تسعى عائلة “بارود” الفلسطينية للجوء إلى كندا في محاولة لعلاج ثلاثة من أفرادها يعانون من شلل كامل منذ ولادتهم، إلا أن الإجراءات المعقدة للحصول على تأشيرة السفر تعيق ذلك، الأمر الذي يعرض حياة أبنائها للخطر.
غادر أفراد العائلة المملكة العربية السعودية بعد انتهاء إقامتهم فيها وعدم حصولهم على العلاج، وتوجهوا إلى مصر إلا أن السلطات المصرية لم تسمح لهم بالإقامة سوى لشهر واحد فقط ، ولم تستجب أي دولة للعائلة في مسعاها للحصول على تأشيرة كندا عبر أراضيها، باستثناء تركيا التي سمحت لها قبل عدة أشهر بالقدوم إليها والعمل من أجل ما تسعى إليه ، بحسب الأناضول .
وعقب وصولها تركيا في أبريل ، بدأت مرحلة المعاناة الحقيقية للعائلة عقب توجهها لمقر الأمم المتحدة للاجئين من أجل الحصول على تلك التأشيرة، إلّا أن “مسؤولي المنظمة الدولية تعاملوا معهم كالآخرين، رغم إقرارهم بصعوبة وندرة الحالة الصحية للأبناء الثلاثة”، بحسب الأم “نادية بارود” .
وتقول الأم للأناضول:”كان ابني وابنتي (الوحيدان اللذان يتمتعان بصحة جيدة بين الأبناء) يتلقيان تعليمهما في مصر، وبقية أفراد العائلة يعيشون في السعودية، وبعد انتهاء إقامتنا في المملكة رفضت السلطات هناك تجديدها، فاضطررنا للتوجه إلى مصر والحصول على العلاج هناك، ولم يبق سوى زوجي في جدة، مستدركة “إلّا أن السلطات المصرية سمحت لنا بالجلوس لمدة شهر واحد فقط، وطالبتنا بمغادرتها في أقرب وقت”.
وتضيف: “قدمنا الأوراق والتقارير الطبية للعديد من الدول من أجل الحصول على تأشيرة، إلّا أن تركيا الدولة الوحيدة التي سمحت لنا بالتوجه لأراضيها “.
وتتابع “توجهنا في أبريل الماضي لمقر المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأنقرة، لإيضاح معاناتنا لهم، وبالفعل سجلنا هناك، طالبين السفر إلى كندا لأنها متقدمة في هذا المجال، ومناسبة لحالات أبنائي، إلّا أنهم أسكنونا في مدينة بيلاجيك التركية الصغيرة الخالية من المستشفيات المتخصصة بهذا المجال وأعطونا موعدًا للعودة في نهاية نوفمبر المقبل”.
“محمد (25 عامًا) ونورهان (21 عامًا) و يوسف (16 عامًا)، معاقون إعاقة كاملة، الانتظار دون الحصول على العلاج اللازم يعرض حياتهم للخطر”، تؤكد الأم، مضيفة: “حالة أبنائي تحتاج إلى رعاية دائمة، على الأقل عندما كنا في مصر كانوا يتلقون بعض العلاج”.
وتكمل: “حالة الأبناء سيئة جدًا، وكلما طالت المدة عليهم كلما زادت الإعاقة وزادت التشوهات في أجسامهم، وهذا عبء كبير عليهم وعلى كافة الأسرة نفسيًا واجتماعيًا”.
وتناشد الأم الفلسطينية الحكومة الكندية بالتعجيل بسفرهم في أسرع وقت، ما يعود بمردود جيد على صحة الأبناء وحالاتهم.
ويقول الابن الأكبر “ممدوح” الذي تخرج من كلية طب الأسنان في مصر، نهاية العام الماضي: “توجهنا لمقر الأمم المتحدة في أنقرة من أجل تحديد موعد أقرب لمقابلتنا، أخبرناهم أننا لسنا مشردين ولا نسعى للسفر سوى لعلاج أخوتي، والدتي معلمة وأنا طبيب أسنان وشقيقتي إعلامية، لن نكون عالة على المجتمع، بل بالعكس نحن عائلة منتجة ستفيد المجتمع الكندي”.