شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

لا تقتل قادتك – مقال لـ”أحمد صلاح”

لا تقتل قادتك – مقال لـ”أحمد صلاح”
دعونا ننظر نظرة منصفة للأمور مبنية على حقائق تاريخية ولا نغفل أمران في غاية الأهمية..

دعونا ننظر نظرة منصفة للأمور مبنية على حقائق تاريخية ولا نغفل أمران في غاية الأهمية..

 الأمر الأول أن السياسة والحكم أحداثهما شائكة وأمورهما غير جلية واضحة وخبائثهما ودسائسهما تتحكم بهما فلا تجد قائدا أو حاكما أصاب في كل الأمور

الأمر الثانى أننا بشر وليس فينا معصوم، حتى أعظم القادة فى التاريخ لهم ذلات وجانبهم الصواب،  فنجد قائدا عظيما بحجم عبدالرحمن الناصر الذي وحد الأندلس وجمع المسلمين حدث في عهده خيانة من حاكم سرقسطة “محمد بن هشام” وانضم إلى مملكة ليون لحرب عبدالرحمن الناصر فحاربه عبدالرحمن وقتل جنوده فأعلن محمد بن هشام توبته فقبلها منه عبدالرحمن الناصر ثم أعاده حاكما على سرقسطة.

أريدك أن تتخيل معى الموقف هنا،  لم يبلغ أحد عبدالرحمن الناصر بمحاولة خيانة أو حذره بل إن الخيانة حدثت بالفعل، ومع ذلك أعظم ملوك أسبانيا (الأندلس) في ذلك الوقت أعاد خائنا إلى حكم سرقسطة بما فى ذلك من احتمال للخديعة. 

وتولى من بعده “الحكم بن عبدالرحمن الناصر” وكان قائدا عظيما نشر العلم واستجلب الكتب من أنحاء العالم ونشر المكتبات ومع ذلك عندما مرض استخلف ابنه وهو يبلغ من العمر 12عاما فقط على بلاد الأندلس، وكل ممالك أوروبا تتشوق إلى هزيمة هذه البلاد ولكنه استخلف طفلا صغيرا لم يبلغ من العمر إلا اثنى عشر عاما وتسبب فى ضعف الدولة.

 وفى دولة المرابطين الإسلامية العظيمة فى إحدى فتراتها كانت النساء تخرج بلا حجاب سافرات، وعلى رأس السلطة قادة عظماء، بل إن محمد الفاتح نفسه فاتح الأندلس الذى قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم “ولنعم الأمير أميرها” كانت له أخطاء، أحدثكم عن أسماء تكتب بماء الذهب وكانت لها هذه الذلات وغيرهم كثير.

أما الأن تجدهم يلومون د. مرسي لضعفه وحسن ظنه وبعض القرارات غير الحاسمة، وتجدهم أيضا يلومون أردوغان لقوته وشدته والخوف من تحوله لديكتاتور!!  

أنا أؤمن بالنقد وأهميته لتقويم مسار أي قائد أو حاكم او سياسي وأطالب به، ولكن إذا كان الجلد يأتى من أعدائك وأصدقائك عندما تترك راحتك وتخوض المنايا في سبيل الله وتدفع ثمنا من عمرك وأعصابك وحياتك لا يدفعه من يؤثرون السلامة ويهربون من المواجهة، فإن أكثر ما أخشاه ألا نجد من يتصدر المشهد أو يقود المرحلة في أي وقت من الأوقات.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023