاء سبيل الرئيس المخلوع حسني مبارك، بدأت الحركة العودة للشارع تدريجياً، وكانت بيانات الحركة وتصريحات قيادييها، مثل هيثم محمدين، تتحدث صراحة عن عودة حكم العسكر والثورة المضادة بعد 30 يونيو، مؤكّدين أنّ ما حدث هو انقلاب عسكري وثورة مضادة، قامت بها “الدولة العميقة”.
مصر القوية
كان حزب مصر القوية أول الأحزاب التي شاركت في 30 يونيو، وبالرغم من مشاركة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في أول اجتماع للمصالحة الوطنية عقده عدلي منصور بعد رحيل الإخوان مباشرة، إلا أنه سرعان ما صرح بعد ذلك بأن ما حدث في 3 يوليو هو إنقلاب عسكري صريح، وكان موقفه من أحداث التي حدثت بعد ذلك صريحة في رفضها وتحميل السلطة الحاكمة مسؤولية هذه الدماء.
ثم كان موقف الحزب من رفض الدستور والدعوة للتصويت بـ لا في البداية، ثم مقاطعة الاستفتاء بعد اعتقال عدد من أعضاء الحزب أثناء دعوة المواطنين للتصويت بلا علي الدستور، و مقاطعته للانتخابات البرلمانية والرئاسية، ومشاركته في تظاهرات ضد النظام.