حظيت دور العبادة على مر العصور باهتمام الحكام والعابدين في مختلف الأديان والعقائد، وتبارى المصممون والمعماريون في إشادة أجمل وأروع البنايات التي نسبت للعقيدة المسيحية وأصبحت كنيسة ، ومنها من ارتبط بشعائر الدين الإسلامي .
وهناك عدد من دور العبادة التي تسبب روعة وجمال معمارها في تحويلها من دور عبادة إلى مزار سياحي، يتهافت عليه السياح باختلاف دياناتهم من دول متعددة لمشاهدته.
ومن أبرز دور عبادة التي أصبحت مزار سياحي:
أيا صوفيا كنيسة ثم مسجد ثم متحف
مر بناء أيا صوفيا بعدة مراحل ،فمن كنيسة إلى مسجد إلى متحف على مر 1656 عام، حيث بني عام 360م في عهد الإمبراطور قسطنطين الأكبر ، سميت في البداية باسم الكنيسة الكبيرة، ثم سميت بعد القرن الخامس هاغيا صوفيا .
احترقت مرتين عام 404م ،و 532 ميلادياً، ثم اعيد بناءها واستدعى الأمبراطور وقتها أشهر معماريي العصر لبناءه في ذلك الوقت، واستخدم في العمل عشرة آلاف عامل، وأنفق عليه 320 ألف رطل من الذهب (ما يعادل 134 مليون دولار أمريكي)، وهو كل ما كان في خزانة الدولة، واستغرق البناء خمسة سنوات متتالية.
وعقب فتح مدينة القسطنطينية، أمر السلطان محمد الفاتح بتحويل الكنيسة إلى مسجد خلال ثلاثة أيام، بعد أداء أول صلاة له فيها وهي ركعتين شكر لله.
كما وضِعَت لوحات قرآنية، مع لوحات كتابية دائرية ضخمة كُتِب عليها: ” الله، محمد، أبو بكر، عمر، عثمان، علي”.
في عام 1935، أمر مصطفى كمال أتاتورك تحويل بناء أيا صوفيا إلى متحف يضم المئات من الكنوز الإسلامية والمسيحية، وأصدر قانونًا يمكنه من إقامة الشعائر الدينية بشكل رسمي فيه، وظل حتى يومنا هذا من أهم المعالم التاريخية في تركيا.
مسجد قرطبة الكبير.. حذفته جوجل وأعاده سخط الالاف في أسبانيا
من أهم المنشئات المعمارية في الأندلس، المسجد الجامع في قرطبة ويسميه الإسبان “المسجد الجامع” La Mosquita Aljama.
المسجد الجامع في قرطبة فوق بقعة صخرية تقع جنوبي غربي المدينة على مقربة من القنطرة العربية القديمة على نهر الوادي الكبير.
استغرق بناء المسجد في شكله النهائي نحو قرنين من الزمن، فقد بدأ العمل في بنائه عام 169هـ/785م في عهد عبد الرحمن الداخل الذي أمر بجلب الأعمدة والرخام له من أربونة وإشبيلية والقسطنطينية، وكانت المئذنة قائمة على واجهة جدار الصحن.
المسجد الجامع في قرطبة مكان عبادة ومركزاً فكرياً غاية في الأهمية؛ لأنه احتوى على مدرسة وعلى مكتبة ضخمة تضم نحو 400000 مخطوطة مجلدة بالجلد القرطبي المزخرف
وتبلغ تكلفة دخول المسجد للسياح 8 يورو للبالغين، و 4 يورو للأطفال والدخول مجاني بين الثامنة والنصف والتاسعة والنصف صباح السبت والإثنين.
في 2014 ، قامت جوجل بحذف اسم الجامع الأشهر في إسبانبا من على خرائطها واكتفت باسم “كتدرائية قرطبة ” بدلاً عنه، الأمر الذي أثار غضب المسلمين في إسبانيا وقاموا بجمع توقيعات للاعتراض بلغت 400 ألف توقيع، فنجحوا في إعادة إسم مسجد إلى الجامع الكبير على الخريطة.
مسجد بوترا.. المسجد الزهري
يوصف مسجد بوترا بأنه الأجمل في ماليزيا، ويقع في مدينة بوتراجايا التي تبعد قرابة نصف ساعة عن كوالالمبور، ويلقّب أيضا “بالمسجد الزهري” نظرا لقبته الزهرية الأنيقة، وهو من المساجد التي أقيمت حديثا وتحول إلى مزار سياحي يستقطب الزوّار لالتقاط أجمل الصور للمسجد ومنظر الغروب الساحر.
يتألف من ثلاثة أجزاء رئيسية هي: المصلى والصحن، والمرافق التعليمية، وقاعات المناسبات، ويمتاز بالبساطة والأناقة وهو مدعوم بـ12 عموداً، ويصل ارتفاع أعلى نقطة تحت قبته إلى 250 قدماً.
يحيط بالمسجد البحيرة الإصطناعية “بوتراجايا” ، فالذي يرى المسجد من بعيد يشعر وكأن المسجد يطفو فوق سطحها.
المسجد الأموي في دمشق
كان المسجد الاموي، معبداً للإله حدد الآرامي،إله الخصب والرعد والمطر حسب معتقدهم، أيام الآراميين في دمشق.
ثم انتشرت المسيحية في الشام، فأصبح كنيسة القديس يوحنا المعمدان، وكان ذلك عام 391م، إذ دفن رأسه المقطوع فيه.
في عام 634، دخل الإسلام دمشق، وكلف الإمام الأموي، المعماريون ببناء المسجد في موقع الكاتدرائية البيزنطية في عام 706 م حيث تحولت الكنيسة إلى جامع دمشق الكبير.