وصف تامر وجيه، الكاتب والناشط الاشراكي، فيلم “اشتباك”، الذي يُعرض في دور السينما المصرية حاليًا، بأنه يُقدم صورة “كيوت” للشرطة المصرية، قائلًا: “هل أنا عموما ينفع أقدم لحظة ما بعد رابعة وهيستريا التفويض والتخوين على إنها محض (اشتباك)؟”.
وقال وجيه في منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع “فيس بوك”: “شفت فيلم “اشتباك” ومعجبنيش، بل كمان اتضايقت منه جدا. الوصف الأدق لإحساسي بالفيلم هو إني “محستش بيه”، وده بالضبط اللي ضايقني. إزاي فيلم يتناول لحظة بهذه التأثير، لحظة تحمل كثافة مشاعر عمرنا من شفناها قبل ولا بعد، ما أحسش بيه خالص؟”.
وأضاف: “الفيلم بيدور في أواخر أغسطس 2013، بعد مذبحة رابعة (14 أغسطس)، وبعد مذبحة عربية الترحيلات (18 أغسطس). فاكرين اللحظة دي كان شكلها إيه؟ لحظة هيستيريا فريدة من نوعها: ناس منهارة ومرعوبة، وشرطة وجيش في عز وحشيتهم، وجماهير غفيرة في حالة عصاب جماعي بتقبض على أي حد مش بيرقص كويس على أنغام تسلم الأيادي وتهرسه ضرب، وأي معارض ييستخبى ومنتظر مصيره الأسود”.
وتابع: “الفيلم بيقدم قراية تانية خالص لطبيعة اللحظة. مش القضية الجوهرية إنه بيقدم صورة كيوت للشرطة (وهو بيعمل كده فعلا إلى حد بعيد). القضية إنه مقدم الحدث على إنه “اشتباك”: طرفين متساويين تقريبا واقفين ضد بعض في الشوارع، وشرطة متوترة بتحاول تسيطر على الموقف، خصوصا ضد هيستيريا “إسلامية” بتحدف طوب في معظم مشاهد المظاهرات في الفيلم”.
وتسائل الكاتب الاشتراكي، قائلًا: “هل أنا ينفع أقدم لحظة بعد إنقلاب بينوشيه على إنها “اشتباك”؟ هل أنا عموما ينفع أقدم لحظة ما بعد رابعة وهيستريا التفويض والتخوين على إنها محض “اشتباك”؟ وأضاف: “طبعا ناس كتير هتقول وجهات نظر سياسية. وأنا موافق. يبقى إنت متبني وجهة نظر سياسية شايفة المذبحة والدم والإنقلاب واللي حصل في الشوارع أيامها مجرد “اشتباك” بين طرفين متساويين، والشرطة (والجيش) مجرد طرف تالت مش واضح دوره فيما يحدث إلا بمعنى ضبط الشارع كقوة محايدة محترفة”.
وقال وجيه، عن رؤيته للفيلم: “الفيلم بيلعب لعبة اتعملت سينمائيا كتير، وهي لعبة جمع ناس متناقضة في حيز مكاني ضيق في لحظة توتر، عشان نشوف إزاي إنهم كلهم بشر.. عشان تطلع لحظات رومانسية، ولحظات حيوانية، نفهم منها إن كل البشر خطائين وليهم أكتر من وجه. فيه مشكلتين جوهريتين في ده”.
أولا: اللعبة دي، حتى لو هتعجب بتوع السينما الأمريكاني، تسطيح لا أخلاقي لحدث مؤسس في تاريخ مصر.
ثانيا: اللعبة دي عشان تنجح استدعى الفيلم المحن الأمريكاني بتاع هوليوود عشان يعرف يرسمها كويس: “الراجل العجوز اللي شايف الإخوان خونة بس عشان ابنه خدوه وبقى منهم، البلطجي اللي اكتشفنا إنه كيوت وحساس وبيحب الكلاب”، و”الصحفي اللي أجنبي آه بس مصر في دمه هو وأبوه، الأطفال والشباب اللي بيبتدوا يحبوا بعض ونظراتهم مليانة دفء وحنان”، و”العسكري الغلبان المسيحي لكن إنسان في الآخر، الإخواني الظريف اللي بيمثل في السيما، إلخ”.
وأنهى وجيه المنشور قائلًا: “مش عارف الصراحة أقول إيه.. ده فيلم جيد تقنيا (مهارة في التصوير والتقطيع والإخراج).. لكنه جماليا وفنيا أمريكاني.. ومن ناحية الروح والإحساس بالعالم هو سطحي وبيصور هيستيريا الإنقلاب اللي قربت من الفاشية على إنها خناقة شبه متساوية بين بشر فيهم الحلو وفيهم الوحش. لا أقبل هذه النوعية من السينما”.
وحقق الفيلم السينمائى “اشتباك” بطولة نيللى كريم، طارق عبد العزيز، إيرادات بلغت مليون جنيه و500 ألف جنيه، بعد 5 أيام من عرضه فى دور العرض السينمائية، ويتناول العمل حالة الاضطراب السياسى التى شهدتها مصر فى 2013، وتدور أحداثه داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة مكتظة بالمتظاهرين.
وفيلم “اشتباك” يشارك فى بطولته هانى عادل وأحمد مالك، أحمد داش، سيناريو وحوار خالد دياب ومحمد دياب، إخراج محمد دياب فى ثانى تجاربه الإخراجية بعد فيلم “678” الذى تناول فيه قضية التحرش الجنسى وقامت ببطولته نيللى كريم.