قدم منذ قليل، الدكتور خالد حنفي – وزير التموين – استقالته من منصبه إلى المهندس شريف إسماعيل – رئيس مجلس الوزراء – وتأتي تلك الاستقالة في الوقت الذي قام فيه أكثر من 300 نائب من مجلس النواب، بتقديم طلب لسحب الثقة من “حنفي” على خلفية أزمة فساد القمح.
وكان من الملاحظ شن هجوم من قِبل إعلام السيسي على “حنفي”، في الفترة الأخيرة، والتهديد بسحب الثقة منه في أي لحظة، واتهامه بالفساد والتشكيك في ذمته المالية.
ودعي الكثيرون حنفي إلى ضرورة استعجال خطوة تقديم استقالته، توفيرًا لخطوات لجنة تقصي الحقائق وطلبات الاستجواب وتحقيقات البرلمان، وقد كان .
و تعد الأزمات الأخيرة، أبرز الأسباب التي دفعت حنفي للاستقالة، نرصدها في التقرير التالي:
1- فساد القمح:
كشفت تحقيقات النيابة بوقائع الفساد في توريد القمح المحلي، أن القيمة الإجمالية للتلاعب بلغت 621 مليون جنيه.
وأكدت التحقيقات اصطناع كشوف حصر بأسماء مزارعين وحائزين لأراض زراعية وإثبات قيامهم بزراعة تلك الأراضي بمحصول القمح وإثبات توريد تلك المحاصيل على خلاف الحقيقة للصوامع والشون التخزينية.”
كما أن الكميات المثبت توريدها على خلاف الحقيقة بموجب تلك الكشوف المصطنعة 221.8 ألف طن، تقدر قيمتها الإجمالية بمبلغ 621 مليون جنيه”، مشيرًا إلى أن المتهمين أصحاب تلك الصوامع والشون تمكنوا من صرف مبالغ مالية قدرها 533 مليون جنيه دون وجه حق بموجب تلك المستندات المزورة.
وتبين أن مساحات الأراضي التي أشارت إليها تلك الكشوف المصطنعة منزرعة بالموالح والفاكهة وأقر أصحابها بعدم زراعتهم للقمح أو توريده خلال العام الحالي 2016م.”
وقال وزير التموين خالد حنفي، منتصف الشهر الماضي، إن مصر اشترت نحو خمسة ملايين طن من المزارعين المحليين منذ بداية موسم توريد المحصول في منتصف أبريل، وكانت الوزارة تخطط لشراء أربعة ملايين طن فقط الموسم الحالي.
ما جعل مجلس النواب يشكل لجنة تقصي حقائق لكشف حقيقة قضية فساد القمع و محاسبة المسئولين وعلي أولهم وزير التموين ، وكان من المقرر يوم الإثنين المقبل، عرض التقرير النهائي بشأن لجنة تقصي حقائق مجلس النواب، حول فساد القمح، بعدما انتهت اللجنة من تقريرها وسلمته إلى هيئة مكتب البرلمان.
وكان التقرير أشار إلى أن حجم الفساد الذي كشفته اللجنة بلغ 560 مليون جنيه، نتيجة 9 زيارات ميدانية قامت بها اللجنة لـ12 موقعًا “شون – صوامع”.
ولفت التقرير إلى أن اللجنة عقدت 33 جلسة استماع مع عدد من المسؤولين في مختلف التخصصات.
كما أوضح التقرير أن هناك خلطًا بين القمح المستورد والقمح المحلي، وهو ما يكلف خزانة الدولة المليارات، إضافة إلى التوريد الوهمي.
2- فندق سميراميس :
أعلن الصحفي وعضو مجلس النواب مصطفي بكري، أن وزير التموين أقام بأحد الأجنحة الفاخرة بفندق سميراميس بالقاهرة بالإضافة إلى غرفة ملحقة للحراسة، ما كلف الدولة مبلغ 7 ملايين جنيه، وطالبه بتقديم استقالته.
إلا أن المتحدث باسم الوزارة ، نفي ذلك و أكد أن إقامة الدكتور خالد حنفي – وزير التموين – هى على نفقته الشخصية وتسدد من بطاقته الائتمانية بحسابه الشخصى بالبنك، ولا تقوم أى جهة بدفع أى مبلغ من هذه الفاتورة.
وصرح قائلًا: “خالد حنفي ده وزير مش لازم يكون فقير، ولازم يكون له سكن يليق بمنصبه، والحكومة لا توفر سكن أو بدل سكني للوزير، ورشيد محمد رشيد كان يسكن في سميراميس، والفنان أحمد زكي أقام لمدة 15 سنة في فندق رمسيس هيلتون، ومبلغ الإقامة أقل بكثير عن ما أثير والوزير يتحمل نفقات الإقامة على حسابه الشخصي”.
إلا أن تلك التصريحات لم تشفِ الرأي العام ، وطالب الإعلاميون البرلمان بالتحقيق في تلك الواقعة ومراجعة كل الفواتير والحسابات .
3- الافراج عن متهم بالكسب غير مشروع :
كشف تقرير لجنة تقصى الحقائق، التى شكلها البرلمان لكشف الفساد ومافيا التلاعب فى توريدات القمح وإهدار المال العام، عن خطاب وزير التموين الدكتور خالد حنفي، إلى النائب العام فى القضية رقم 8166 لسنة 2015 الذى أسهم في الإفراج عن شخص متهم بتحقيق مكاسب غير مشروعة بلغت 11.2 مليون جنيه، بحسب موقع “برلماني”.
وذكر تقرير اللجنة فى القسم الرابع “النقطة الرابعة” أن: “بعض قضايا التعدى على المال العام، ومنها القضية رقم 8166 لسنة 2015، والمتهم فيها أحد أصحاب المخابز، لقيامه بإثبات عمليات بيع وهمية على ماكينات صرف الخبز، وذلك باستخدام فلاشات وبطاقات تموينية دون علم أصحابها، لتحقيق مكاسب غير مشروعة دون وجه حق، بلغت قيمتها حوالى 11.2 مليون جنيه”.
وأضاف التقرير:”قد أُفرج عنه بناء على الخطاب الذى أرسله وزير التموين والتجارة الداخلية إلى المستشار النائب العام، لحفظ التحقيقات الخاصة بجرائم المخابز المشار إليها فى البند “1” من هذا القسم” ، ما سرع من طلبات الاستجواب .
4 – منظومة الخبز:
قال مصطفي بكري إن الوزير ادّعي توفير 6 مليارات جنيه من فارق نقاط الخبز، ما يضيع على الدولة مقابلها 12 مليار جنيه، لأن الدولة تدعم باقى تكلفة رغيف الخبز، وفى حال توفير خبز بـ6 مليارات جنيه يعنى أن هناك توفيرا فى طحن القمح، ومع ذلك فالدولة كانت تطحن 650 ألف طن قمح عام 2013.
واتهم “بكري” وزير التموين بدعم التجار والمخابز لأنهم يمثلون 25 ألف صوت فى الغرفة التجارية التى ينتمى إليها، ومن ثم يسعى لدعمهم على حساب المواطن المصري، فأعطاهم الـ6 مليار جنيه التى تم توفيرها من نقاط الخبز لصالح المنتجات التجارية الأخرى ليكسبوا منها .
5- اتهامات الأخونة:
اتهم بعض الإعلاميين وزير التموين أنه تابع لجماعة الاخوان المسلمين، ويسعي لهدم الدولة، فعرض مقدم البرامج تامر أمين، صورة للدكتور خالد حنفى وزير التموين، يظهر فيها ملتحيا فى عهد الإخوان، وصورة أخرى مع حاتم عبد اللطيف وزير النقل الذي وصفه بالإخوانى، معلقاً: “ما أربيش دقنى فى زمن الإخوان وأحلقها بعد الإخوان”، وذلك خلال برنامج “الحياة اليوم”، المذاع على فضائية “الحياة ” .
6 – كاسر عينهم:
انقلب إعلام السيسي على حنفي، وطالبوا بتقديم استقالته أو اقالته، من بينهم المذيعة إيمان عز الدين .
هاجمت إيمان عز الدين، في مقطع فيديو، يظهر فيه وزير التموين الدكتور خالد حنفي، داخل البرلمان، وبعض النواب يلتفون حوله لتوقيع الوزير على عدة أوراق؛ لتخليص مصالح شخصية لهم، قائلة: “وزير التموين كاسر عينكم.. إزاي بقى هتحاسبوه بعد ما كسر عينكم؟”.
وتابعت “عز الدين”- خلال برنامجها “90 دقيقة” المذاع على فضائية “المحور” أن من شأن نواب البرلمان مراقبة الوزراء، واستجوابهم أمام البرلمان، مضيفة: “هيجلكم عين تحاسبوا الوزير وتستجوبوه بعد ما خلصلكم مصالحكم ” .
7- نقص السلع التموينية:
من أبرز الأزمات التي تعرض لها وزير التموين، نقص السلع التموينية بشكل ملحوظ وصل في بعض المدن إلي 70% ، وجاء ذلك متزامنا مع شهر رمضان .
وبالرغم من شكاوي المواطنين من نقص السلع لمدة شهور ، وبالاخص السلع الرئيسية مثل الأرز والزيت ، كان حنفي يصر أن السل متوفرة في جميع المنافذ للمواطنين بجميع المحافظات .
بالرغم من تلك الأزمات ، إلا أن محمود دياب المتحدث باسم وزارة التموين ، دأب علي وصف الهجوم على الوزير خالد حنفي ” غير مبرر” .
وأشار خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “انفراد” أن هناك عدة أطراف تقف وراء الحملة ضد الوزير، مضيفًا: “هناك من كان يريد أن يتقلد منصب ما وبعد استبعاده يهاجم الآن خالد حنفي”.