كشفت مؤسسة القدس الدولية، عن مسألة تهويد مدينة القدس وتهجير سكانها من أربعة جوانب، هي تطور فكرة الوجود اليهودي في المسجد الأقصى على المستوى السياسي والديني والقانوني، ومناقشة تفصيلية لكل أعمال الحفر والإنشاءات والمصادرة تحت المسجد وفي محيطه، وتحقيق الوجود اليهودي البشري والفعلي داخل المسجد ومحاولات التدخل في إدارته.
وعرض ياسين حمود مدير عام المؤسسة التي تتخذ من بيروت مقرًا لها، أبرز ما خلص إليه التقرير الذي حمل عنوان “عين على الأقصى”، في مؤتمر صحفي عُقد في أحد فنادق العاصمة اللبنانية، بحضور حشد من المسؤولين السياسيين والعلماء والإعلاميين والمثقفين وممثلي الهيئات والمؤسسات، ومنهم الوزير اللبناني السابق بشارة مرهج نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية.
وأشار التقرير إلى أن “10766 مستوطنًا وجنديًا إسرائيليًا اقتحموا الأقصى خلال العام 2015م”، وأضاف أن “الفلسطينيين يشكلون 37% من سكان القدس”، لكنه لفت إلى هجرة المسيحيين في ظل الاحتلال الإسرائيلي، موضحًا أن “عدد المسيحيين في القدس كان 60 ألفًا عام 1967م، وتدنى في 2014م، إلى 12400 شخصًا”، ورصد التقرير 2260 حالة اعتقال للمقدسيين في العام 2015م.
وحول الحفريات والبناء حول الأقصى وفي محيطه، قال حمود إن “استمرار أعمال الحفر والبناء التي يقوم بها الاحتلال لاختلاق تاريخ يهودي يفرضه على المسجد لإيجاد مدينة يهودية أسفل الأقصى وفي محيطه”، وبيّن أن عدد الأنفاق والحفريات التي رصدها التقرير “بلغ 63 حفرية، فيما تسارعت وتيرة تطوير وإقرار المشاريع التهويدية الضخمة في محيط الأقصى”.
كما جاء في التقرير “هدم 539 مبنى و26 منزلاً يملكها فلسطينيون في الضفة الغربية والقدس”، و”بناء 1800 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، ومنح ترخيصات لبناء 1143 وحدة بينها 583 في القدس الشرقية”، خلال الفترة المذكورة.
وتيرة متسارعة
وقال إبراهيم أبو جابر الباحث في مركز الدراسات المعاصرة في أم الفحم، إن التهويد يتم بوتيرة متسارعة جدا، حيث يجري تزوير للتاريخ والآثار والمعالم في القدس، وأكد أن الحفريات التي تقوم بها “إسرائيل” وصلت مستوى عاليًا جدًا، مشيرًا إلى أن مستوى الحفريات تحت المسجد الأقصى وصل لنحو تسعين مترًا، إضافة إلى وجود نفقين عميقين جدًا، واحد يبدأ من جنوب سلوان والثاني من شمال باب المغاربة.
وأكد أبو جابر أن هذه الحفريات تسببت في شقوق وتصدعات ببناء المسجد الأقصى، كما حذر من السياحة الدينية التي تشرف عليها جمعيات صهيونية مدفوعة الثمن، والتي قال إنها تقتصر على السياح اليهود، إذ يسمح للمئات منهم يوميًا بالدخول إلى المسجد الأقصى والتجول في باحاته بهدف التطبيع مع العرب وإيجاد مكان هناك لإقامة صلواتهم الدينية.
يضيف أبو جابر، ترفض سلطات الاحتلال منح تراخيص البناء لأهل المدينة بهدف تهجير سكان القدس، وكذلك تطبق عليهم قانون منع لم الشمل بين المقدسيين، إضافة إلى غرس 19 مستوطنة في القدس الكبرى لتلتف حول الأحياء العربية بهدف تغيير معالم المدينة.