نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست”، اليوم السبت، عن الوزير الاسرائيلي السابق في الشؤون الاجتماعية مايكل ملكوير، قوله إنه سيمكن للإسرائيليين السفر إلى المملكة العربية السعودية، “قريبا إن شاء الله”، وفق تعبيره.
وبحسب ما ذكرته الصحيفة في تقريرها، فإن ملكوير استخدم عبارة “إن شاء الله” وتحدثها بالعربية، معللًا ذلك بأنها مرادفة بالنسبة لهم في العبرية ما معناه عربيا “بإذن الله”.
وقال ملكوير في تصريح خلال مؤتمر صحفي مع وسائل إعلام بريطانية: “سيأتي اليوم الذي يستطيع فيه الإسرائيليون السفر إلى السعودية، وسيكون قريبا (إن شاء الله)”، وتحدثها بالعربية، وقال ملكيور، وهو عضو الكنيست السابق مع حزب “إسرائيل واحدة”، والوزير السابق للشؤون الشتات، إن لقاءه مع السعوديين ركز على القضايا الدينية المتعلقة في الدبلوماسية بين البلدين.
وكشف ملكوير، بحسب التقرير الذي ترجمته أحد المواقع الإلكترونية، أن التسوية بين إسرائيل والمملكة السعودية “باتت قريبة”، وفق قوله، وأثارت هذه التصريحات من المسؤول الإسرائيلي، تساؤلات عدة حول حقيقة قيام علاقات ذات طبيعة سرية وعلنية بين المسؤولين الاحتلال الإسرائيلي والسعودية.
الجنرال عشقي
وآثار إعلان صحيفة “هآرتس” الصهيونية، عن زيارة رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية المقرب من حكومة المملكة العربية السعودية، إلى “إسرائيل” جدلًا واسعًا، وآثارت تساؤلات حول ما إذا كانت هذه اللقاءات قد عقدت بدافع رسمي من المملكة، أم أنها مبادرة فردية من عشقي، خاصة أنه لم يصدر أي بيان رسمي تعليقًا على الزيارة.
وفي أول تصريح إسرائيلي رسمي نقلته وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، قالت وزارة الخارجية “الإسرائيلية” إن مسؤولًا كبيرًا اجتمع مع لواء سعودي متقاعد يقوم بزيارة لـ”إسرائيل”، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية “الإسرائيلية” إيمانويل نحشون: “إن المدير العام دوري جولد، التقى اللواء متقاعد أنور عشقي في أحد فنادق القدس، وليس بالخارجية “الإسرائيلية”.
وعلى الرغم من عدم وضوح الموقف الرسمي السعودي بشأن تلك الزيارة، كانت وزارة الخارجية السعودية، قد أصدرت بيانًا رسميًا في يونيو الماضي، أكدت فيه أن كلًا من جمال خاشقجي ونواف عبيد وأنور عشقي ليس لهم علاقة بأي جهة حكومية، ولا يعكسون وجهة نظر حكومة المملكة العربية السعودية، وأن آراءهم تعبر عن وجهات نظرهم الشخصية، وهو ما استند إليه البعض في التأكيد على أن الزيارة هي موقف شخصي وليس رسمي.
وشغل عشقي عدة مناصب رفيعة في الجيش السعودي، وفي وزارة الخارجية السعودية، فيما يرأس حاليًا منصب رئيس مركز “الشرق الأوسط للدراسات السياسية” في مقره القائم بالمملكة العربية السعودية، وعمل بعد تخرجه من الكلية الحربية ضمن قوة السلام التابعة للجامعة العربية، وشارك ضمن الوفد المرافق للملك فيصل في عدد من زياراته الخارجية، ثم عمل مساعدًا لقوات الردع السعودية في لبنان، ثم مستشارًا للسفير السعودي في واشنطن، وتقاعد عن الخدمة العسكرية برتبة لواء.
تبرير بحضور زفاف
وبرّر الجنرال أنور عشقي زيارته لـ”إسرائيل” قائلًا: “إنها جاءت بمبادرة فلسطينية للوقوف على أوضاع الأسرى الفلسطينيين، ومواساة أسر الشهداء”، وأوضح عشقي خلال تصريحات لصحيفة “سبق” أن “من يكتبون بعض الكلام عليهم التأكد، فأنا لم أقم بزيارة إسرائيل، بل ذهبت لرام الله بدعوة من الفلسطينيين، واجتمعنا مع أسر الشهداء وواسيناهم، وحضرنا زفاف ابن مروان البرغوثي؛ أحد المعتقلين ورمز القضية الفلسطينية”.
وتابع: “الإسرائيليون كتبوا أني زرت إسرائيل؛ لأنهم يعتبرون القدس إسرائيلية، ونحن نعتبرها فلسطينية، ونعتبرها قضية إسلامية وعربية بناء على مبادرة السلام التي وضعها الملك عبدالله، رحمه الله”، وعن وصفه بـ”الخائن”، قال عشقي وهو في طريق عودته إلى جدّة: “هل مَن زار الإخوة الفلسطينيين وقال نحن معكم يقولون عنه خائن، وهل يعد مَن زارهم ونشر الفرح بينهم كذلك خائنًا”.
وأضاف: “المرة الأولى صليت بالمسلمين في بيت المقدس صلاة المغرب، وهذه المرة صليت بهم إمامًا في مسجد عمر بن الخطاب، الذي يقع في المهد ببيت لحم، وكل الهدف نصرة القضية الفلسطينية”، وشدّد عشقي على أن “الزيارة تمثل مركز الدراسات والبحوث، وليست ضمن وفد رسمي، ومركزنا مستقل وغير حكومي وأنا متقاعد ومفكّر فقط”.
وعاد عشقي في نهاية حديثه لتبرير زيارته قائلًا: “نحن دورنا أن نهتم بقضايانا وقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وإذا جلسنا في مكاتبنا وتحت المكيفات فلن نعرف العالم كيف يتحرّك، ونحن زرنا الفلسطينيين، ولكن ينقصهم الدعم المعنوي، أما أن نواسيهم بالكلام فهذا غير مقبول”.
كما أشار عشقي، في تصريحات صحفية، إلى أن زيارته كانت بدعوة من الحكومة الفلسطينية إلى مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية – الذي يترأسه – لزيارة مدينة القدس، وقال عشقي إن “زيارتهم لمدينة القدس المحتلة كانت بمثابة رسالة تأكيد للفلسطينيين بأنهم معهم قلبًا وقالبًا، وأنهم متضامون معهم بقوة في رفضهم للاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم”.