شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

” الإطارات المحروقة” سلاح أطفال حلب ضد جيش بشار

” الإطارات المحروقة” سلاح أطفال حلب ضد جيش بشار
مع استمرار حصار النظام السوري، ابتكر القوات المعارضة السورية وسائل وأدوات جديدة لتعويض النقص الحاد في موارد الطاقة المحرومين منها، فلم تكد معركة فك الحصار عن حلب، التي أطلقتها فصائل “جيش الفتح” و”الجيش السوري الحر” تبدأ، عصر

مع استمرار حصار النظام السوري، ابتكرت قوات المعارضة السورية وسائل وأدوات جديدة لتعويض النقص الحاد في موارد الطاقة المحرومين منها، فلم تكد معركة فك الحصار عن حلب، التي أطلقتها فصائل “جيش الفتح” و”الجيش السوري الحر” تبدأ، عصر الأحد، حتى تفاعل المدنيون في أحياء المدينة المحاصرة ومختلف القرى والبلدات التي تسيطر عليها المعارضة السورية، مع مجرى سير المعارك.

معركة فك الحصار

و رفعت قوات المعارضة السورية وحلفائها أمس، سقف الآمال بشأن فك الحصار عن مدينة حلب، حيث أطلقت هجوًما واسًعا يهدف إلى “فتح مدينة حلب بالكامل.

وبموازاة إعلان الناطق العسكري لحركة أحرار الشام في تسجيل مصور، بدء عملية فك الحصار عن حلب بعد ظهر أمس والتي حملت اسم “الغضب لحلب”، انطلقت العمليات العسكرية التي يشارك فيها نحو 10 آلاف مقاتل من محورين، استهدفا جبهة الريف الجنوبي، وجبهة شمال غربي مدينة حلب.

وبدأت العمليات بهجوم مباغت أسفر عن السيطرة على مواقع قوات النظام في منطقة مدرسة الحكمة، كما تمت السيطرة على المواقع في سلسلة سواتر السابقية وتلتي “أحد” و”المحبة” في جنوب المدينة.

تمويه ومباغته

وقال القيادي في “أحرار الشام” محمد الشامي إن الخطة “بدأت على محورين، حيث تم إيهام قوات النظام عبر التمويه بأننا سنطلق الهجوم من منطقة حندرات، أو من الريف الجنوبي، وهو ما دفع قوات النظام لصّب تركيزها على هاتين المنطقتين، فهاجمتهما في عملية استباقية، لكن المقاتلين المعارضين باغتوا قوات النظام عبر الهجوم من منطقة شمال غربي حلب، وتحديًدا من جهة الحمدانية وحي جمعية الزهراء ومدرسة النهضة، ليكون بمثابة هجوم غير محسوب”.

وقال الشامي إن الهجوم “انطلق بعمليتين انتحاريتين نفذهما انتحاريان يتبعان جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابًقا) ليليهما الانغماسيون الذين هاجموا المواقع بأعداد ضخمة”، مشدًدا على أن “المعارك مستمرة لفتح مدينة حلب، وليس فك الحصار عنها فحسب”، مشيًرا إلى “انهيارات كاملة في صفوف قوات النظام”.

وللغرض نفسه، حاول المعارضون تحييد سلاح الجو عبر إشعال الإطارات التي بعثت دخاًنا كثيًفا، فيما ساهم الاحتكاك المباشر خلال القتال بتحييد سلاح الجو أيًضا.

أطفال يقودون المعركة

وكان أبطال المعركة أطفال أعمار بعضهم لم تتجاوز السابعة، شاركوا فعلاً في معركة فك الحصار عن مدينة حلب بالأمس.

فقد توزعت مجموعات من الأطفال على نقاط استراتيجية في كل من مدينة حلب وريفها الغربي، ورابطوا على مضادات طيران من نوع جديد، بهمة عالية يسحبونها من منطقة إلى أخرى ليغطوا أكبر منطقة، محاولين حجب الرؤية عن طيران النظام والطيران الروسي لمنعه من الإغارة على الثوار وهم يتقدمون، ترافقهم هتافات التكبير التي ملأت أرجاء حلب.

سلاحهم كان جديداً ومن نوع مختلف، حيث أقدموا على إشعال الإطارات المطاطية في كافة أحياء مدينة حلب التي يسيطر عليها الثوار والقريبة من مناطق الاشتباك، الأمر الذي خلق جواً غائما في سماء حلب.

ويقول ناشطون من حلب، إنه بغض النظر عن تأثير الدخان على أجواء المعركة، فإن هؤلاء الأطفال أظهروا الحاضنة الشعبية الكبيرة للثوار في مناطق سيطرتهم في حلب، وتوقهم إلى فك الحصار عنهم، وأثاروا بفكرتهم الجديدة وأسلوبهم الجديد في مساعدة الثوار إعجاب الثوار والمعارضين بشكل عام، في حين أثاروا سخرية الموالين الذي ربما صدموا لهول ما حل بهم خلال ساعات قليلة.

دواليب للبيع

“اجتماع طارئ غداً لمجلس الأمن لمناقشة إمكانية فرض حظر بيع الدواليب التوبلس والصب وحتى الشمبرير من كافة الماركات لحلب، على اعتبارها مضاد طيران، (م.ط شمبرير)، بهذه الكلمات عبر أحد المعارضين عن سعادته بما قام به الأطفال، في حين أضاف آخر: “مجلس الأمن يستنكر ويشجب بأشد العبارات التدخل الإدلبي بدول الجوار، ويدين استعمال الدواليب المحرمة دوليا”.

وبات للأطفال حارقي الدواليب كتيبة ولواء وقائد، فكتب آخر: “الشكر كل الشكر لكتائب وألوية حرق الدواليب التي تولت حرق دواليب السيارات والتركتورات في حلب وأطراف حلب وبعض مناطق إدلب، وأخص بالشكر (أبو أحمد الشحواري) قائد فيلق حرق الدواليب في حلب”، وأرفقها بالصورة:

كما علق آخرون بطريقة ساخرة “كتيبة الدواليب المضادة للطائرات، أطفال سوريا … كيف أصبحتم رجالاً ولا زلتم أطفال، بكم انطلقت شرارة أعظم ثورة بكتابات أصابعكم وبكم هززتم أعتى قوة جوية بدخان أصابعكم، علمتم الزعماء والجبناء والمتخاذلين كيف تكون الرجولة”.

الناشط الإعلامي هادي العبد الله لم يتأخر في التعليق على الأطفال الذين حرقوا الإطارات، فكتب: “حتى لو حظرتم عنا الدواليب التي استخدمها أطفالنا كمضادات طيران اليوم فلن تكسرونا، سنبقى ونقاوم وبعون الله ننتصر”.

تظاهرات وتشويش

تظاهراتٌ داعمة لمقاتلي المعارضة، عمت المدينة خلال المعركة ، فيما غطت سُحبٌ من الدخان الأسود السماء، بعد أن أشعل السكان عشرات الإطارات المطاطية، ساعين إلى التشويش على طيران النظام الحربي والمروحي الذي كان يحلّق بالتزامن مع المعارك البرية.

وشهدت معظم أحياء حلب الشرقية، وبعض البلدات والقرى التي تسيطر عليها المعارضة السورية في ريف المحافظة، خلال ساعات المعارك، نشاطات مدنية بالتزامن مع سير العمليات العسكرية.

كما أن المدنيين هناك لم يكتفوا بمتابعة التطورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام، بل سارع المئات منهم للنزول إلى الشوارع، رافعين علم الثورة السورية ولافتات كُتبت عليها عبارات مثل: “مطالبنا معروفة.. نريد معبراً لكل السوريين إلى طريق الحرية”، و”حلب الشهداء.. صامدون لا محاصرون.. نحن من اختار الصمود”.

وإلى جانب المظاهرات التي خرجت دعماً لمقاتلي المعارضة السورية، كان لافتاً يوم أمس، قيام السكان في مناطق سيطرة المعارضة، بإشعال مئات الإطارات المطاطية، سعياً منهم إلى التشويش على طائرات النظام الحربية والمروحية، التي كانت تحلق في سماء حلب بالتزامن مع المعارك.

السيطرة على التلال

وتمكّن المقاتلون من السيطرة على تلالٍ ونقاطٍ عسكرية كانت خاضعة لقوات النظام والمليشيات الأجنبية التي تقاتل معه، ووصلوا إلى منطقة “مشروع الـ1070 شقة” التابع إدارياً لحي الحمدانية، مقتربين بذلك من فتح طريق إمداد جديد للأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب.

وأوضحت مشاهد مصورة بثها ناشطون في حلب على الإنترنت، كيف غطت سُحب كثيفة من الدخان الأسود، الناتج عن إشعال المدنيين إطارات السيارات في عدة مناطق، وغصت مواقع التواصل الاجتماعي بصور عشرات الأطفال الذين قاموا بذلك، إذ أطلق بعض الناشطين عليهم صفة “كتيبة الدفاع الجوي”، متهكمين بذلك على وجود قرار دولي يمنع إمداد المعارضة بأسلحة الدفاع الجوي.

التشبث بالأمل

وفي هذا السياق، أوضح الناشط الإعلامي منصور حسين أن “فكرة إشعال الإطارات بدأت من مجموعة أطفال بشكل عفوي، وكانوا متحمسين لتقديم ما يمكن من دعم للثوار، ثم بدأت الظاهرة بالتوسع سريعًا” مشيراً إلى أن ذلك “بدأ في أحياء حلب الشرقية، وامتد لاحقاً ليشمل باقي مناطق الريف المحرر في حلب وشمالي إدلب” القريب من مناطق المعارك.

وأضاف حسين، المتواجد في حلب، أن المدنيين ضمن المناطق المحاصرة في حلب، ما زالوا يتشبثون بالأمل وقدرة مقاتلي الريف على فك الحصار عنهم، وهم منذ اليوم الأول للحصار يعلمون جيداً أن الحصار كان بعد عملية إحراق كاملة لمنطقة الكاستيلو. ومازاد من عزيمتهم هو إدراكهم أن اجتماع كل من روسيا وإيران وحزب الله والنظام بقواتهم ومليشياتهم، لم يتمكنوا من التقدم إلا لمسافة لا تتجاوز الـ3 كيلومترات، بعد أشهر من المعارك. وبالتأكيد فإن الثوار الذين منعوهم من التقدم خلال الأشهر الماضية، سيكون بإمكانهم استرجاع ما خسرته المعارضة مؤخراً”.

من جهته، قال الناشط الإعلامي ماجد عبد النور، إن “أجواء الفرحة تعم المناطق المحررة في حلب”، وبينما ظهر في مشاهد مصورة وحوله عشرات المدنيين الذين كانوا يشعلون الإطارات المطاطية “تفاعلاً مع غزوة حلب الكبرى للتشويش على الطيران الحربي الذي أحرق هذه المدينة”، مضيفا “ليس الثوار وحدهم الآن من يخوضون المعارك في حلب، المدنيون معهم أيضاً، أقسم أني أعيش ثورة 2011”.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023