أكد الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط فراس أبوهلال، تعليقًا على تفجيرات المملكة العربية السعودية، أنّ التفجيرات التي هزت السعودية ومن قبلها إسطنبول والكويت تدشن مرحلة جديدة من الصراع والفوضى في المنطقة، قائلًا: “حتى الآن لم يعلن أي تنظيم مسؤوليته ولم تفصح السلطات السعودية عن المسؤول عن هذه التفجيرات، ولكن بعيدًا عن الاتهام الجنائي يمكن البحث في الاحتمالات”.
وأضاف أبو هلال في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “طبيعة التفجيرات تحمل بصمات تنظيم الدولة ولكن لا يمكن توجيه الاتهام المباشر للتنظيم قبل أن يعلن تبنيه أو أن تتهمه الحكومة، صحيح أن للسعودية خصومًا آخرين في محور إيران-سوريا-الحوثيين قد يكون لهم مصلحة بإثارة الفوضى في المملكة، ولكن الهجمات الانتحارية محتملة أكثر لدى تنظيمات مثل “داعش”، ومع ذلك كما ذكرت في إطار التحليل السياسي تبقى كل الاحتمالات واردة”.
وتابع: “الهدف الأساسي لهذه التفجيرات بغض النظر عن مرتكبها هو إيلام السعودية وإثارة الفوضى فيها ومعاقبتها على مواقفها السياسية في الإقليم، فإذا كان المنفذون تابعون للمحور الإيراني فإنهم أرادوا معاقبة السعودية على حرب اليمن وعلى موقفها في سوريا، أما إن كان المنفذ تنظيم داعش، فهذا يعني أنه رغبة بالانتقام من مشاركة الرياض في (الحرب على الإرهاب)”.
وأوضح أبو هلال، أن الرسالة المهمة في التفجيرات أن لا بلد في الإقليم أو العالم في منأى عن العنف، وأن اللاعبين غير الحكوميين في المنطقة “داعش، الحوثيين، حزب الله.. إلخ” قادرين على إيقاع الأذى بالدول مهما كانت قوتها وسيطرتها الأمنية.
مشيرًا إلى إنه إذا ثبت أن من نفذ هو تنظم الدولة، فإن هذا يعني أن التنظيم لم يعد مهتمًا بالسيطرة على الأرض في العراق وسوريا بسبب كلفتها الكبيرة بعد اشتداد الحرب على المناطق التي يحكمها، وبدلًا من ذلك فإنه صار يركز على حرب غير منظمة في أرض “أعدائه” بتكاليف بسيطة وبدون خسائر، مع إيقاع أذىً كبيرًا بخصومه.
وأنهى أبو هلال تصريحه لـ”رصد” قائلًا: “الدلالة التي قد يخرج بها اللاعبون الإقليميون والدوليون هي أن المنطقة لا يمكن أن تهدأ دون تسويات كبرى، ولكن هذه التسويات يجب أن تكون عادلة نوعًا ما، أما استمرار انسداد الأفق وموت السياسة في المنطقة وتراجعها لصالح الحروب، فإنه لن يجر سوى مزيد من الحروب، ولكن هل نحن أمام تسويات قريبة من هذا النوع؟ أظن أن الوقت لا يزال مبكرًا للتفاؤل”.