بعد قرار المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب تعالت أصوات ما يسمى بالتيار الثالث والذي يضم جميع القوى الليبرالية والعلمانية لمواجهة تمدد التيار الإسلامي ومنافسته في الانتخابات القادمة وكان لا بد من إلقاء الضوء على أهداف التيار الثالث ورؤيته ووجهات نظر التيارات المختلفة فيه…..
أيديولوجي متطرف بلا رؤية واضحة
يرى الدكتور كمال حبيب -رئيس حزب السلام والتنمية- أن ما يسمى بالتيار الثالث هو تيار أيديولوجي متطرف؛ حيث إن كل هدفه هو مواجهة الإسلاميين ليس أكثر واعتقد أنه لن يكون فعالا أو مؤثرا وبهذه الطريقة ولن يضيف شيئا للحياة السياسية وسيكون وجها آخر للكتلة المصرية وسيلاقي نفس مصيرها في الفشل الفادح .
وأضاف أنه حضر بعض اجتماعات التيار الثالث وأشار على المجتمعين أن يكون هذا التيار وسطيا في كل شيء، وأبدى استغرابه من عدم توجيه أي دعوة للإسلاميين من جانبهم، بما يشير إلى مدى تطرف هذا التيار وتساءل أيضا لماذا يسمى بالتيار الثالث ومن هو التيار الثانى ؟!ولم يتضح في الاجتماعات أهداف هذا التيار، وهو ما يشير إلى عدم وجود رؤية فكرية واضحة .
أحداث التوازن
من جانبه، يقول الدكتور عمرو حمزاوي التيار الثالث مختلف عن الكتلة المصرية حيث إنه غير معادي للإسلام السياسي وأن هذه القوى والشخصيات المتحدة فيما يسمى في التيار الثالث منها حملة حمدين صباحي والحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي والتحالف الشعبي الاشتراكي وحزب الكرامة وحزب المصريين الأحرار وسامح عاشور نقيب المحامين وجورج إسحاق ونجيب ساويرس، فالتيار الثالث إذا يسعى لبناء معارضة تساعد في زيادة الزخم السياسي والقدرة على المنافسة في الانتخابات القادمة لإحداث التوازن في الحياة السياسية .
مجرد ظاهرة صوتية
أكد الكاتب الصحفي "محمد عبد القدوس أن التيار الثالث عبارة عن "سمك لبن تمر هندي" يجمع بين أقصى اليمين وأقصى اليسار ويتغنون بالدولة المدنية ويضمون فيما بينهم الناصريين الذين هم أصل الدولة العسكرية وحكم الفرد .
وأضاف عبد القدوس " أن هذا التيار يهتم بالفضائيات أكثر من اهتمامه بالشارع، وهو ما سيقضي عليه سريعا وهو مجرد لعبة سياسية لتحقيق مجموعة ضيقة من المصالح التي يسعون من خلالها للدفاع عن العلمانية وفصل الدين عن الدولة وإذا كانت لديهم الجرأة فليعلنوا أنهم ضد الشريعة ولكن الشعب سيكشفهم سريعا .
التعددية والتوازن عوامل مهمة
يؤكد عبد الله السناوي -رئيس تحرير العربي الناصري- أن مصر تحتاج في الفترة القادمة من عمرها السياسي إلى تعددية وأحزاب حقيقة تعبر عن جميع ألوان الطيف السياسي المصري وخصوصا بعد فوز مرشح حزب الحرية والعدالة بمنصب الرئيس والخوف من استفراد هذا الحزب بكل شيء مثل الوطني المنحل. وأضاف " السناوي" أنه يستغرب من هجوم أحزاب التيار الإسلامي على أي فكرة ناشئة لتحالفات حزبية أخرى؛ في حين تقوم هي بنفس الشيء وتتحالف مع الأحزاب التي تتوافق مصالحها معها مثل حزب النور والإصلاح والتنمية ويجب على جماعة الإخوان المسلمين عدم الشعور بالعدائية تجاه هذا التيار لأن الدكتور مرسي لن ينجح في ظل معارضة كارتونية وأنصحهم بعدم تكرار أخطاء النظام السابق .
الموضوعية هي الأساس
وتابع " السناوي "التيار الثالث هدفه الرئيسي الآن هو مواجهة التمدد للتيار الإسلامي ولكن سيتحول بعد فترة ليست بالطويلة إلى تيار رئيسي يستطيع أن ينافس بقوة في الحياة السياسية، مما سيؤدى إلى تداول سلمي للسلطة وهو ما تحتاجه البلاد ،مطالبا الطرفين أن تكون الموضوعية هي الأساس وأن يبتعدوا عن التطرف الديني في إدارة الصراع السياسي .
