حذَّر حسين عبد الرحمن أبو صدام، رئيس المجلس الأعلى للفلاحين من تفاقم أزمة نقص مياه الري في عددٍ من المحافظات وبخاصة في نهايات الترع، مطالبًا وزارة الموارد المائية والري بتنقية المياه من ورد النيل والمخلفات لمنع أي إعاقة للمياه، مع ضرورة أن تطوِّر الحكومة الري الحقلي واستخدام الأساليب الحديثة في الري مثل الري بالرش والتنقيط وعدم استنزاف المياه الجوفية التي هي حق للأجيال المقبلة.
وطالب أبو صدام -في تصريحاتٍ صحفية، اليوم الثلاثاء- المهندس محمد عبد العاطي وزير الري بالشفافية في ملف سد النهضة، مؤكِّدًا حق الشعب في معرفة كل ما يدور في المفاوضات التي تتعلق بمصيره ومصدر حياته للاستعداد للسيناريوهات المقبلة والتي تتعلق بالتأثير على حصة مصر المائية بعد بناء سد النهضة بالشكل الذي أعلنته إثيوبيا، مشدِّدًا على أنَّ مصر لن تقبل بتناقص حصتها المائية والتي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب .
وأضاف: “الفلاح المصري هو أكثر المتضررين من بناء هذا السد الإثيوبي الذي سيؤثر على أمن مصر المائي.. والحكومة فشلت فشلًا ذريعًا في إدارة ملف سد النهضة والدليل على ذلك أنَّ إثيوبيا اقتربت من بناء السد، في الوقت الذي تتفاوض فيه مصر حاليًّا مع أديس أبابا على توقيع العقد مع المكتب الاستشاري الذي سيجري الدراسات التي سوف تقيس تأثير السد على دولتي المصب “مصر والسودان” من الناحية المائية والبيئية والاجتماعية.
قال الدكتور محمد نصر علام، وزير الرى الأسبق، إن حجم الأزمة المائية فى مصر كبير، بل هى قضية أمن قومى لم تأخذ نصيبها الكافى من التمويل والاستثمارات والبحوث والمتابعة من قبل الدولة، لافتا إلى أن 96% من دخل مصر من المياه يعتمد بشكل أساسى على نهر النيل.
وأشار وزير الرى الأسبق ، ان نصيب الفرد فى مصر من الأراضى الزراعية والذى بلغ “قيراطين”، مشيرا إلى أن الحيازة الزراعية قلت عن 2 فدان، وتحول مهندس الرى لمهندس بساتين، ليحل مشكلة الجناين بدلا من مشاكل الرى والصرف.
وأضاف وزير الرى الأسبق، ان هناك فشلا ذريعا فى تطبيق خطة 1999 لاستصلاح الأراضى بسبب نقص المياه وعدم توافرها، مؤكدا أن هناك مشاريع قومية كبرى كـ”توشكى ووادى النقرة وترعتى السلام والحمام” فشلت ودمرت وبيعت بنيتها التحتية التى كلفت الدولة أكثر من 50 مليار جنيه، بسبب نقص المياه.
وتابع: مشكلة سد النهضة سياسية يريدون بها تقليل وتحجيم دور مصر، وعلى الدولة أن تتفهم ذلك وتحاول أن تناقش المشكلة سياسيا بدلا من النظر والمناقشة فى فنيات بناء السد وهندسياته”.