ترى الكاتبة التركية “سيلين ناسي” أن التقارب التركي الأخير مع روسيا لن يصل إلى إقامة محور تركي روسي والتخلي عن تحالف تركيا مع “الناتو” والاتحاد الأوروبي.
وقالت في مقال نشرته صحيفة “ديلي حريت” التركية: إنه في أعقاب محاولة الإنقلاب الفاشلة في الخامس عشر من يوليو توترت العلاقة بين تركيا وشركائها الغربيين، وذلك في الوقت الذي زادت فيه جهود تطبيع العلاقات بين روسيا وتركيا .
اكتسب التقارب التركي الروسي الزخم بعدأن عبر الرئيس التركي في خطاب له لـ”بوتين” عن أسفه واعتذاره عن إسقاط الطائرة الروسية العام الماضي .
وأضافت الكاتبة: إن محاولة الإنقلاب الفاشلة قدمت فرصة للحكومة التركية للإبقاء على رصيدها لدى الأصدقاء والخصوم في الداخل والخارج ، ومقارنة بالموقف الحذر الذي اتخذه حلفاء أنقرة الغربيين – والذي اعتبرته الحكومة التركية إزدواجية ،فإن إيران وروسيا كانوا من بين الدول التي قدمت دعماً قوياً وأدانت بشدة كل أنواع التدخل العسكري في الساعات الأولى من الإضطرابات ، وفي اليوم التالي من المحاولة الفاشلة اتصل بوتين شخصياً بأردوغان من أجل تقديم تعازيه في الجنود والمدنيين الذين لقوا حتفهم ، ووافق الرئيسان على إجتماع في موسكو في التاسع من أغسطس .
واعتبرت الكاتبة أن خيبة الأمل التركية من الإتحاد الأوربي والولايات المتحدة ، جنباً إلى جنب مع الإحساس بالخداع ، أدت إلى تساؤل الأتراك عن جدوى التحالف مع الغرب وحلف الناتو ، وهو ما دفع أنقرة إلى التقارب بشكل أكبر مع روسيا ، و لدى الجيرانين مصالح مشتركة في الحفاظ على العلاقات الودية ، ولهذا السبب فإن جهود التقارب يجب أن يرحب بها .
ولفتت الكاتبة إلى أن العلاقات الإقتصادية بين البلدين كانت منعزلة عن الخلافات الإقتصادية حتى إسقاط تركيا للطائرة الروسية ، لكن الأزمة أضرت بالمصالح الإقتصادية التركية ، بينما تقضي الحكمة بإقامة شراكة مع روسيا على أساس المساواة ، وفي ذات الوقت فإن التحول إلى روسيا بشكل كلي يعني التخلي عن التوازن بين الغرب والشرق ،وهو الأمر الذي سيضر بالمصالح التركية .
وأشارت الكاتبة إلى التكلفة الأمنية التي قد تتكبدها تركيا حال إقامة محور مع روسيا وتجاهل تحالفها مع “الناتو” ، وتتابع: نتيجة لحملتها ضد المتورطين في الإنقلاب فقد الجيش التركي عدد من أفراده بما في ذلك هؤلاء المسئولين عن القيام بالعمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة في العراق والشام ، كما أن تركيا بحاجة إلى دعم الناتو بشكل أكبر بسبب القصور الأمني على الحدود الجنوبية الشرقية للبلاد ، وكانت تصريحات وزير الخارجية التركي ” مولود جاويش أوغلو” التي أكد فيها أن التقارب مع روسيا لن يكون بديلاً عن العلاقة مع حلف ” الناتو” وأوربا بمثابة تخفيف للتوتر .
وختمت الكاتبة بالقول “في عدم إقتصار تأثير خيارات السياسة الخارجية إلى البنية الأمنية في المنطقة وإمتدادها إلى مستقبل النظام السياسي المحلي فإن القرارات يجب أن يسيطر عليها التعقل بدلاً من الغضب والإحباط ”