سلط تقرير لوكالة ” أسوشيتدبرس” الأميركية الضوء على حالة الفوضى التي يعانيها نظام التعليم المصري، خاصة خلال الفترة الأخيرة التي شهدت تسريبات لإمتحانات العامة.
وقال التقرير إنه حال ذهاب إحدى الفتيات إلى الإمتحان وعودتها إلى المنزل نامت لبعض الوقت، وعندما إستيقظت اكتشفت أنه سيتوجب عليها إعادة الإمتحان مرة أخرى، وتلقي تسريبات الامتحان الضوء على أوجه القصور في نظام التعليم المصري، والذي يقول منتقديه أنه ينحاز إلى الطلاب القادرين على تحمل نفقات التعليم الخاص للإلتحاق بالجماعات والكليات المرموقة.
ويقول الطالب “خالد” البالغ من العمر 18 عام، والذي يطمح في أن يكون مهندس ” تساوي التسريبات بيني وبين هؤلاء الطلبة الذين لم يذاكروا على الإطلاق، ويضيف: “تجهزت لهذا الامتحان على مدار العمر كله لكي أكون قادر على التخطيط لمستقبلي، والآن أنا أشعر بالظلم الواضح”.
وأضاف التقريرأن هذا الفشل الذريع دفع الطلاب إلى التظاهر والصدام مع قوات الأمن خارج وزارة التربية والتعليم أواخر شهر يونيو، وكتب أحد الطلاب على لافتة “2016 دفعة الظلم”.
وأشار التقرير إلى أن الإجابات تم تسريبها عبر مجهولين على صفحات الفيس بوك، مدعين أنهم يريدون أن يشعلوا النقاش حول التعليم في مصر، ويقول منتقدو المنظومة إن المدرسين أصحاب الرواتب المتدنية في المدارس الحكومية لا يقومون بالشرح بشكل جيد، مما يجعل من التعليم الخاص ضرورة، وطالبت إحدى المجموعات على الفيس بوك الحكومة برفع رواتب المدرسين، وتحديث المناهج لمواكبة سوق العمل.
ويقول كمال مغيث الخبير في مركز تطوير المناهج التعليمية: “العملية التعليمية برمتها في دولة فوضوية وعبثية حيث يتوافر الفساد كمكون أساسي”، و يضيف: “ما يحدث هو حركة إحتجاج واسعة النطاق ضد نظام التعليم الفاشل لا يدرس أي شيء، فقط هو يستنزف طاقة وأموال الأسر لسنوات”.
وتقول “علا محفوظ” والدة خالد: “اضطرت الأسرة إلى توفير الكثير من الأموال بسبب نفقات المدرسة الباهظة، وتوفير أموال المدرسة والدروس الخصوصية، وتضيف: “بأنه في حال عدم قبول إبنها في كلية الهندسة الحكومية فإنها تستطيع إدراجه في أحد الجامعات الخاصة، لكن ذلك سيمثل عبء إضافي على ماليات الأسرة”.
كما لفت التقرير إلى أن الطلاب المصريين يواجهون منافسة شرسة لدراسة بعض التخصصات مثل الهندسة والطب، والتي تعتبر الطريق إلى تحسين المكانة الإجتماعية، إلا أنه خلال 2015م، وصل معدل البطالة إلى 12% من بينهم 28% من الشباب.
واعترف بعض الطلاب بالاستفادة من التسريبات، يونيو الماضي، فعلى سبيل المثال يقول الطالب أحمد هشام الذي شارك في الإحتجاجات الأخيرة، أنه استفاد من التسريبات من أجل خلق المساواة بين الجميع، وأظهر هشام الذي يعمل والده كحرفي مجموعة على برنامج “واتس أب”، حيث حصل على العديد من الإمتحانات المسربة.
ويختم هشام بالقول: “أولياء أمور الطلاب الأثرياء يشترون الامتحانات لأولادهم، إذًا لماذا يعترضون على التسريبات الآن، هذه مساواة في مجتمع ظالم وفاسد”.